أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - مزامير أوروك














المزيد.....

مزامير أوروك


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 14:39
المحور: الادب والفن
    


بقلم: آدم دانيال هومه.
وطني عصفور يتمرّغ في دمي
ويغرّد على غصن القلب
ويرفرف في نسائم الروح
في غبش البلجة
يحملني إلى آفاق لامرئية
مزدانة بينابيع الفجر
وأقاحي السماء.

عشتار...
وجهها حافلٌ بالقداسة والحنين
تبدأ رحلتها الأزلية في قطار الشمس
نحو مرافئ المنافي
لتعيد الطيور المهجّرة إلى أعشاشها التليدة
وتمد ابتسامتها النورانية على وجوه العشاق
العائدين من مطاوي النسيان
فتنفجر الغيوم فوق وادي الرافدين
الذي يحمل في أعماقه كنوز الآلهة
لتروي الأرض العطشى
ولتحصد عرائس آشور القادمة على جياد الريح
سنابل الأحلام والأنوار
من حقول المستحيل
لتغرد العصافير على أفنان أهدابها
جذلى كصفصاف تحت وابل المطر.

آهٍ...
يا منقذ هذا الشعب المشرد في فيافي التيه
قد طال غيابك تحت تراب الأرض
وفي قداديس السموات.

متى ستثور الزوابع والعواصف
لتجلو عن وجه العراق غمام الظلام
لترفرف حمامة الضوء فوق حدائق بابل
وينبثق من بين الأدغال گلگامش المبجّل
وهو يحمل مشعل الخلاص
يتبعه أنكيدو في مواكب الأمطار
ممتطياً حصانه السماوي البراق
لينير كل شوارع المدن المنسية
ويزيل عنها أدران وأرجاس ديايثة العصر.

جاء يرتدي حلّة التراب القشيبة
مزهواً كطاووس يتغطرس فوق سندس المروج
يجر ظله مرصّعاً بألوان قوس قزح
تنطلق من عينيه السابلتين فراشات الفجر
تضيء أغوار الظلمات
تتألق على زقورة أور
وتحط على أسوار نينوى
لتترامى ظلالها على قمم جبال آشور
وكل سهوب وادي الرافدين.

أطفال بلادي
عيونهم تومض في غياهب الديجور
أحلامهم تضيء في رمال الصحراء
يتوغلون في نسغ الأرض
ويتوضأون بغبار النجوم
تتأجج في دمائهم نيران البهجة
فيقرعون نواقيس الفجر
على بوّابات مدن الأحزان
ويرتلون تسابيح العشق الإلهي
في معابد سومر
ويسكبون على ضفاف دجلة والفرات
طيوب الأضواء
والأمطار القدسيّة الخلابة.

أيتها المتشحة برداء الموت
الغافية في حدقة الظلام
تتوهجين كقنديل الشوق في الذاكرة
وتطلين كرنين العشق على شرفة القلب
أنت فاتنةٌ
تسكبين النار في مسامات الثلج
تفتحين ثقباً في خاصرة الليل
وتمنحين الأرض سحر الأنهار القصية
يا أنشودة الحصاد
أنتِ....
أروع من شروق الشمس من وراء الغيم
وأبدع من سنبلة القمح في دفتر الأطفال الجياع
وأجمل من صورة رغيف طازج على مائدة الفقراء
أنت وهوهة الفرس الجامح بعد السباق الطويل
تنبجسين كحمامة في الحلم
مصقولة برذاذ الشعاع
تقاوم طقوس الغياب
أنتِ المرآة العاكسة لأحزان شعبك
متى ما ثارت العاصفة
وهاج البحر
عليك أن تعلميننا
كيف نبني بيوتنا بين الأمواج.

كل حدودك يا وطني
مرسومةٌ بدموع الأطفال والنساء
ومقابر الشهداء.

الشهيد الذي تتدفق من قبره شآبيب النور
هو أطهر من أي قديس يقطر منه الزيت الطهور
هو شلال العطاء في الأرض
حاول أن يعتقنا من قيود العبودية الصدئة
والأخذ بيدنا إلى واحات الحرية الفيحاء
يفوح أريج دمه في أوصال الغيم
كالقمر يتألق فوق سارية التاريخ
يتجلى في شهقات النجوم
وينبض في أوردة الأحرار
كلما غاص في البحر
سمع وشوشات النار
وقطف من اللهيب أزاهير الأمل
ليفتح الطريق لأجيال المستقبل.

أوروك
عنقاء الحضارات
في سمائها
تجّلت إنانا في نجمة الصباح
وفي آفاقها
تراءى آشور في قرص الشمس
ونبتت لأنليل أجنحة من الزمرد
تضيء مدارج الأكوان
وبين ذراعيه احتضنها سرگون الأكادي
ليصوغ منها أول امبراطورية في التاريخ
لتنعكس أنوارها على العالم أجمع
واليوم...
تسربلتها الأحزان والويلات
زحفت إليها عقارب الصحراء
فصارت تصارع الجوع والقهر والضياع
وتردّد نشيد الولادة الجديدة
دماؤها تهرول فوق أرصفة الموت
وتنساب في سراديب الجحيم
تشع في مقلتيها ملامح سنحريب
وهو يدشّن في السهول والجبال
قنوات المستقبل
محتفلا بموسم البذار
والجموع من حوله يردّدون أغنية الحصاد
أوروك...
يعاودها الشوق لملاحم البطولات
ولكن....
تفجعها مناظر الجدران والحدائق المنهارة
فتستطلع خفايا النبوءات
بأن العراق سينهض من الرماد كالفينيق
وسينجب في السنين العجاف
جحافل السنابل التي ستزهر يوما
على ضفاف النهرين الخالدين
وسيغادر بوابة عشتار
ليلج بوابة الشمس.

الغبي البليد الأحمق
مهما حشوت في جمجمته أفكاراً نيّرة
سيظل عبداً للأوهام الموروثة
يسبّح ليل نهار
بحمد قاتله.



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قؤاءة متأنية في شعر نينيوس نيراري
- القامشلي تتطيب برحيق الشمس
- سليلة الحضارات
- زنبقة الفجر
- أمي تتوهج في مرآة التاريخ
- تقاسيم على أوتار الريح
- الطفل اليانع
- کلکامش يمخر عباب النار الأزلية
- قنديل الليل
- أتلهى بذفائر الشمس
- صهيل التراب
- في قريتي تراءى وجه الله
- اللغة الآشورية
- بين خمائل الآلهة
- نبضات الضوء
- النسور المهجّّرة
- الأول من نيسان
- بولص بيداري
- الشهيد والأمة والتاريخ
- أكيتو


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - مزامير أوروك