أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - صفاقة العقل العراقي الاتباعي/8















المزيد.....


صفاقة العقل العراقي الاتباعي/8


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7902 - 2024 / 2 / 29 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل العراق غائب اومنعدم الحضور بصفته البنيوية التاريخيه، ويظل كذلك اليوم، بغض النظر عما اذا كانت اسباب تلمس، ناهيك عن ادراك وجوده او عدم وجوده، متوفرة او لا؟ هنا ندخل الى المعضلة الكونيه التاريخيه الكبرى غير المدركة على مدى تاريخ المسالة المجتمعية الوجودية، تلك المتعلقة بالموقف من "الحياة" اذا كانت هي "المعاش" بملموساته، اي ذلك الذي يحول الكائن البشري الى صنم يسير على قائمتين، او انها مافوق ارضوية، تذهب ابتداء الى السماوية الربوبية والى العالم الاخر، الاول من بينها هو مايميز المنظور اللااارضوي لمابين النهرين، واللاحق هو اجمالي المنظور الارضوي، وصولا لصيغته وقد صارت اليوم "مادية" و"عقلانيه"، جاعلة من الكائن البشري حالة مؤبدة، ووجودا نهائيا غير خاضع لاحتمالية التحول والانقلاب بنيويا الى مابعد، باعتباره الموقتي الانتقالي الراهن بين طورين ومرحلتين.
ولننظر هنا فيما صار اليوم بمثابة اعتقاد قاطع بالرفعه المفهومية والقمة التصورية للوجود والمجتمعية ومنطوياتها، وخاصيات واسباب وجودها، وايها الاكثر اتفاقا مع مسارات مايعرف ب "التقدم" والذهاب الى امام، الارضوية الملموسية ترى نفسها الارقى اللاحقة على "الماورائية" الميتافيزيقية، بينما لم يات الوقت واللحظة التي يعلن فيها المنظور اللاارضوي عن زمن انبثاق الرؤية الاولى، من دون وقبل ان تتوفر اسباب تحققها المادية والاعقالية ابتداء، بانتظار توفر تلك الاسباب لتغدو ممكنه، لنصبح وقتها بازاء عالمين، عالم جمودي حاجاتي ارضوي منغمر بالاثر الحيواني في الكينونة البشرية "الانسايوانيه"، مقابل مفهوم دينامي تصيري ارتقائي لانهائي، ذاهب بالكائن البشري الى مابعد جسدية ارضوية.
وهذا ماقد حدث اليوم تجسدا باعلى حالاته واكثرها احتداما، مع ماقد حققه الغرب بفعل الالة ودفعها للاليات المجتمعية الاصطراعية، من دون ان يعي مضمرها ومنطوياتها، في حين كرس بناء على مامتحقق آليا، المنظور الارضوي الحاجاتي، محولا اياه الى حقيقة "علمية" مطلقة، دلالة على نوع نمطيته وتكوينه، وحدود مدركه القاصر وجوديا،بما قد منع عليه تبين حقيقىة القفزة الالية، واذا كانت بالاحرى محطة تأكيد للحاجاتيه الجسدية الحيوانيه، ام انها حالة انتقال في الممكنات الاخرى التحولية المنتظرة، والتي كانت تنقص الحال اللاارضوي ومنظوره الوجودي التالهي الاول، ما قد حال دون تحققه في حينه.
هنا تبرز استحالة عائدة الى نوع الوجود والمجتمعية، فالكائن الارضوي لايمكن ان تخطر على باله احتمالية من نوع تلك التي عرفها الكائن البشري يوم انتقل من الحيوانيه الى "الانسايوانيه"، مع انتصابه على قائمتين، واستعمالة لليدين وحضور العقل. وهو يقصر هنا مع عجز مكتشف النشوئية الترقوية دارون بسبب ارضويته، عن ان يرى في الارتقاء غير الجانب الجسدي، ملحقا العقل بالجسد من دون ملاحظة التبدل النوعي الناجم عن حضور العقل بعدما كان مطويا ومنسحقا تحت الغلبة الحيوانية شبه المطلقة، مع مايترتب على ذلك من ثنائية كينونه وتصير، يجملها دارون بعبقريته الارضوية الناقصة والمحدودة، تحت عنوان الجسدية التي يقر هو نفسه بانها انتهت، وتوقفت عن التقدم الى امام، بعدما بلغ العضو البشري منتهى وقمة تطوره، من دون ان يجد نفسه مضطرا لان يعلمنا اذا كان العقل ياترى يمكن ان تشمله الحالة المنوه عنها بما يخص الجسد، او لا، هذا مع ان كل الدلائل تشير الى ان العقل بعد حضوره يعيش حالة تصير وترق مستمربلا توقف، بالاخص ضمن التفاعلية المجتمعية، المحطة الاخيرة من محطات استمرار خضوعه بهذا الشكل او ذاك، وتحت مفعول الحاجاتيه، لوطاة حامله الجسدي.
ثمة عنصرين"عقل" و "جسد"، منهما ومن وحدتهما الكيانيه يتشكل الكائن الحي الحيواني ثم الانسايواني، المعبر الاخير بين الحيوان و "الانسان"، قبل انفصال العقل عن الجسد، واتجاهه الى الكونية الاخرى غير تلك التي اليها ينتمي الكوكب الارضي، اي "الكون المرئي"، ومقابله "الكون اللامرئي" السكن النهائي للكائن البشري الحالي، بعد الارضي المنتهي الصلاحية والمنتهي اصلا كوجود عند نقطة بعينها، صارت تعد ببضع المليارات من السنين، قد تكون اقر ب من نصف ماقد عاشته حتى الان.
هذا مايفصح عنه المنظور الازدواجي المتعذر على الانسايوان ادراكا: ازدواجية الكائن البشري ( جسد / عقل) وازدواجية المجتمعيات ؛( لاارضوية/ ارضوية) وازدواجية الكون ( لامرئي / مرئي) ومايفترض ان يترتب على تلازمها من انقلاب في النظر للوجود والياته ومساراته، وفي قلبها الكائن الحي وارتقائيته، وعملية تصيره ومستهدفاتها النهائية، خلاف التصورات الاحادية الجمودية الجسدوية التابيدية، مع ضحالة مشهديتها الحركية ودينامياتها الملموسية المقترنه "علميا" قصوريا بالمعاش الراهن البراني.
مع التعرف على الازدواجية الثلاثية الناظمه للوجود، لايعود المنظور الاحادي الارضوي صالحا باية حال لان يناسب الكشف عن منطويات الانقلاب الالي، المتعدي والمتجاوز حضورا ومقصدا للارضوية وتاريخها اليدوي الطويل، وقد صار اليوم عرضة للهدم من قبل عنصر براني مختلف عن المجتمعية كما نشأت وظلت قائمة بما هي ( طبيعة بيئية/ كائن بشري) ووحدتهما النمطية، وقد صارت اليوم ثلاثية، من (البيئة + الكائن البشري +الالة)، العنصر المشجع على تغيير البنيه المجتمعية الاصل، وماينجم عن هذا التطور من اصطراعية بين مجتمعية موروثة/ والالة يتولد عنها تحور غير مسبوق، مناسب للحالة المستجدة يطرا على المجتمعية من ناحية، وعلى الاله التي تبدا مصنعية آلية، قبل ان تنتقل متحولة الى " التكنولوجيا الانتاجية" الحالية، ذهابا الى "التكنولوجيا العليا"، لندخل من يومها طورا جديدا مختلفا من المجتمعية وتفاعليتها ومآلاتها.
المجتمعية عكس مايدعيه الغرب و"علمه" المجتمعي القاصر التوهمي، مجتمعيتان، اولى يدوية من عنصرين، واخرى آلية من ثلاثة مكونات، دينامياتهما مختلفة، ومالات تفاعليتهما مباينه لماكان عليه الحال قبل الالة كوسيلة انتاج، ذاهبة بالتصارع مع المجتمعية اليدوية، الى مافوق انتاجوية حاجاتية جسدية، اذ هي متجهه الى التطابق مع المكون العقلي من الكينونة البشرية، وهو مالايمكن ان تعية الرؤية الارضوية، فتظل والحالة هذه غارقة في المحدودية التصورية الارضوية. ولنتصور لو ان احدا قال كما نفعل هنا، بان وسيلة الانتاج هي الاخرى خاضعه للازدواج ديالكتيكيا طبيعيا، وانها على عكس مايرى الارضويون معتبرين اياها نقلة من الانتاج اليدوي وحسب، وسيلة انتقال انتاجوي، من الجسدوية الحاجاتية ابتداء، تتحول لتغدو وسيلة انتاج "عقلية" ؟
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/7
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/6
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/ 5
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/4
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي/3
- صفاقة العقل الاتباعي العراقي/2
- صفاقة العقل العراقي الاتباعي؟/1
- النطقية اللسانيه والنطقية العقليه؟
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/5
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 4
- -الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 3
- -الكيانيه العراقية- متى ستوجد وكيف؟
- -الكيانية العراقية-متى ستوجد وكيف؟/1
- -الانسايوان-و-الانسان- لماذا وجدت المجتمعات؟(2/2)
- -الانسايوان- و-الانسان- لماذا وجدت المجتمعات؟(1/2)
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن، الارتقاء؟!!/ملحق ب
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن،الارتقاء؟ !!/ ملحق ب
- سقوف الارضوية: الوجود، الزمن، الارتقاء؟!!/ ملحق ب
- سقوف الارضوية: الزمن، الوجود، الارتقاء؟!!/ ملحق
- هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/8


المزيد.....




- لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح ...
- السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام ...
- -د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت ...
- صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي ...
- اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي ...
- بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
- هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا ...
- مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
- ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - صفاقة العقل العراقي الاتباعي/8