حال أمتي

عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1750 - 2006 / 11 / 30 - 11:19
المحور: الادب والفن
    

تحت شجرة خروب
جلست أنا وأحزاني
طويت صحيفتي‎ ‎ووسدتها
بعد أن‎ ‎افترشت آلامي.‏
غفوت سنة‎ ‎أو لا أدري
أيقظتني همهمات ساحرة عجوز
تنشر‎ ‎البخور بجانبي
أفلت عقال لساني مني
لأدخل في حديث مع الساحرة بجانبي.‏

قلت‎:‎
هذا حالي
وهذا حال أمتي
فهلا أفتيتني في أمري؟

قالت‎:‎
أنتم أمة
حكمتم العالم شرقه وغربه
جعلتم الحرير لباسكم‏
أكلتم حلو الطعام
شربتم الخمرة رحيقا من الجنان‏
ضاجعتم النساء منهن الحسان.‏
أنتم أمة
ترجمتم أريسطو وعلوم اليونان
فيكم ابن الهيثم،ابن سينا‎ ‎وابن رشد
فيكم الخطاب،الرشيد وابن زياد
فيكم الجاحظ، المتنبي والحلاج
حفظتم ألف ليلة وليلة‏
وترجمتم كليلة ودمنة.
‏
قلت‎:‎
أعيانا البكاء على الأطلال
فهلا أفتيتني حقا في أمري؟

قالت‎:‎
أنتم أمة
ضيعتم بيت الحكمة في بغداد
والقرطاس والقلم.‏
ضيعتم مدارس ومآذن في طليطلة
وركاب الخيل.‏
ضيعتم القدس في فلسطين
وبريق سيوفكم التي صدئت.‏
ضيعتم شعوبكم
وحكمتم بالألم على أطفالكم.‏

قلت‎:‎
هذا الحاضر الأليم
فهلا أفتيتني في مستقبل أمتي؟

قالت‎:‎
علم ذلك عند المنان
ما بقيت على حالها دار لقمان

أفقت من غفوتي التي دامت سنة
أو لا أدري
لازالت رائحة البخور تزكم أنفي
بحثت عن العجوز بجانبي
تساقطت ثمار الخروب على رأسي
أفقت من حلمي
ومضيت ‏
أحمل الصحيفة ‏
وأحزاني وآحلامي‎.‎

#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات