|
لماذا لا يتحرك الشارع العربي، والأهم، أين النخب العربية؟!
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 7902 - 2024 / 2 / 29 - 04:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المفاوضات سلمونا رهائننا الذين لديكم، حتى يمكننا أن نستأنف ذبحكم في هدوء.
.. وفي أحسن الأحوال، تتحسر نخب عربية على أيام ماضية كان الزعماء والشعوب العربية تتخذ فيها مواقف وطنية وقومية مشرفة، غابت الأن، نخب في حالة من فقدان الأحساس بالزمن مضروباً في السياسة. أما في أسوأ الاحوال وأعمها، تعيش نخب عربية اخرى، في حالة من فقدان الأحساس البشري، فقدان الأنسانية، فموقفها من مما يجري من بشاعة غير مسبوقة في غزة فلسطين، وكأن ما يجري لا يجري في بيته هو نفسه، كموقف من يشاهد فيلم السهرة على شاشات التليفزيون المنزلي، وهو مستلقي على الأريكة يتسلى بالفشار، وبالرغم من ان الشرط الموضوعي الحاكم لأمكانية التغيير، ناضج، ولكن الشرط الذاتي، "النخبة" عليها ان تدرك ان التغيير لن يأتي اليها في غرفة الجلوس! .(بالرغم من ان الخطر الداهم على باب مصر، من الشمال فلسطين، والجنوب السودان، والشرق البحر الأحمر، والغرب ليبيا، الا ان النخب في حالة "موت سريري).
واذا ما كان هذا حال القيادة "النخبة"، فكيف يمكن ان تكون حالة الشعوب العربية غير ما هى عليه من "موت سريري"؟!. عموماً، في الحالتين، أحسنها وأسوأها، هناك عامل مشترك واحد بينهما، هو غيابها أستجابة لتغيبها المتعمد من قبل الأنظمة العربية، على مدى أكثر من خمس عقود عن كل التطورات السياسية والأقتصادية والثقافية التي جرت في النظام العالمي، والتي تتجسد بشاعتها في واقع أوطانها المحلية، بما يجعل هذه النخب وتلك، خارج التاريخ. لذا يحق لنا ان نقول للنخبة الأولى "في أحسن الأحوال"، البيت الفلسفي العميق للشاعر الغنائي الجميل مرسي جميل عزيز "وعايزنا نرجع زي زمان، قول للزمان أرجع يا زمان"، وللنخبة الثانية "في أسوأ الأحوال وأعمها"، بيت الشعر الأشهر للشاعر العراقي سبط ابن التعاويذي "اذا كان رب البيت بألدف ضارباً، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص". ومن المدهش انه في نفس الوقت، يقاوم الشعب الفلسطيني يقاوم الأحتلال وهو الشعب الأكثر حراسة ورقابة أمنية في العالم، وحيث كان في 2011، بكلً من مصر وتونس رجل أمن لكل 100 مواطن، لذا أعتبرا أكثر الأنظمة بوليسية في العالم. في فلسطين بعد أوسلو، وفي ظل "سلطة" عباس، يوجد رجل أمن "فلسطيني" لكل 35 مواطن فلسطيني، هذا بخلاف قوات أمن ومخابرات الأحتلال، وأجهزة الأمن والمخابرات الأقليمية والدولية المنتشرة في الضفة والقدس.
ولانه بعكس قدرة العدوان الأمريكي على الرد العسكري على كل جبهات محور المقاومة المساندة للمقاومة الفلسطينية، فأنه لا يستطيع مواجه الشارع العربي عسكرياً، اذا ما تحرك، وكون الشارع العربي هو الشارع الوحيد الذي يستطيع ان يوقف الأبادة في غزة، قتلاٌ أو تجويعاٌ، كون أن أمريكا لا يمكنها قصفه عسكرياً، لذا فهو لا يتحرك، وهذا بالضبط هو دور الأنظمة العربية، والذي نجحت فيه حتى الأن، بمعاونة النخب العربية.
ان ما جرى على مدى الربع قرن الأخير، من تكثيف للتدمير العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وفي القلب منها المنطقة العربية، كان قد سبقه بحوالي ربع قرن اخر، وأستمر يواكبه، تكثيف للتدمير الأقتصادي والثقافي بالسياسات النيوليبرالية بقيادة الشركات الكبرى لرأس المال المالي الأمريكي، لنفس المنطقة، هذا التدمير المكثف العسكري والأقتصادي والثقافي الأمريكي للمنطقة، هو التفسير الوحيد التاريخي لحالة "الموت السريري" المصابة بها الشعوب والنخب العربية وخاصة المصرية، ليس أمام الأبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، فقط، وأنما حتى التهديد المباشر لمصالح هذه الشعوب العربية، وخاصة الشعب والنخب المصرية، من المخطط الأمبريالي الأمريكي الذي يجري تنفيذه بدءاً من غزة وصولاً الى كل المنطقة، لذا فأن هزيمة الأحتلال في فلسطين، تعني هزيمة للهيمنة الأمريكية المنفردة على العالم، وأنتصار المقاومة الفلسطينية يعني تحرر المنطقة والعالم من الهيمنة الأمريكية المنفردة على العالم.
ومن المفهوم ان ترى أن ازدياد وتيرة الحروب والحروب الأهلية والقتل والخراب والدمار، هو فشل للنظام الرأسمالي العالمي بالقيادة المنقردة لرأس المال الأمريكي، ولكن للأسف، ان كل ذلك هو مصدر متجدد للأرباح، حيث ان تمويل الحرب، وتمويل اعادة أعمار ما دمرته الحرب، يتم من مصدران، الأول، من نهب ثروات الدول التي تدار هذه الحروب على أرضها، والثاني، هو من الميزانية الفيدرالية، أموال المواطنين دافعي الضرائب للدول التي تقود هذه الحروب بما فيها الأهلية، والأهم، أن هذه الأموال تذهب على هيئة عقود مشاريع وتوريدات الى خزائن الشركات الرأسمالية الكبرى التي تشكل القيادة الحقيقية والفعلية للنظام الرأسمالي العالمي.
ولأن الشعوب لا يمكنها ان تتقبل الصدمة الأقتصادية، سياسات الأفقار البشعة، ألا وهى في حالة رعب وهلع تجعلها غير قادرة على مقاومة هذه السياسات المجرمة التي تنفذ بواسطة السلطات المحلية، فكان هذا الذي يجري منذ ربع قرن، من قمع رهيب، قمع عسكري وأمني، وأضيف اليه قمع أقتصادي عنيف، تكون فيه الساسات الأقتصادية أداة قمع، خاصة في الحالة المصرية، هذا القمع المزدوج، قد وصل الى غزه اليوم، التي تتضافر فيها أدوات القمع العسكري والأمني والأقتصادي، في صورة أبادة جماعية، لتشاهدها الشعوب العربية على شاشات الفضائيات فيحدث الأثر المطلوب لتمرير الصدمة الأقتصادية، "الصدمة والرعب"، فبعد رؤية مشاهد الأبادة الجماعية الوحشية لسكان غزة، تؤدي الى رعب سكان المنطقة العربية وتجعلهم في حالة هلع تمنعهم من أي تحرك .. الى حين.
نقد النقد التجريدي الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!: ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات، انه مستهدف ومخطط له، انه صراع المصالح الطبقية المتناقضة، المحلية والاجنبية. هذه هى السياسة.
إعلامى مصرى، وكاتب مستقل. [email protected] معد ومقدم برنامج "بدون رقابة"، التليفزيون والفضائية المصرية، 1996 – 2005م. https://www.youtube.com/playlist... مؤسس أول شبكة قنوات تلفزيونية ألكترونية في الشرق الأوسط TUT) )، 2007 – 2012م. https://www.youtube.com/user/TuTAmoNChannel الموقع الرسمي للكاتب سعيدعلام على موقع "الحوار المتمدن": https://www.ahewar.org/m.asp?i=8608 صفحة سعيد علام على الفيس بوك: حوار "بدون رقابة": https://www.facebook.com/groups/1253804171445824/
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيسبوكيات تحليل لا قيمة له!
-
فيسبوكيات 70 الشرط الأستراتيجي للأنتصار النهائي للمقاومة الف
...
-
فيسبوكيات 69 نقد النقد التجريدي أوقفوا الأوهام .. الأوهام، -
...
-
فيسبوكيات 68 لماذا تهجير الفلسطينيين الى شمال سيناء هو خطر و
...
-
أحتلال شمال سيناء، خطوة فاصلة على طريق تفكيك مصر! أن تهجير س
...
-
فيسبوكيات 67 نقد النقد التجريدي أوقفوا الأوهام .. الأوهام، -
...
-
فيسبوكيات 66 الحلول موجودة، والأرادة غائبة! أقتراح نأمله عمل
...
-
فيسبوكيات 65 مآزق رفح؟!
-
فيسبوكيات 64 خطر داهم يهدد مصر! والنخبة والنوم في العسل: هل
...
-
فيسبوكيات 63 اما هم، واما نحن!
-
فيسبوكيات 62 عندما يكون ثراء الدولة جالب للخطر؟!
-
فيسبوكيات 61 نقد النقد التجريدي حتى أنت يا أبو أياد؟! -الخطي
...
-
فيسبوكيات 60 أي قرار يفضحه توقيته التطبيع السعودي، ألتفاف عل
...
-
فيسبوكيات 59 مهلة للأبادة: 3 ملاحظات على القرار التاريخي لمح
...
-
فيسبوكيات 58 تحرير الأرض يحرر الأسرى. والعكس ليس أكيد. تحرير
...
-
فيسبوكيات 57 -هذه روايتنا .. لماذا طوفان الأقصى؟- أن يأتي مت
...
-
فيسبوكيات 56 أضبط .. العنصرية بعينها!
-
فيسبوكيات 55 نصباية السلام، المستحيل بنيوياٌ!
-
فيسبوكيات 54 بدون توهان! نقد النقد التجريدي.
-
فيسبوكيات 53 خطأ عرفات التاريخي الذي تطور على يد عباس الى عم
...
المزيد.....
-
السجن النافذ لمن يلقي التحية النازية.. أستراليا تقر قوانين ج
...
-
بث للمرة الأولى من كاميرتي مراقبة.. فيديو متداول في لبنان يظ
...
-
بعثة ليبيا الأممية تشكل لجنة استشارية
-
المدعية العامة الأمريكية الجديدة تحل مجموعة نشطت في ملاحقة ا
...
-
الأزهر يرفض تهجير الفلسطينيين: خدع القرن الماضي لن تتكرر
-
مدعون عامون من 12 ولاية أمريكية يطالبون بتقييد وصول وزارة إي
...
-
النيجر .. الجيش يعلن مقتل 10 جنود على الأقل في كمين
-
-نافذة من دمشق- تتناول تداعيات كشف -قيصر- عن هويته
-
تحرير عنصرين من القوات السورية خُطفا خلال حملة أمنية قرب الح
...
-
أمريكا تصادر طائرة ثانية لرئيس فنزويلا.. ومسؤول: كنز من المع
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|