صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 10:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من مدونتي 18-2-2024
هذا المقال, هو في خاطري منذ سنوات , لأكمل به موضوع كتابي الصغير " الكتاب الثلجي - هل تسقط حضارة غزو الفضاء ؟ " ..
الذي كتبته عام 2005 ثم نشرته بالانترنت ..
وخلاصته ان الحضارت - بما فيها العظمي - لها عمر افتراضي .. وتكلمت عن مؤشرات دخول الحضارات في مرحلة الغروب والأفول .. كما تكلمت عن امكانية التدارك ومحاولة اطالة عمر حضارة عصرنا هذا ..
ومن مؤشرات وعوامل اتجاه الحضارات للغروب و للأفول , الإعراض عن الانجاب .. بسبب ارتفاع مستوي المعيشة والرفاهية . مما يجعل الاناث والذكور لا يهتمون بانجاب أطفال , لانغماسهم في ترف الحياة الحضارية ومتعها ..
وفي عصرنا هذا .. رأيت ان كبريات دول حضارة عصرنا .. بدأت تتجه للغروب . اذ قلت الموااليد - في أمريكا و أوروبا .. واضطروا لفتح باب الهجرة .. لسد العجز في الأيادي العاملة الناتجة عن قلة المواليد .. ومؤخراً لحقت بهم اليابان .. وقريبا قد تلحق بهم الصين .. !
في دول الغرب المتقدمين .. تخرج أصوات المحافظين , اليمينيين لتطالب بمنع الاجهاض ,. لأجل معالجة مشكلة قلة الانجاب ..
انا مع الانجاب ولكن ليس من منطلقات رجعية محافظة .. بل بطريقة تليق بدول متحضرة و تعليق بالانسان الحر العصري ..
لست مع أُمُومة بالتضييق للاكراه . ولا مع أُبوَّة بنفس الطريقة .. كلا ..
الذي دفعني للتعجيل بكتابة هذا المقال - الذي تأخر كثيراً - , إحدي الرسائل التي تصلني من أمريكا بالايميل .. ( نشرت بعضها في المقالات الأربع السابقة . وقلت , قد أكتفي بها , ما لم تأتني رسائل بها جديد يستحق التوقف عنده ) ..
وفي تقديري انه يمكن التوعية والتشجيع علي الانجاب - بالدول المعنية بذلك - علي النحو التالي :
الي كل واحدة من الفتيات والسيدات القادرات علي الانجاب ..
هل توافقين علي انقراض النوع الانساني من علي الأرض ؟
ان تنجبي وتصنعي انسانا جديداً فأنتي ترعين الحياة وتدفعيها للاستمرار وللبقاء
سيدتي , آنستي
" لن أنسي يوم أرادت جارتي ( الكندية الأوروبية الأصل ) أن تعرِّفني علي ابنها . وهو رجل فارع الطول , جم الأدب ..
قالت لي بفخر : ابني
بعدما سارعت بالوقوف بجانبه واضعة يدها فوق كتفه . وكلها سعادة واعتزاز
كان لسان حالها يقول لي :
انظر يا صلاح .. ،، هذا الرجل الفارع ، هذا الصرح الانساني .. أنا بنيته .. أنا .. بيدي .. أنا شيدته .. انه صناعتي .. أنا بالنسبة له " ست الحبايب " أنا ماما .." أنا الرحم الذي فيه تكون وهو جنين . أنا الثدي الذي أرضعه ونمّاه . أنا الحضن الذي أدفأه . أنا الشفايف التي كانت قبلاتها تمده بطاقة من الحب وهو في المهد صغير حتي كبر .. أنا اليد التي رعته ونمته حتي كبر وصار يعتمد علي نفسه .. أنا الراعية التي ظلت ترعاه وترشده وتوجهه حتي بلغ السن القانوني .. " وصار رجلاً .. أنا صانعة ذاك الرجل الذي تراه أمامك .. "
هكذا كانت تقول وقفة جارتي بجانب ابنها - رجل محترم .. تخطي الأربعين - وقد وضعت يدها فوق كتفه بسرور وبفخر واعتزاز ..
فلماذا يا فتاتي لا تنجبي .. لتبني لك صرحاً مثله ؟ لماذا لا تبني امرأة شامخة أو رجلاً شامخاً .. لتعتزي بانك صاحبة البناء ؟؟
ألا تحبي أن تكون لكِ ابنة تُعدِّيها لتكون عالمة مرموقة في وكالة ناسا .. أو تكون سياسية عالمية مثل الزعيمة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل .. ؟
ألا تريدي أن يكون لكِ طفلاً يحقق معجزة اقتصادية في بلاده , صارت نموذجاً عالميا .. كما الزعيم البرازيلي " دا سيلفا " . الذي ولدته وربته وصنعته : امرأة فقيرة جداً . تعيش في بلد كان فقيراً .... ؟!
ألا ترغبي في أن تلدي طفلة تعديها لتكون بطلة العالم في الجمانستيك , أو في التنس . أو السباحة . تفوز بالذهبية في الأوليمبياد وتكتسح صورها الميديا العالمية ..؟
سيدتي .. أوليس لكِ نجماً عالمياً - أو محلياً - مفضلاً .. في العلم أو في الأدب أو في الفن أو في الرياضة , أو في السياسة .. وتريدي الدخول في رهان مع نفسكِ , في ان تحبلي وتلدي وتربي وتعلمي وتصنعي ابناً او ابنة .. مثل نجمكِ - أو نجمتكِ - العالمي المفضل ؟؟؟
وفي كل الحالات , عندما تلدين طفلا أو طفلة .. تشعرين بينك وبين نفسك .. أينما سِرتي وحيثما كنتي .. ورأيتي جمعاً انسانيا بشريا .. تشعرين بانك قد ساهمتي في بقاء واستمرارية الجنسً البشري . بالانجاب .. و لم تشاركي في العمل علي انقراضه مع المُعرِضَاتِ عن الانجاب !!
وتشعري انكِ " ماما " .. وليست أية أنثي تأخذ من الحياة ولا تهبها شيئاً .. بل أنتِ " ماما " .. و لكِ ولأمثالك من الأمهات , يحتفل العالم بعيد الأم " ماما " 👩👩 ....
وعندما تتقدمين في العمر .. كلما شاهدتي امرأة شابة قوية تقولين لنفسك : أنا صنعت مثلها .. أنا لست أقل من أُمها
وكلما شاهدتي رجلاً شابا قويا .. تقولين لنفسك .. أنا صنعت مثله .. وأُمه لا تزيد عني فضلاً ..
سيدتي .. اصنعي الحياة .. امنحي الحياة .. إعطها واحسني العطاء .. ولا تنتظري جزاء من ابن أو ابنة .. فليكن الجزاء كما يكون .. لا تَمنّي علي أولادك .. ولا تندمي . ولا تشتكي .
سيدتي .. ألا تزرعي في بيتك أو في بلكونة شقتك السكنية , بعض الخضر أو الفواكه أو الزهور ؟؟ تغرسيها حبة .. وتفرحي عندما تنبت الحبة .. وتفرحي عندما تتعهديها بالري بالماء , وتجديها تنمو أمامك وتكبر وتكبر .. وتفرحي عندما تجديها نبتاً كبر وصار يطرح خضاراً أو فاكهة أو زهورا جميلة ..؟
فلماذا لا تزرعي في رحمك بذرة انسان رائع أو انسانة رائعة جميلة .. و تفرحي بميلاد ما غرستيه في رحمك .. وتفرحي عندما يكبر مولودك وينمو ويواصل النمو أمام عينيك وتسعدي بزرعتك , حبة صارت شجرة , نواية صارت نخلة - انسان - فتاة بالغة أو رجل بالغ .. تنظري اليهما بسعادة .. انهما شجرتان من زراعتك ومن صناعتك ورعايتك .. كما البذرة التي زرعتيها وصارت شجيرة خضار أو شجرة فاكهة أو شجيرة زهر وعطر جميل فواح .. ??
---
وعلي الدولة - التي تعاني من قلة الانجاب .. سَنّ محفزات - مكافآت تشجيعية للاناث علي الانجاب - .. مثلاً :
عندما تصل المرأة لسن التقاعد .. يضاف لراتبها التقاعدي 20% - أمومة - , عن كل انجاب ..
وتحصل علي بطاقة سفر بالطائرة سنوياً لرحلة داخلية كاملة شاملة الاقامة
أو بطاقة سفر كل عامين لرحلة خارجية للدولة التي تختارها , لمدة أسبوع .. والرحلة شاملة كاملة الاقامة ..
وتلك المكافآت بشرط .. الحصول علي شهادة من أبنائها أيا كان العدد - , بانها كانت أماً طيبة . أعطتهم من حياتها ومن راحتها , وتفانت في حسن تربيتهم وايصالهم لأفضل تربية وأحسن تعليم .. بأقصي ما استطاعت ..
وانها - بعدما تقاعدت عن العمل - هي الأخت العزيزة , والصديقة الغالية , والأم المحبة والمحبوبة .. وهي نبع ومصب لحب وحنان متبادل بينها وبين من أنجبتهم ..
----
لعل هكذا يجب مخاطبة كل الاناث المُعرِضات عن الانجاب .. للتحبيب والترغيب والتشجيع والتحفيز ..
وليس بفرض الأمومة فرضا بالتركيز علي تحريم الاجهاض
ويجب عمل تحليل شهري لكل أم مرضعة أو لديها طفل أو أكثر ولم يبلغوا بعد سن الرشد . للتأكد من انها ليست مُدَخِنَة للسجائر. ولا مدمنة للكحوليات .. وعلي الدولة , التشريع والتنبيه بعدم قانونية ذاك السلوك بالنسبة للأمهات المرضعات والمعيلات .
-----
الدعوات المتشددة لتحريم الاجهاض , ما وراءها وبكل صراحة و بضوح هو : انغلاق عقائدي - قفلة مخ عقائدية - وهذه سطور نقلناها - بعد ترجمتها من الانجليزية - :
مقتطف من الرسالة الواردة من أمريكا - مستر " شون كارني " بعد ترجمتها - قد تظنونها جاءت من فرع لجماعة طالبان أو تنظيم القاعدة . أو إحدي المنظمات المشابهة ! ألم أقل في الكثير من المقالات السابقة , ان لكل عقيدة دواعش .. و ما شابه تلك الجماعات والتنظيمات ؟! .. اقرأوا ماذا قالت الرسالة المشار اليها :
( .. "أمة واحدة، في ظل الله، مع الحرية والعدالة للجميع... المولودين والذين لم يولدوا بعد..... " شعار 40 يومًا من أجل الحياة ... 40 يومًا من أجل الحياة هي حملة منسقة دوليًا مدتها 40 يومًا تهدف إلى إنهاء الإجهاض محليًا من خلال الصلاة والصيام
والتواصل المجتمعي والوقفة الاحتجاجية السلمية طوال اليوم أمام شركات - عيادات - الإجهاض.)
ولقراءة الرسالة كاملة كما جاءتنا بالانجليزية - انظر لينك - :
https://salah48freedom.blogspot.com/2024/02/amessages-from-usa-6-logo-40-days-for.html
------
https://salah48freedom.blogspot.com/2024/02/1.html
------
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟