عبد الله خطوري
الحوار المتمدن-العدد: 7898 - 2024 / 2 / 25 - 11:28
المحور:
الادب والفن
كان كل شيء يسير على ما يُرام حتى ظهر ذلك الأرعن من حيث لا أدري سادّا الطريقَ في وجه الأتان الحَرون التي وقفَتْ رافضة الاِنقيادَ لأوامري .. عبثا حاولتُ أسُوسها بإصدار تلك الأصوات التي آعتاد أهل الجبل إطلاقها في ترويضهم الدواب عندما تهيج .. صفرتُ، ضربتُ بلساني أضغط به جميع حواف فمي، حركتُ رجلي بهدوء، زعقتُ في وجه الغريب المتطفل الذي تجرأ أكثر من اللازم آقترب غير آبه بما أقول أو لا أقول .. حاولتُ أهشّ عليه أنهره أخيفه بعصا كانت في يدي، فلمْ يَزِدْ المطعوس (١) إلا إصرارا في المعاندة وإلحاحا في المطاردةً .. عَدّلتُ جِلستي حَذرا أنْ لا أسقط، لكن توازني فوق ظهر الدابة المجفلة بدأ يفقدُ رَصانتَهُ وثباته .. بسطتُ كلتا يديَّ أوهمُ الخصم المشاكس بعلف وكلإ كي يُبعدَ عني هجومه .. لا حياة لمن تنادي .. وفي لحظة، لمْ أدركْ تفاصيلها، وجدتُني في وجهه مباشرةً .. وبدأ الشدّ والجذب .. لا عِقال للعِقَال .. فقدتُ زمام أمري أمام شبقه أمام هياجه أمام جموحها .. انحسر جسمي إلى الوراء زلقا منسابا و .. هوووب ..!!.. كمثل فرخ طائر في السماء .. وقعتُ على الأرض .. ماذا وقع بعد ذلك ..؟؟.. لستُ أدري .. فقط كانت عمتي تصرخ تعيد الصراخ من بعيد :
_آيُّوغَنْ آيُّوغَنْ .. يُوَطا وُكَلِّينْ يُوطَايُوَطا وُكَلِّينْ يُوطَا .. آهْيَا الوَاشُونْ .. أزّلْتْ أزّلْتْ مْعَنْتْ مْعَنْتْ الوَرّاطينْ .. (٢)
☆إضاءات :
١_المطعوس : الشقي
٢_آيُّوغَنْ آيُّوغَنْ : يا ويلاااااه
_يُوَطا وُكَلِّينْ يُوطَا : لقد وقع المسكين سقط
_آهْيَا الوَاشُونْ : أيها الفتية يا شباب
_أزّلْتْ مْعَنْتْ الوَرّاطينْ : اسرعوا اسمكوا ذاك الأرعن
#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟