جيهان محمد
(Gehan Mohamed)
الحوار المتمدن-العدد: 7898 - 2024 / 2 / 25 - 22:13
المحور:
الادب والفن
هنا في بلاد الغرب الباردة،
الآن ،في أيام الكريسمس الدافئة،
الآن، بعد سنوات من الاستقلال،
أعلم أني أحب هذه الأيام دائمًا، بأغنياتها الهادئة الدافئة التي يتخللها صوت الأجراس. تلك البهجة الهادئة المتأنية تختلف عن بهجة أعيادنا الصاخبة وأفراحنا الصاخبة. هذه الأجواء الملائمة لروحي تمامًا والتي كانت تطوق إليها منذ الصغر لكنني لم أكن أعرف كيف الوصول ...أين الوصول، لكنني أصل رغم أنفي! أصل إلى هذه الجبال الرائعة!
الجزيرة البعيدة ! تلك الجبال التي كانت صورة على دفتر الجغرافيا في صفي السادس الابتدائي، حين اشترى لنا أبي الدفاتر في بداية العام الدراسي ،اخترت هذا الدفتر لكي يكون لمادة الجغرافيا التي لا أحبها. مع ذلك فهي المتحكمة في مسيرتي.
أعلم الآن أن شيئًا مني كان هنا أو أن شيئًا من هنا كان بي.
المكان وأنا مُنسجمان تمامًا !
خطأً ارتكبته الحياة، ثم صححته بمنتهى القسوة!
لقد حصلت عليَّ هنا.
هنا تنتصر الطبيعة على الإنسان. الجزيرة في بدايات التحضر والإنسان مازال على سجيته.
وأتذكرك يا صديقي..أتوقف عن القراءة أو الكتابة أو المشاهدة وأخرج إلى السير في الطريق.
هذه لحظة غير عادية!
أنت ربما لا تدرك كيف ...لا تدرك لماذا!
أنا لا استطيع فعل هذا بهذه التلقائية في بلادي.
هناك عدة اعتبارات يجب أن تحسب قبل القرار
الوقت،المكان،ماذا ارتدي،أين أذهب!
أناهنا...أنا وفقط...لا اعتبارات...لا شيء.
أقرر الخروج فاخرج، أقرر العودة فأعود.
وأتذكرك... كيف قضيت حياتك في بلد كهذي ،تخرج للسير بشكل منتظم.
ابتسم وحدي في الطريق، وأتخيل أحدًا يراني ،فيقول بلهاء تُحدث رجلاً من القرن الثامن عشر!
أما في هذه الأيام لطالما راهنت نفسي دائمًا وأكسب الرهان على أن أيام العيد دائمًا جوها معتدل...حتى هُنا أكسب الرهان!
إن الخير في هذه الأيام يُجبر الشر على فعل الخير رغم أنفه!
رغم أنفه: ميري كريسمس!
رغم انفه يقدم هدية!
رغم أنفه يحتفل!
كل هذا ولا تريد للجو أن يعتدل؟!
لا اهتم بقصة تاريخية وراء الدين.
كالعامة، أُحدث الله دون خطة!
ميري كريسمس صديقي،
وسلام دائم عليكَّ!
#جيهان_محمد (هاشتاغ)
Gehan_Mohamed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟