أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - بالعقل تتقدم الأمم وبالعلم والديمقراطية














المزيد.....

بالعقل تتقدم الأمم وبالعلم والديمقراطية


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7899 - 2024 / 2 / 26 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


افتتحت الجزائر الشقيقة ما وصفته بأسلوب التفضيل على وزن أفعل، بأنه أكبر مسجد في افريقيا. لعل أول ما يستدعيه مشروع كهذا، بكل ما يعنيه ويرمز إليه، التساؤل عن الجدوى والغاية، وهل تدخل دور العبادة مهما بلغت ضخامتها ضمن معايير التقدم والإنجاز بمعايير العصر؟!
الإجابة، لا النافية. لم نسمع يومًا أن دولة متقدمة في عالمنا، تباهت بافتتاح أكبر كنيسة في القارة التي تقع فيها، أو على مستوى الدول التي تشاركها المعتقد الديني. تلك الدول، كما نقرأ ونسمع، تتباهى بديمقراطيتها، أو بانجازاتها العلمية والتكنولوجية. وتتفاخر بعدد براءات الاختراع في ميادين العلوم، وبعقولها الحاصلين على جوائز نوبل. في عصرنا سريع التحول والايقاع، تتمايز الأمم والشعوب بالعقل ممتحًا للتفكير العلمي، بمعنى الانطلاق من العقل ومنطقه للحكم على الأشياء في الاقتصاد وفي السياسة وفي شؤون الاجتماع الانساني كافة، كرافعة رئيسة للتقدم. كما نرى ومعنا القارئ الكريم، لا علاقة للدين ومتعلقاته ومن بينها المساجد، بمقاييس النهوض والتقدم ومؤشراتهما. الدين، بشروط التقدم وضرورات التماسك المجتمعي، كما أثبتت وتثبت تجارب الدول المتقدمة، شأن معتقدي تعبدي خاص، مكانه دور العبادة، ولا علاقة له بالسياسة وشؤون الاجتماع الإنساني.
على صعيد الدولة صاحبة المشروع "الأكبر من نوعه" في قارة افريقيا، نتساءل بداية: ماذا تَتَغَيَّا الجزائر من إقامة مسجد بهذا الحجم، وما المردود الذي سيتحقق منه على المديين المتوسط والبعيد؟! ولنا أن نتخيل عدد المساجد في الجزائر عاشر أكبر بلد في العالم مساحةً، وذات الستة والأربعين مليون نسمة، إذا نحن في الأردن ذي الثمانية ملايين مواطن يضاف إليهم ثلاثة ملايين مقيم، في بلدنا سبعة آلاف مسجد. لا يتوقف تدافع التساؤلات، في ضوء حقائق عدة، كل منها يسكب الأسى في كأس الأخرى. فالمنطقة العربية، ومن ضمنها دول شمال افريقيا وباقي أجزاء هذه القارة غير العربية أيضًا، هي الأعلى عالميًّا في نسب الفقر والبطالة. هنا نعود للتساؤل، حتى بمنظور الدين نفسه: أيهما أولى بناء مسجد هو الأكبر من نوعه في افريقيا أم خلق فرص عمل لإطعام آلاف إن لم يكن ملايين الأفواه الجائعة؟!
على صعيد متصل، نتساءل أيضًا انطلاقًا من تخلف الأمة التي تنتمي اليها الجزائر: ما الأكثر أهمية لحاضرنا ومستقبلنا بناء المساجد أم تشييد المصانع وإقامة محطات الطاقة النووية؟!
تأسيسًا على ما تقدم، كنا سنشعر بالإرتياح لو أتحفتنا الجزائر ببناء أكبر مصنع للسيارات أو الثلاجات، على سبيل المثال لا الحصر. وسيغمرنا الزهو لا شك، لو زف لنا بلد المليون ونصف المليون شهيد خبر إقامة معهد هو الأول من نوعه في افريقيا والعالم العربي، مهمته الرئيسة إعادة قراءة موروثنا بشروط العصر ومعايير العلم ونواميس العقل ومقاييس النهوض والتقدم. ما أحوج العرب إلى معهد كهذا، بناءً على حقيقة أننا الأمة الوحيدة على وجه الأرض، التي يشتبك في الديني والدنيوي، ولم ترتقِ بثقافتها وأنماط تفكيرها بعد إلى الفصل بينهما فتعطي لله ما لله ولقيصر ما لقيصر.
وماذا لو فَجَأتْ الجزائر، ذات الإمكانات والموارد الطبيعية الكبيرة، العالمَ بمدينة تقنية على غرار وادي السيليكون في أميركا أو مدينة بنجالور الهندية؟ لنا أن نتصور انعكاس ذلك على صورتها وسمعتها، في عصر يحترم الأقوياء الساعين بالفعل لامتلاك عناصر القوة ووسائل التقدم.
للتذكير أخيرًا، بالعقل تتقدم الأمم وبالعلم والديمقراطية، وليس بغيرها.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكشة مخ (4)
- من دروس الوحدة بين مصر وسوريا
- إلى الطائشين على أي شبر ماء أميركي !
- تحليق في فضاء الخيال !
- درسُ من حاضرنا وآخر من ماضينا!
- صمود أسطوري وإجرام غير مسبوق !
- ثقافة الموت!
- النزوع الانشقاقي في الأحزاب السياسية...مسببات وأسباب!
- مفهومنا للشرف
- نكشة مخ (3)
- إلى متى السكوت على هذا الإختراق الثقافي؟!
- نكشة مخ (2) التوريث السياسي في تاريخنا !
- من تجليات ثقافة العبودية !
- نكشة مُخ (1)
- هذا ما تريده أميركا بالضبط !
- هذا ما تريده أميركا بالضبط!
- رسالة إلى أبناء جلدتنا الإسلامويين*
- هل كان العرب قبل الإسلام في جاهلية ؟!
- العودة المستحيلة !
- توراتهم تؤكد سفالتهم تاريخياً


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف 3 مدمرات أمريكية في البحر الأحمر بـ2 ...
- رئيس وزراء باكستان للعالم: ما يجري في غزة -إبادة منهجية للشع ...
- أسبوع البيئة: حلول السوق المبتكرة لمواجهة تغير المناخ
- وزير الصحة اللبناني: مبان استهدفتها إسرائيل في الضاحية الجنو ...
- محافظة نينوى شمال العراق تحتضن معرض الكتاب الدولي تحت شعار - ...
- هولندا ترسل طائرات إف-16 التي أخرجتها من الخدمة إلى أوكرانيا ...
- مسؤول دفاعي أمريكي يزعم غرق غواصة هجومية نووية صينية جديدة ف ...
- الفصل الواحد والسبعون - علي عسكر
- نتنياهو يطلب الانتظار لمعرفة ما إذا كانت عملية اغتيال نصر ال ...
- ضربات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ووسائل إعلام تقو ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - بالعقل تتقدم الأمم وبالعلم والديمقراطية