أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد رباص - نقاش حول معهد إنارة الألماني















المزيد.....

نقاش حول معهد إنارة الألماني


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 14:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نشر يوم أمس سعيد الطاهري، صديقي الواقعي والافتراضي في آن واحد، على منصة فيسبوك نصا قصيرا للراحل محمد عابد الجابري مصوغ على شكل سؤال كما يلي: "كيف يمكننا أن نبني نهضة بعقل غير ناهض، عقل لم يقم بمراجعة شاملة لآلياته ومفاهيمه وتصوراته ورؤاه؟"
من باب التفاعل مع هذا المنشور، أدليت بهذا التعليق: الصرح الذي بناه الحابري يفتقد لأساس علمي متين. كيف ذلك؟ أولا، لم يع بكون علم التاريخ ولد بعد ظهور علم الأركيولوجيا في القرن التاسع عشر؛ وهذا يعني أنه يتعين على الباحث في التراث أن يشك في كل المتون التاريخية التي دونت قبل القرن التاسع عشر. ثانيا، لم يستفد من الأبحاث التي أنجزها علماء معهد "إنارة" الألماني وغيرهم حول نشأة الإسلام ولم يمحص فرضياتهم العلمية..
ثم دخل الأستاذ الجامعي إدريس جنداري بتعقيب تشتم منه رائحة التحامل، ما جعل زميلي مصطفى المودن يشارك في هذا الجدل الفيسبوكي يدرك أن هناك أحيانا ما يفزعهم، وأنهم يخشون على انهيارهم بانهيار بعض المسلّمات..
قال الأستاذ الجامعي: "منطقك التاريخوي هذا يدفعنا إلى الشك في تراث اليونان و الرومان و الدين المسيحي، الثالوث الذي شكل الابيستيمي الغربي وأسس للحداثة الغربية! ما تعتبره فتحا (علميا) تاريخيا، مارسه طه حسين في كتابه عن الشعر الجاهلي فأنتج جعجعة بلا طحين! و بدل أن يشكك في المتن الشعري الجاهلي تمهيدا للتشكيك في المتن القرآني، زرع الشك لدى قرائه الذين كشفوا عن خلطته السحرية وصنفوه ضمن الإيديولوجيا الاستشراقية الإسلاموفوبية، و هذا أسوأ مصير!
أما بخصوص أبحاث معهد إنارة الألماني أو المدرسة الساربروكية
(Saarbrücker Schule)
التي يقودها عالم اللاهوت المسيحي كارل هاينز أوليغ، فيجب، أولا، الوعي بنزوعها الإيديولوجي، فهي أبعد عن روح المقاربة المعرفية النقدية وأقرب إلى النزوع المسيحوي الذي يتصور المسيحية مركز الديانات على نهج المركزية الأوربية eurocentrisme في نسختها الهيجلية التي تتصور أوربا مركز الكون! و لذلك فأطروحة معهد إنارة تتمحور حول إقامة ربط تعسفي بين الإسلام و المسيحية باعتبار أن الاسلام نسخة معدلة من المسيحية.. و هذا هراء لا ينطلي على أبسط المتعلمين بله العلماء!
مشكلة بعض اليسارويين والعلمانويين العرب، أنهم ينبهرون بالشعارات البراقة، و لا يمتلكون القدرة على تمحيص النصوص و الحفر في المرجعيات المؤسسة للنصوص.. و هذا ما يحكم عليهم بالتفاهة الإيديولوجية."
ولم ابق مكتوف اليدين أمام هذا الطرح البئيس، الذي يدعي فيه صاحبه أني واحد من "اليسراوييين" ممن "لا يمتلكون و"العلمانويين" ممن لا "يمتلكون القدرة على تمحيص النصوص و الحفر في المرجعيات المؤسسة للنصوص"، دون أن ينتبه إلى أنه يلجأ إلى لي عنق الكلمات والتعسف عليها لأجل تصريف عداوة مرصية تجاهي كمحاور له. وهكذا استغربت كيف يسمح الأستاذ الجامعي بإضافة الواو والياء على بعض الكلمات دون احترام للقاعدة، متوهما أن كل الكلمات قابلة لهذه الإضافة مع أن الشرط الأساسي في ذلك هو أن أن تنتهي الكلمة إما بألف مقصورة او ممدودة؛ كأن نقول عصوي (نسبة إلى عصا) أو موسوي (نسبة إلى موسى)، إلخ..
كما أعيب على الأستاذ الجامعي ميله إلى الاختزال عندما اعتبر أن معهد إنارة له أطروحة واحدة، بينما كل الأساتذة العاملين فيه ينفرد بأكثر من أطروحة فنصبح أمام أطروحات. والأسوأ أن صاحبنا يعزز ميله ذاك إلى الاختزال بادعاء مجاني لم يكن نتيجة دراسة متأنية لأعمال أساتذة المعهد حتى يتسنى له الخروج بحكم مفاده أن "أطروحة معهد إنارة تتمحور حول إقامة ربط تعسفي بين الإسلام والمسيحية باعتبار أن الاسلام نسخة معدلة من المسيحية" مع أن الدكاترة العاملين في المعهد يعممون مقارباتهم العلمية على الأديان كلها سواء كانت إبراهيمية أو وثنية أو من صنف آخر. وما غاب عنه هو انجراره إلى وصم الزمرة التي حشرني فيها عنوة ب"التفاهة الإيديولوجية"؛ الشيء الذي بدا معه تافها حين ولج معمعان الحوار دون استحضار قواعد غرايس، وذلك لعمري لا يليق به كأستاذ جامعي حيث أنزله إلى الحضيض وأظهره دون المستوى شبيها إن لم مثيلا لتلميذ مراهق لم يتعد بعد السلك الإعددي.
وبحكم إدراكي لجهل محاوري بأعمال معهد
إناره ولكونه لا يعرف عنه سوى المكان الذي يتواجد به مقره، كتبت له أنه معهد مختص في إنجاز الأبحاث حول التاريخ المبكر للإسلام والقرآن وأنه تأسس في سنة 2007 كمنظمة غير ربحية وأن المقصود بكلمة "إنارة" التنوير.
إلى ذلك، أضفت أن الجمعية إياها تهدف إلى تشجيع البحث في التاريخ المبكر للإسلام والخصائص الأدبية وعقيدة القرآن على أساس البحث التاريخي النقدي واللغوي الذي يتجاوز الدراسات العربية، مراده من ذلك تشجيع العلماء من جميع أنحاء العالم على إجراء هذا البحث، وتعريفهم ببعضهم البعض في المؤتمرات ومن خلال المنشورات المشتركة، وحثهم على المشاركة في المناقشات العلمية. ولأن الحركة القرآنية ظهرت في بيئة لعبت فيها العديد من الديانات والحركات الدينية الخاصة واللغات والاضطرابات الاجتماعية والسياسية دورًا، فإن معهد إنارة لا يضم ​​خبراء في فقه اللغة العربية فحسب، بل أيضا في الدراسات السيميائية والهندو أوروبية بالإضافة إلى الدراسات الدينية التي ينجزها العلماء واللاهوتيون وعلماء النقوش وعلماء العملات والمؤرخون القانونيون.
كما رغبت في أن يضيف الأستاذ الجامعي إلى معلوماته أن المعهد إياه أنشأ في غضون مارس 2012 مجلس أمناء استشاري لدعم أنشطته.
حتى الآن، عقد معهد إنارة ست ندوات دولية ومتعددة التخصصات للدراسات الإسلامية في 2008 و2010 و2012 و2014 و 2018 في الأكاديمية الأوروبية في أوتزنهاوزن/سارلاند؛ في عام 2019 بقلعة فالدتهاوزن؛ وآخرها في عام 2022 في منزل روبرت شومان في ترير. تم تنفيذها بالتعاون مع قسم الدراسات الدينية في جامعة سارلاند والأكاديمية سالفة الذكر، مع حرص شديد على إعطائه لائحة مستفيضة عن مجمل البحوث والدراسات التي أنجزها المعهد، بالإضافة إلى العديد من المقالات في المختارات والمجلات العلمية.
وحتى يأخذ السيد إدريس فكرة متكاملة عن الموضوع كتبت أقول: "إن اهتمام معهد إنارة اهتمام علمي بحت، ويمكن تلخيصه في تأسيس المنهج التاريخي النقدي في الدراسات الإسلامية. وإذا كان هذا يساهم في نهاية المطاف في ظهور التنوير في الثقافة الإسلامية، فلن يكون ذلك إلا أثرا جانبيا لبحثنا، وإن كان إيجابيا." ولإبعاد شبهة الأدلجة عن المعهد الألماني، ألمحت إلى أنه لا يسعى إلى تحقيق أي أهداف سياسية أو تبشيرية، وإلى كون أعضائه يشكلون مجموعة واسعة من التخصصات العلمية
لكن القاسم المشترك بينهم جميعًا هو الالتزام بمعايير البحث اللغوي والتاريخي الحديث.
إمعانا في صبياناته، جنح الأستاذ رشيد إلى تبخيس الإيضاحات التي أسعفته بها مدعيا أني نسختها من "الشيخ جوجل" على حد تعبيره، ناسيا أن الأخير لا يعدو أن يكون مرجعا كباقي المراجع، مع امتيازه عن المراجع الورقية بسرعة الاستجابة لمطالب الباحث وإمكانية الاختيار بين نتائج البحث بما يناسب سياق البحث ومناطه. وكم كبر حجم استغرابي واتسع مداه عندما وجدت الأستاذ رشيد مصرا على أن المعهد لا يحيد عن النزعة المركزية الأوربية كما دشنها هيجل، متجاهلا أن علماء معهد إنارة مجمعون على اعتماد الوثائق والنقود القديمة والآثار وما قاوم أفاعيل الزمن من نقوش وما كشفت عنه الحفريات من مخلفات مادية شاهدة على عصرها.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل فيسبوكي: أستاذ جامعي يلوي عنق الكلمات ولا ينأى بنفسه عن ...
- عزيز الحدادي ينفض الغبار عن الرسائل المتبادلة بين ديكارت وإل ...
- كيف قاربت الفلسفة الوضعية المسألة الدينية؟
- نبيلة منيب وصفي الدين البودالي يدليان برأيهما في ما آلت إليه ...
- جيزيل حليمي.. المدافعة المتحمسة عن قضية المرأة
- الأنثروبومورفية عند شارل جورج لوروا، الصياد والفيلسوف (الحزء ...
- المغرب: عائدات الكيف قد تتجاوز عائدات المنتجات الزراعية
- المغرب: معركة فردية من أجل الحرية وأخرى جماعية من أجل الماء
- هل تستقيم الدعوة إلى انسحاب الأحزاب من المشهد السياسي المغرب ...
- الأنثروبومورفية عند شارل جورج لوروا، الصياد والفيلسوف (الحزء ...
- الممثل العالمي أنتوني هوبكنز: أرى التجاعيد، لكنني لا أهتم به ...
- الجبهة الاجتماغية المغربية تدعو إلى إحياء الذكرى الثالثة عشر ...
- التحول الرقمي: الإيجابيات والسلبيات
- إدغار موران يشيد بالسياسة المنفتحة التي تنتهجها المملكة المغ ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء التا ...
- خريجو ومتدربو مركز التفتيش المتخصصون في المصالح المادية والم ...
- نبيلة منيب وعبد اللطيف اليوسفي يدليان بشهادتهما التأبينية في ...
- شهادة عبد اللطيف اليوسفي في الراحل بنسعيد آيت إيدر بمناسبة م ...
- تكريم المجاهد بنسعيد آيت يدر في مهرجان الاشتراكي الموحد بسيد ...
- بوزنيقة: دورة فبراير أبانت عن افتقاد المجلس الجماعي لتصور وا ...


المزيد.....




- ماذا دار في أول اتصال بين وزير دفاع أمريكا مع نظيره الإسرائي ...
- ألمانيا تحتفل بالذكرى الـ 35 لسقوط جدار برلين بعرض فني في ال ...
- وفا: ترامب يجري اتصالا مع الرئيس عباس ويؤكد أنه سيعمل من أجل ...
- شاهد.. أكوام من السيارات المحطمة تعود إلى شوارع إسبانيا مع و ...
- مصر ترحب باعتماد مشروعها لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من ال ...
- -وول ستريت جورنال-: ماكرون استجدى ترامب للحصول على تنازلات ح ...
- زاخاروفا: زيلينسكي مستعد للتضحية بمواطني أوكرانيا من أجل الح ...
- تايوان تسعى إلى كسب ود إدارة ترامب القادمة
- بالفيديو.. ظهور شاهقة مائية في نابل التونسية.. ما هي وما تفس ...
- وزير الدفاع البولندي يعلق على خطط ترامب بشأن أوكرانيا


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد رباص - نقاش حول معهد إنارة الألماني