أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام ناصر الخدادي - ملائكة وشياطين !














المزيد.....

ملائكة وشياطين !


سلام ناصر الخدادي

الحوار المتمدن-العدد: 7905 - 2024 / 3 / 3 - 10:10
المحور: كتابات ساخرة
    


كثيراً ما تعصفُ بحياتنا حوادث وإشكاليات و(خربشات) ، بعضها مؤذٍ حاد ، أو موجع حدّ الآه .. وبعضها يمرّ بكَ كجرحٍ بسيطٍ لا يتركُ أثراً رغم ألمه !
بينما نرى البعضَ الآخر ، ينبشُ بالفضلاتِ .. بحثاً عن حبوب !!
ويبـحـثُ عن عـزاء .. لـكي يشـبع لـطـمـاً !
ولأن الجميع يحبُ المشاركة .. خصوصاً في (حـلّ) المشاكل !!
ولأن معظمهم يفتون ! ويقرأون الغيب ! ويفقهون في كل الأمور ! ماشاء الله عليهم وبيت هيي يحفظهم !!
فأصبحوا يملون علينا وجهات نظرهم ! بكل سذاجتها وتفاهتها !
وأصبح تداولها رغم سطحيتها ، (تحصيل حاصل) بسبب الفراغ الثقافي والمعرفي وقلة الوعي الذي نعيشه !
وأيضاً .. لأن الساحة الكبيرة ، والمساحة الواسعة من الحريات المسموحة ، أتاحت لمن هبّ ودب .. أن يصدر (بياناً) حتى لو كان سيئاً أو يخوط بصف الاستكان !!
ومن حقه أيضاً ان يصدر (فتوى) ! وأن (يقرقر) عفواَ يقرر !! مادام الوضع حسب وجهة نظره ، فالتوه !
ولا من محاسبٍ ولا من رقيب ولا ضمير !!
ولأننا نريد شماعة نعلّق عليها سيئاتنا .. فإننا نصب جامَ غضبنا على الشياطين الذين (عكّروا صفونا) ! ومزقوا وحدتنا الصلبة ! وزرعوا الفتنة بيننا !! وأثاروا المشاكل ونحن في غنى عنها !!
بينما ، نحن أبرياء من الترويج لأفعالهم ! والتصفيق لهم ! وأبرياء من نقل كلامهم ! واجترار شائعاتهم ! والركض حفاة خلفهم وتمجيد شعيط ومعيط !!
ومادام الوضع هكذا .. فمن البديهي أن يظهر هؤلاء متقمصين دور الملائكة ! بنصائحهم ومواضيعهم المتسامحة ! ودعواتهم حاسري الرأس لإصلاح حالنا الميؤوس منه !!
وتتوالى علينا الملائكة ببركات سماحتهم ، وسمو ارواحهم التوّاقة لإصلاح ذات البين ! وتمطر علينا مواعظهم بكل براءة الأطفال !!
فنجد هذا الملاك يهدّأ ، وذاك يصلي من أجلنا ! وهذا يبكي ويقطّع ملابسه البيضاء النورانية ألماً وحزناً لما وصلنا اليه !
بينما نجد ملاكاً آخر .. يذرفُ الدموع دماً وهو يدعو ويتمتم ويرمم ما تهرّأ وتشقق !!
ولكن الأنكى من كل هذا ...
نجدُ بعضَ المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل بالدين ورجاله .. قد حشروا انفسهم مع الملائكة والمصلحين !! وأدلوا بدلوهم أيضاً بكل ما يحمل من اساءات !! ينصحون ويعظون ! وليس (يعضّون) !! .. عفية !! عفية !!
لـمَ لا ؟؟ أليس من حقهم ان يكونوا ملائكة في زمن الشياطين ؟؟
ألا تـبـاً وسحقاً لكل شيطانٍ أثيم !
والسؤال الكبير الذي يدور (ويفتر) براسي :
مادام لدينا هذا الكم الكبير من الملائكة ..
مادام لدينا هذا الكم الكبير من الوعّاظ والمفتين ..
مادام لدينا هذا الكم الكبير من المصلحين والساعين للخير ..
فما بالنا نسمح لـ(شكم) شيطان ، أن يعكر صفونا ؟؟
لماذا هذه العواصف تفتك بنا ؟؟ والمشاكل أرعبتنا ومزقت وحدتنا ؟؟
لذا .. أدعوا جميع الملائكة ، أن يتركوا البكاء والنحيب وشق الثياب .. ويتوجهوا الى الشياطين لنصحهم وارشادهم وهدايتهم الى الطريق الصحيح ، طريق الحق والإيمان ..
لعل وعسى .. أن ننجح هذه المرة !

سيدني 4/3/2024



#سلام_ناصر_الخدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجمع جماهيري كبير
- الوريث الساحر
- بعيداً عن الثقافة .. بعيداً عن الكتاب !
- القصة التي لا تنتهي !
- طلطميس
- بيوت بلا سقوف
- اختلاف الرأي وفساد القضية !!
- دراسة تحليلية لرواية تفاحة حواء للكاتبة هند العميد
- حقائق مؤلمة
- محطات مضيئة للتاريخ
- ملاحظات بالصميم ج 2
- النفط مقابل الدماء
- الاعلام المندائي بين الحقيقة والطموح
- مفارقات بيت كطيو المضحكة
- شرّ البليّة ما يُضحِك !!
- طرزان حكيم الزمان
- الخطوط الحمراء .. الخطوط الخضراء
- الفساد حين يكون توافقياً !!...
- يابن الرافدين
- الإقليم والأقاليم مرة اخرى !!


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام ناصر الخدادي - ملائكة وشياطين !