|
مسرحية (عين اليقين)، تبحث عن الحق والحقيقة..!
وجدان عبدالعزيز
الحوار المتمدن-العدد: 7899 - 2024 / 2 / 26 - 12:22
المحور:
الادب والفن
نحن ندرك ان المسرح وسيلة مؤثرة في خلق حالات التفاعل بين أفراد المجتمع، سواءً من العاملين في المسرح، أو من الجماهير الحاضرة لمشاهدة العمل المسرحي، كونه وسيلةً للتأثير وإحداث التغيير في المجتمع؛ لأنه يعزز الخطاب والحوار الاجتماعي، خالقاً بذلك جدلا حول الكثير من جوانب المجتمع المختلفة، وإظهار وجهات النظر المعارضِة، ممّا يُساهم في دراسة المشكلات المجتمعية، ومحاولة إيجاد حلول لها، وعلى المستوى الأوسع فإنّ الفنون الأدائية تُساعد على تثقيف المجتمع بأكمله، حيث تجعله مُطّلعاً على المواقف الاجتماعية السائدة، والعقليات المختلفة، فيكون المسرح أداةً لتثقيف الناس حول ظروفهم الحالية، ومن المعروف عن المسرح انه شكل تعاوني من الفن التمثيلي، تقوم بتمثيله مجموعة من الفنانين والفنانات، لتقديم تجربة حدث حقيقي، أو متخيل أمام جمهور من الناس، ويُقدم هذا الحدث على منصة غالبا، ويكون التقديم من خلال مجموعة من الفنانين يقومون بالإيماءات والكلام والأغنية والموسيقى والرقص، حيث تُستخدم عناصر فنية أخرى، مثل المناظر الطبيعية المرسومة والحطام الخشبي والإضاءة لتعزيز الطابع المادي للتجربة ووجودها، وقد يُعرف المسرح بأنه شكل من أشكال الفنون، يؤدى أمام المشاهدين، ويشمل كل أنواع التسلية من السيرك إلى المسرحيات، وهناك تعريف تقليدي للمسرح آخر، هو أنه شكل من أشكال الفن يترجم فيه الممثلون نصاً مكتوباً إلى عرض تمثيلي على خشبة أمام الجمهور مباشرة، ويقوم الممثلون عادة بمساعدة المخرج على ترجمة شخصيات ومواقف النص التي ابتدعها المؤلف.. وكان بداية ظهور العمل المسرحي في دولة الأمارات في الشارقة عام 1953 بظهور أول مدرسة نظامية، سميت مدرسة القاسمية، وعُرضت عام 1958 مسرحية (الإسلام والتعاون) تأليف جمعة غريب، وهكذا بدأ فن المسرح واخذ يتطور، قال الدكتور عبد الإله عبد القادر مدير مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، استضافها مركز جمال بن حويرب للدراسات في دبي بعنوان (المحطات الرئيسة لتطور المسرح في الإمارات): محطات عديدة مر بها المسرح في الإمارات، شكلت جزءاً من تطور هذا الفن الذي يوصف بـ«أبي الفنون")، وحلقة مهمة من حلقات تطوره على المستوى العربي، ما جعل من الإمارات وجهة ثقافية تعيد أمجاد المسرح العربي من جديد، وأضاف ان المسرح الإماراتي بحاجة إلى مزيد من الاهتمام، ليواكب النهضة الشاملة، التي تشهدها الدولة في شتى الميادين.. ما قلته أعلاه يُعد مدخلا لمسرحية (عين اليقين) تأليف الكاتبة والشاعرة فواغي صقر القاسمي، وكانت هذه المسرحية، قد جاءت بفكرة مهمة جدا ألا وهي البحث عن الحقيقة، كون الإنسان الآن يعيش في خضم التطور المادي وازدهار علوم تطوير الذات واختلاف المذاهب وكثرة الصراعات، بات الكثير من الناس حائرا في هويته وأهدافه، وفي غايته العظمى، وهذا ما قد يصعّب عليه رسم طريقه في الوجود، ومواصلة سعيه الذاتي للوصول إلى الحقيقة، وخاصة الإنسان المسلم، حين دخوله واحة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وبما ان له صراعان ببعدين: الأول السافل البغيض المتعفن والنتن، والذي عبر عنه القرآن الكريم بالصلصال والحمأ المسنون، فمن بُعد الصلصال والطين إلى البُعد الثاني، ألا وهو السمو، حيث يكون ذاته وفطرته، وهي السمو بالمعاني الإنسانية، لتكون هي الله، أو روح الله، كمعاني كنائية قبل ان تكون معاني خالصة، أي يوجب السعي للسمو من الطين إلى الروح، أي هذين القطبين قطب التراب والطين، وقطب الله وروح الله يكونان صراعاً، وان السعي للوقوف عن كنه، هو ليس بالسهل القريب، وتحدث الباحث إسلام منصور عن أصناف طالبي الحقيقة، حيث قال: (صِنفُ يعلم يقيناً بفِراسَةٍ وبنورٍ من اللَّه، أنَّه يتَّبع الحق المُبين، وهؤلاء على الأغلب يكونون من المُرسَلين والأنبياء ويليهم الصالحين والصادقين من عبادِ اللَّه، وليس بعجيب أن يكون هؤلاء هم أولوا الألبابْ، الذين وسَّع اللَّه مداركَ عقولهم ورزقهم من لَدُنِّه عِلماً، فمن على شاكلَة هؤلاء مِقدارُهُم أثمَنُ من جبلٍ مُرصَّعٍ بالذهبِ الخالِص)، وقد أظهرت مباحث مسرحية (عين اليقين) البعض من قبس نورٍ للوصول الى اليقين، ومن هنا فقد أخذت المسرحية هذا المسار موضوعها في تنقل مع الشخوص من مكان الى الآخر، وحاولت الكاتبة الصقر ان تتفاعل مع أشخاص المسرحية وتنقلها في أمكنة مختلفة، منشغلة بفكرة المسرحية الرئيسية، وبقي مكان المسرح، الذي أعدته الكاتبة في أحيان كثيرة يضيق بالفكرة العميقة المطروحة، وهي البحث عن الحقيقة لدرجة اليقين، ونحن نعرف ان الإنسان جُبل على البحث عن الحقيقة، كما حدث مع النبي إبراهيم عليه السلام بسؤاله الله أن يريه كيف يحيي الموتى!؟ (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [البقرة: 260]، وكذا الأمر مع النبي موسى عليه السلام إلى أن يرى الله حقيقةً - أي يرى ذاته - وذلك بعد أن آمن بحقيقته وذاته: (قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي) [الأعراف: 143]،وذات الله حقيقة، ولكنها لاتدرك مباشرة: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 103]، وهذا يبين لنا بدون أدنى شك ان الإنسان يبقى مستمرا في بحثه عن الحقيقة، وحتى ولو أدركها، لان الوعي كلما تنور وتدرب على البحث أراد المزيد من الإجابات، وهكذا كانت مسرحية (عين اليقين) رحلة استكشاف لطريق محفوف بالمجاهيل، وكان بحثا عن ذات متعطشة، تحاول التجلي والسمو، حيث هناك صراع بين الذات، التي تحمل عدة نوازع وذات أعلى لاتحمل، سوى نازع الخير،أي ان هناك ذات إنسانية مخلوقة، وذات مقدسة خالقة، ويبقى الصراع داخل ذات الإنسان متفاعلا وباحثا عن الحقيقة، كونه يحمل بين طيات نفسه الخير والشر معاً، وكلا الخير والشر يحملان بينها صراعات مختلفة، أما الذات الإلهية فمستقلة، مستقرة تراقب صراع الكون عن كثب، والغاية من المراقبة رفع مخلوقها الإنسان الى بر الأمان واجتياز حالة الامتحان الصعب جدا، لكون الإنسان مخلوقا جمع داخله الضعف والقوة في تركيبة عجيبة، دلت بلا أدنى شك على عظمة الخالق، حيث بقي الإنسان مخلوقا مجهولا، يحتاج لكثير من إمعان الذهن لإدراك حقيقته، تلك الحقيقة المسورة بجدران الشكوك، والدالة على ان هناك فاعل أعظم، يحرك ادراكات الحقيقة وغير مرئي، بل ويمثل الحقيقة المطلقة، كما اشرنا الى هذا سلفا، هذا الصراع مثّل مجموعة من الصراعات، وعند التحدث عن محدودية العقل عن إدراك كل شيء حوله، لايعني ذلك قصور العقل عن الإدراك، إنما يعني ان العقل يذهب أحيانا أكثر مما يُراد منه، ومن المؤكد يؤدي هذا بالإنسان الى عدم الاستقرار العقلي والروحي، حتى يصل الى حالة الاقتناع بالحقيقة، التي جاءت عن طريق الأنبياء والمصلحين، لذا يستمر في بحثه، ولعل هذا مما يبرر موقف الإسلام في جانب العقيدة من الفلسفة عمومًا، ومن الفلسفة اليونانية خصوصًا، لما جرته هذه الفلسفة من عدم استقرار عقدي لأولئك الذين نصّبوا من أنفسهم باحثين عن الحكمة، ومن البحث عن الحكمة، البحث عن الحقيقة وهذا بحث يطول مقامه، المهم في الأمر نقول ان مسرحية (عين اليقين)، ورغم إنها كُتبت قبل سنوات، إلا إنها تبقى متجددة في أطروحاتها بهذا الخصوص، وهي تحث الأذهان لإدراك الحقيقة المسورة بجدران الشكوك، والدالة على ان هناك فاعل أعظم يحرك ادراكات الحقيقة، غير مرئي لاتدركه الأبصار، ولكنه يدرك الأبصار، ويمثل الحقيقة المطلقة.. هذا الصراع مثّل مجموعة من الصراعات، تحتاج لقوة الفاعل الأعظم لفك ألغازها بين مجموعة الأزمنة والأمكنة، التي تنقلت فيها أحداث المسرحية، معززة ومؤثثة بأشياء المسرح، والتي اقتضت الضرورة ان تضعها الكاتبة، خالقة بذلك أجواء استيعاب الأحداث، والدالة في الوقت نفسه على الجهد الفكري، الذي بذلته الكاتبة، لعلها قد تصل بالمشاهد الى ضرورة الإلمام بالبحث عن الحقيقة، وبالتالي الوصول الى بر الأمان، والظاهر ان المسرحية عُرضت من على مسارح الإمارات، وافتتح العرض المخرج مجدي كامل المشهد الأول وتحت موسيقى هادئة، حيث (يعلن نادي فتيات رأس الخيمة عن قيام رحلته الى ميناء العقيدة والتوحيد..ومرفأ الإيمان والتوحيد.. هذا وتنقل لكم تحيات قائدة الرحلة .. وأمنياتها بإبحار جياش يهدهد الوجدان.. وغوص متأمل لأبعاد رحلة الإيمان، سنبحر معاً في عمق الزمن..نتخطى حواجز السنين والقرون.. نتوقف خلالها في محطات التاريخ.. حيث رحلة الإنسان في البحث عن الحقيقة الكاملة..عن الذات الأزلية.. رحلة الإمعان والتنوير العقلي للوصول الى وحدانية الخالق..ومعالم شيّدها الإنسان..ليؤكد من إعجازها عظمة خالق الأكوان..) وهنا كشف المخرج النقاب عن فكرة المسرحية، وكيف انه من خلال مشاهد مسرحية (عين اليقين)، تعميق البحث والتأمل وحالات التشويق في جذب تفاعل الجمهور، وكشف موضوعات التاريخ ذات الطابع الوطني والقومي مع رسالة المسرحية الرئيسية، ألا وهي البحث عن الحقيقة، لهذا انطلقت مع الموسيقى الأصوات جماعيا تردد: (لاإله إلا الله/لايعبد في الكون سواه لاإله إلا الله/لايبلغ بالفكر مـــــداه) وكلمة"لاإله إلا الله" أفضل الكلام بعد القرآن الكريم، وأحب الكلام الى الله، كلمة الإخلاص وهي أول كلمة دعت إليها الرسل، قال المصطفى"ص" لقومه: (: قولوا: لا إله إلا الله؛ تفلحوا هي كلمة الإخلاص كلمة التوحيد، ليكون المعنى لامعبود حق إلا الله)، قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ) [الحج:62])، وتعني نفي وإثبات (لا إله) نفي و(إلا الله) إثبات (لا إله) تنفي جميع المعبودات، وجميع الآلهة بغير حق، و(إلا الله) تثبت العبادة بالحق لله وحده، فهي أصل الدين وأساس الملة، بشرط علم يقين وإخلاص وصدق مع محبة وانقياد والقبول لها، (علم) يعني: أن تعرف معناها، و(يقين) وأن تكون موقنًا عن يقين أنه لا معبود بحق إلا الله، (وإخلاص) لا بد من إخلاص العبادة لله وحده، صلاتك، صومك، صدقاتك كلها لله وحده، (مع محبة)، لا بد المحبة تكون لله، تحب الله محبة صادقة، تحب رسوله (ص) لا بد من محبة الله، جلّ وعلا، وهكذا (الصدق) لابد أن تكون صادقًا، صادقًا في ذلك، بخلاف المنافقين يكذبون، أما أنت تقولها صادقًا أنه لا معبود حق إلا الله، وانقياد تنقاد لما دلتْ عليه من إخلاص العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه، وأداء الشرائع، التي شرعها الله لك من الأوامر، وترك النواهي عن محبة، وانقياد، هذه معاني مختصرة لكلمة (لا إله إلا الله)، ثم غناء فردي: (رأيت بقلبي أسرار ذاتي/فأدركت معنى الأسى والتأسي أبصرت فيك إلهي جلالا/ومن ملكوتك أبصرت نفسي) وبالمشهد الأول اظهر الإعلان عن وجهة الرحلة، فالسفر الى بيت الله يعزز قدرة البحث عن الحقيقة، وان هناك صوت ينسل ويرتفع في أرجاء المسرح تالياً :(ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين), وهذا بمثابة صوت إلهي يعلن حقيقة قدسية المكان، ويبرز حوار بين طفل وفتاة عن هذا البناء الضخم، يرتفع صوت الهي آخر تالياً : (ربنا تقبل منا انك آنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذرياتنا أمة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم).. إذن نحن أمام يقين ان هناك رب سوف يبعث رسولا ليكشف لنا استار حقيقة الحياة، ولماذا نحن فيها؟ وكيف ان هذا الرسول يوصل من يؤمن به الى بر الأمان من خلال الحكمة والحوار!؟ ، وبالتالي فان هذا المكان دليلا دامغا ومن خلاله نكتشف الحقيقة، بان هناك رب واحد لاتصل اليه العقول القاصرة، ولكن البحث الحقيقي والتنوير يأتي من لدن عالم غير مرئي، نكتشف من أن هذا البناء الضخم كما تصفه كلمات المسرحية، أنه جاء تشيده بأمر من الحقيقة المطلقة، وهي الله، جاءت إضاءة أخرى لتؤكد قدسية هذا المكان ومهابة البيت العظيم، حيث خرجت أصوات تقرر: (لبيك اللهم لبيك... لبيك لاشريك لك لبيك....)، وكشفت الكاتبة ان هذا المكان تؤدى به فريضة الحج، حالما يتم الطواف به وبقية الأفعال الأخرى، وتتم حالة من التطهير، لتقوية الذات الإنسانية، حيث تنشد الجوقة: (تسحق وجه البشرية ... غدر وريــــــــــاء... بطش.. عنف .. همجية.... ووسائل سخط قهرية.... ذلّ للعرب وللأوطان.... هدر للنخوة العربية.... ماكان لقيصر أو كسرى... شيئامن علـــــــــــــم.... أن يظهر برهان الحق... وتثور براكين الصحراء.... لترفض نير الظلم.... وسيولد عملاق اعظم... يمتد بطول الارض .... يمنحها سلما.. وسكينة.... عدلا ووئام... وتدين له كل الدنيا... دين الاســــــلام...) وهنا تصاعد الصراع الى ذروته، حتى ان الله الحقيقة المطلقة أوحى برسالة محمد المصطفى"ص" لينبلج النور ويعرف الإنسان النور، ولابد أن يُزاح الظلام والظلم، كظلم كسرى وغيره من جبابرة وطواغيت الكون، وكي نمسك بحقيقة فكرة المسرحية ان هذا المشهد ثبّت أول عروة للتمسك بالبحث عن الحقيقة، وأنار الله بنور الإسلام كل أرجاء مكة، ولكن طواغيت مكة بقوا يحاربوا الرسول الأكرم، وشاءت الإرادة الإلهية ان يهاجر الرسول الى المدينة المنورة، وقصة الغار ومعجزته وجهاد الرسول الأعظم وصحابه الكرام، كي يرفعوا راية الإسلام .. راية النور والسلام.. ثم تنقلنا المسرحية الى ارض الألف سؤال وهي "أفريقيا" حيث ... (في الغابة بين الأدغال يتردد أكثر من ألف سؤال ومظاهر في الكون عديدة تشعل فكر الإنسان فيحاول ان يجد الحق أن يجد للحل مكان ما سرّ الجنس البشري ما سرّ الخالق والأكوان..؟؟) وجاءت الحوارات الشعرية العميقة، لتعزز أن الإنسان، هو باحث ماهر عن سرّ وجوده في هذا الكون، فتكون الذات الإنسانية الباحثة، وهناك محرك عملاق يدفعها للبحث أكثر، فأكثر، وكيف حدث الجدل بين الرجل الأول والثاني والثالث، ولكن شخصية الحكيم يقطع الجدل بقوله: (حسناً ما أنتم تعتقدون.. الخالق موجود حتماً، الخالق من أسرار الكون)، وبعد جدال وصراع، يأتي الجميع مرتلين: (يا إله النور والحب والحياة والحبور إنا بحكمك نعرفك وبحدسنا وبعقلنا في كل يومٍ نألفك لاوجه لك... لاجسم .. لاتشكيل لك.. تُسخر الأقدار... وتنزل الأمطار) فهل تصل الذات الى اليقين عند هذا الجدل، حيث صداها يقول: (وتجلى للعقل الموجود... في البحث عن ذات الوجود.. عين الحق..المقيم في كل الأشياء.. إله واحد في الأرض والسماء)، ورغم هذا تبقى الكاتبة القاسمي تعالج الفكرة، لان الكل يسألون ويستفسرون... ومن خلال التنقلات المكانية العبقة بالتاريخ وقدسية البحث، التي اعتمدتها الكاتبة، وهي تحاول إضاءة جوانب الفكرة ، تذهب بنا الى الصين، حيث المشهد الثالث، وأسمته الكاتبة "مرفأ الفضيلة" (ارض الحرير ..ارض الحضارة .. والطب الشعبي.. ) "لا إكراه على الفضيلة لا يُصنع الإنسان الفاضل، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن، فالحرية النفسية والعقلية أساس المسؤولية، والإسلام يقدر هذه الحقيقة ويحترمها، وهو يبني صرح الأخلاق"، وبعدها تأتي الكاتبة القاسمي بمشهد التوحيد، وهنا يجتمع الناس حول الحكيم، حيث الوعظ والحكمة، وهذه إشارة الى التنوير وإضاءة الطريق الموصل الى الإيمان، ثم يعزز هذا صدى الذات: (تأتي الفضيلة المطلقة..بإخلاص النفس للمولى وتخليص القلب من الانشغال بالدنيا)، وهنا محاولة الوصول الى الحقيقة المطلقة وهي الله بتوحيده، ثم يأتي الغناء الجماعي: (نردد الألحان من جذل ويرجعها فنرى جلال الخالق الوهاب رباً واحداً... لما نرى من كان خلف المعجزات.. موحداً) بعد هذا يأتي الشهد الرابع الرئيسي، وهو مصر(مرفأ التوحيد)، حيث حضارة خمسة الآلاف سنة كانت مركز الثقافة والفن والعمارة حكمها الفراعنة لآلاف السنين، ومعجزة الأهرامات (وتبقى عظمة ذلك الزمان خالدة عبر الأزمنة.. شاهدة تتحدى العصر بصمودها وتفردها بوجودها في زمن الفرعون الأكبر، اعتقد الناس به رباً للخير وللشر مقدر.. ان شاء غضب واستنكر أو شاء عفا وغفر.. لكن وسط ظلام الكفر بين غياهب النكران..يسطع نور الإيمان، ليظهر اخناتون المؤمن يناجي قرص الشمس..يسأل عن قوة عظمى تدير الكون...تجعل قرص الشمس جميلا يضيء الأرض..)، وهكذا يستمر البحث عن الحقيقة تعكسه صدى الذات: (ان إدراك ماهية الأشياء تبدو في التبادلات اللانهائية في البحث عن الكمال المطلق.. تلك دعوة أيمانية بإله واحد خالق لهذا الكون المتبدل)، ويظهر الإيمان جليا بنتيجة، وهي عقيدة التوحيد كما رددها الفتاة والجوقة بقولهم: (وهكذا تجلت الحقيقة ... عقيدة التوحيد.. لله الواحد المجيد ...)، والكاتبة القاسمي تعالج الموضوع بحذر شديد، كون القضية ذات مسؤولية كبيرة في إخراج الإنسان من الظلمات الى النور، وهذه المسؤولية حصرا هي رسالة الأنبياء والرسل، والكاتبة تحاول شرح الطرق المؤدية الى الإيمان من خلال رسالة الأنبياء ومن بعدهم الناس المصلحين من العلماء والحكماء، فالفضيلة علي نوعين، نوع يولد الإنسان به، بطبع هادئ طيب: ونوع يجاهد الإنسان لكي يصل إليه، وفي النقطة الأخيرة، يمكن للواعظ او الكاتب الواعي الاستدلال على عليها، وهنا تنتقل بنا مسرحية (عين اليقين) الى الهند للاستدلال على مغزى الحب والوفاء، أي الى المشهد الرئيسي الخامس (مرفأ الحب والوفاء)، تردد الفتاة: (هنا في مدينة اكرا بالهند، عاصمة المغول سابقا، حكمها الإمبراطور المسلم شاه جاهان، فترة من الزمان، بنى فيها مقبرة من اجمل ما رأت عين إنسان، تكريما لزوجته (ممتاز محل) التي غادرت الدنيا وخلفت له عميق الأحزان...)، ويستمر الحوار بين الفتاة والطفل الأول والثاني الذي اخذ يردد: (نحن إذاً امام معجزة صنعها الحب وخلدها الوفاء)، وهنا دخلت الكاتبة القاسمي في معالجة قضية الحب والعشق وتكون صدى الذات: (تتجلى درجات العشق فيعشق المخلوق لمخلوق انبثاقاً من عشق الجزء للكل..وعشق الموله للموله وعشق الموجود لعين الوجود)، وكي تمسك العصا من الوسط، حاولت ان تطرح هذه الانواع من العشق للوصول الى موضوعها الرئيسي، ألا وهو البحث عن الحقيقة، والحقيقة عند الكاتبة هي (معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المُكَلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم"، ومما يتضمنه معنى الإيمان بالله: الإيمان والاعتقاد الجازم بوجوده سبحانه، وقد دلّ على وجود الله: الفِطْرَة، والعقل، والشرع)، وحاولت الكاتبة المقاربة في بحثها عن الحقيقة من هكذا اجواء، فلم تكن فكرة وجود قوى عظيمة مهيمنة على الكون ومدبرة له، إلا فكرة فطرية في باطن الإنسان، والدليل قوله تعالى: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(إبراهيم:10)، ثم يأتي الغناء الجماعي بصوت واحد، ليثبت هذه الحقيقة : (نردد الألحان من جذل ويرجعها الصدى فنرى جلال الخالق الوهاب رباً وحداً..) وبعدها يأتي المشهد الرئيسي السادس، تتحدث فيه الكاتبة القاسمي عن الحضارة العراقية الأصيلة والأصلية، حسب ما جاءت به أبحاث علماء الآثار، حيث نشأت على أرض بلاد الرافدين من أقدم الحضارات في العالَم؛ فقد سبقَت في قِدَمها حضارة الهند، وحضارة النيل، والحضارة اليونانيّة، والصينيّة، وغيرها، حيث نشأت على أرض بلاد الرافدين العديد من الحضارات، التي لاتزال آثارها شاهدة على عَبقها، وقِدَمها، كالحضارة البابليّة، والسومريّة، والآشوريّة، والأكاديّة، وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أنّ بداية ظهور الحضارة في بلاد الرافدين (فجر الحضارة) كانت في حوالي عام 5000 قَبل الميلاد، علماً بأنّ نهايتها كانت عندما عَرَف الإنسان الكتابة للمرّة الأولى في الألف الرابع قَبل الميلاد، وتحديداً في الرُّبع الأخير منه، وقد كان نشوء الحضارات في أرض بلاد الرّافدين على عدّة مراحل، وأطوار مُتتابِعة، وتتحدث المسرحية عن أوضاع العراق الحالية على لسان الفتاة والجوقة: (ولكن بغداد هذا الزمان مكبلة بوشاح السواد يعيث فسادا بها الغادرون) صوت رجل:(طغاة...عراة...من كل خلق) وفي فقرة صدى الذات: (اذا عجز المخلوق عن الإخلاص لخالقه.. فكيف له ان يخلص لمخلوق مثله.. واذا غفلت الأعين عن رؤية الحقيقة المطلقة...فكيف لها ان ترى الحقيقة الواقعة)، وكما اسلفنا ان الكاتبة القاسمي كانت تروم معاني عميقة في مسرحية (عين اليقين)، وهي البحث عن اليقين من خلال طرح صراع الحقائق الواقعية وصولا للحقيقة المطلقة وصولا الى المشهد السابع ماقبل الأخير، وهو القدس (مرفأ الإسراء والمعراج)، وكان صوت قد استهل المشهد بآية كريمة: (بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ...) وحيث تتجلى الحقيقة الكبرى ومعجزة الإسراء والمعراج، هنا صدح صوت الفتاة والجوقة: (عندما خرق لك قانون الزمن والمسافة... وخرق قانون الكون والسماء.. عندما عرج بك البراق.. وتجلى الحق أمامك...) يصدح صوت: (بسم الله الرحمن الرحيم ثم (دنى فتدلى، فكان قوسين أو أدنى، فأوحى الى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى، افتمارونه على مايرى، ولقد رآه نزلة اخرى، عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، اذ يغشى السدرة ما يغشى،ما زاغ البصر وما طغى، لقد رأى من آيات ربه الكبرى) وهنا الكاتبة القاسمي تلفت الانظار الى ارض المعراج القدس وكأني بها تعيش كل الأزمان، ولاسيما قضية غزة الآن، وكيف الصهاينة المجرمون يوغلون بإجرامهم، بينما العالم يصم آذانه، لاسيما العالم الغربي صاحب حقوق الإنسان وناشر الديمقراطية بين الشعوب، مما جعل وضعه الآن على المحك، كون كل ما يدعيه هو باطل وعاطل عن العمل، ادعاه تحرير العراق وكذب، وادعاه حقوق الإنسان وبان كذبه في غزة وغيرها من مناطق العالم الساخنة، لذلك يرتفع صوت الكاتبة على لسان الفتاة في مسرحية (عين اليقين) : (الله أكبر وعلى.. على من تكبّر واستعلى.. ياقدس ياموطيء أقدام الأطهر..أرض المعراج، أرض الأبرار.. ميزك الله بآياته، فجعلك أرض رسالاته..عرب أهلك مذ وجدوا.. وعلى الإيمان اتحدوا..تحدوا الزمن الغادر..من نصرٍللدين وللإيمان..لنصرٍ للعرب للأوطان) والقضية المهمة في مسرحية (عين اليقين)، هي البحث عن حقيقة الذات الشخصية وتفاعلاتها مع القضايا الموضوعية، سواء كانت القضايا الاجتماعية، أو القضايا الوطنية والقومية للأمة، وهناك قضية شكلت صراعاً بين الحقيقة الذاتية، ومحاولة إيجاد مخارج للوصول الى الحقيقة المطلقة وهي "الله" سبحانه وتعالى، وساعدت مبادئ الإسلام الكاتبة على بلوغ الأهداف الرئيسية، لسماحة الدين الإسلامي ووضوح مآرب القصد من غاية التشريع الإسلامي المتمثلة في إخراج الإنسان من الظلمات الى النور، والسعي في مناكب الأرض عمراناً، وصناعة السلام ونشر المحبة بين ابناء المعمورة، حيث ردد الغناء الجماعي الكلمات التالية: (نعانق الزمان والمكان والمدى.. نستنطق التاريخ بالتبيان والهدى.. نرسي بكل مرفأٍ سفينة وموعدا.. وماضياً نجتازه وعبرة ورافدا.. ومعجزاتٍ صاغها الانسان صرحاً ماجدا.. نردد الالحان من جذلٍ ويُرجعها الصدى.. فنرى جلال الخالق الوهاب ربّاً واحدا... لما نرى من كانخلف المعجزات موحّدا..) فكان التبرير للتنقل بين هذه الامكنة والازمنة، هو اثبات الحقيقة المطلقة، وهي الله فوق كل عالمٍ وعليم.. ثم تعلن الكاتبة ان الرحلة لازالت مستمرة، لتحط الرحال في الجزر العربية المحتلة ومن خلال (مرفأ الحق واليقين)، وعلى لسان الفتاة: (لماذا هذا القلق ؟ لم يحدث شيءٌ يذكر ! فسفينتنا مازالت تبحر.. تخترق التاريخ وتمخر.. لكن هنا.. لابد لسفينتنا أن ترسي.. تجمع بين الحاضر والأمس.. لنشاهد جزرنا المحتلة.. بأمر من قائدة الرحلة.. طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى، جزر العرب المحتلة.. هذا وقد وجهت دعوة المشاركة..لجميع الشخصيات المشاركة.. والتي التقينا بها في مرافئ التاريخ والزمن.. كي تشاهد ما نمر به اليوم من محن..).. وهذا الإعلان عن طريق فتيات رأس الخيمة بمثابة إعلان عن ان طريق الجهاد والإيمان مستمران، وسيبقى الصراع دائم الهيجان، يقول يوحنا بيداويد: (الموضوعية والذاتية هي من المواضيع الفلسفية التي جهد فكر الإنسان فيها، منذ ان عرف معنى الهوية والقانون والقيم الاخلاقية والقيم الدينية، كنتيجة لتفاعله مع المحيط الخارجي، الموضوعية هي المعرفة المتعلقة بالمظهر الخارجي للوجود من قبل الذات، تدرك عن طريق الحواس وتخضع للتجربة وهي مستقلة عن إرادة اومعرفة او ميول الإنسان لها، اي تشبه القوانين الفيزيائية المرتبطة بطبيعة المادة في الكون، فلا تتأثر بمعرفة اوعدم معرفة الإنسان لها، الذاتية هي المعرفة المتعلقة بجوهر الذات المعطاة للخارج عن طريق الهوية او الشخصية، التي تستقي اوصافها من تأثير الشعور، اوالتفكير عن طريق العقل الذي له السيادة الحرة التامة بدون اي تقيد، ان الموضوعية دائما تهدف للوصول الى الحالة المثالية المطلقة وتدافع عن هذه الفكرة لانها الحجر الأساسي في بنائها الفكري. عن طريق الحفاظ على مبادئها الرئيسية يمكن ان تصل الى اهدافها وهي وحدة الوجود و النظام)... وفي مشهد مع الموسيقى نرى الشخصيات التاريخية تدخل الى خشبة المسرح، ابتداءً من الحكيم الأفريقي والحكيم الصيني واخناتون المصري وفتاة بابل وشاه جاهانمن الهند والقائد صلاح الدين، ثم توجه الاضاءة على أم وحولها أطفال تغلي لهم الماء وهي ترتدي الزي الخليجي وكذلك الأطفال .. بما يوحي بأنها من اهل الجزر العربية المحتلة..، وهكذا وضعت الكاتبة القاسمي افكارها من خلال مجموعة فتيات رأس الخيمة..وحتما ابقت الكاتبة الصراع مستمرا، يتجدد في كل مكان وجديد، لعل تكون المعادلة متوازنة في الكون، وتتحقق مقولة: الدنيا مزرعة الآخرة، ويكون الإسلام دين الجمال والتوسط والتوازن والكمال، ولذلك قال الله تعالى: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك} وكان أكثر دعاء النبي: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، والحقيقة تبقى عوالم مسرحية (عين اليقين) مفتوحة للقراءات المتعددة، كونها تزخر بالكثير الكثير..
#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشاعرة فواغي القاسم، حاضرة في الغياب شعريا..!
-
الشاعر عمر الدليمي، شعره يتناثر اسئلةً..!!
-
الشاعر احمد الحلاق، والهروب الى بستان الامل...!
-
الهم الكبير وبساطة اللغة .. في رواية (ذاكرة الوجع) للكاتب صب
...
-
اضواء الروح..، ديوان (موسيقى الصباح) أنموذجا
-
أنا وسيجارتك/ فاطمة نعيم
-
المرحوم التشكيلي حسين الهلالي، ووهج اللون بين الخط والحرف
-
الكاتبة أطياف سنيدح تخلق عوالما من المقاربة الإنسانية، ومجمو
...
-
الناقد امجد نجم الزيدي، يؤسس لتجربة نقدية مرنة .. كتاب (تمثل
...
-
الشاعر محمد عبدالله البريكي، يتنفس الواقع بروح جمالية..!
-
اسيا رحاحليه، بين الرومانسية وفلسفة الحب الثابتة!!
-
د . هويدا ناصيف تمتم : لتتجمّر اللهفة من لهفتي !!
-
قصة (مسبحة أبي)، القصدية وتجربة المنحى ..
-
الشاعر زين العزيز، والتطهر بالجواب ..! ديوان (خطأ في رأسي) أ
...
-
تراتيل العكاز الأخير .. الحلم والألم
-
الشاعرة ليان عمر، تُطاول شامخةً، غير عابئةٍ بالأفول ..!
-
القصيدة الشعبية ..، بصورتها الساخرة ..!!
-
القاصة فوز الكلابي تبث رسائلها للجسد وعبره وفوقه ..!
-
ساناز داودزاده فر/قصائد قصيرة جدا
-
تمرين قراءة لقصيدة الشاعرة ذكرى لعيبي (ظننتكَ لي وحدي)
المزيد.....
-
حرب الروايات.. هل خسرت إسرائيل رهانها ضد الصحفي الفلسطيني؟
-
النسور تنتظر ساعة الصفر: دعوة للثوار السنوسيين في معركة الجب
...
-
المسرح في موريتانيا.. إرهاصات بنكهة سياسية وبحث متواصل عن ال
...
-
هكذا تعامل الفنان المصري حكيم مع -شائعة- القبض عليه في الإما
...
-
-لا أشكل تهديدًا-.. شاهد الحوار بين مذيعة CNN والروبوت الفنا
...
-
مسلسل حب بلا حدود الحلقة 40 مترجمة بجودة عالية HDقصة عشق
-
“دلعي أطفالك طوال اليوم” اضبط الآن تردد قناة تنه ورنه 2024 ع
...
-
-لوحة ترسم فرحة-.. فنانون أردنيون وعرب يقفون مع غزة برسوماته
...
-
ويكيبيديا تحسم موقفها وتصف حرب إسرائيل على غزة بأنها -إبادة
...
-
في المؤتمر الثالث للملكية الفكرية بالمغرب.. قلق بين شركات ال
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|