أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي غالب - الحسد – قصة قصيرة














المزيد.....

الحسد – قصة قصيرة


حسين علي غالب

الحوار المتمدن-العدد: 1750 - 2006 / 11 / 30 - 06:58
المحور: الادب والفن
    


الحسد – قصة قصيرة
يا إلهي ما هذا الألم الذي أشعر به في يدي ..!!
أترك القلم و أجد أصابعي قد تيبست ..؟؟
أصرخ بأعلى صوتي : أه أه .
يسمع كل زملائي في العمل صرخة ألمي و يخرجون من مكاتبهم بشكل جنوني و يتجهون نحوي و أنا ما أزال أصرخ من شدة الألم .
يقترب أحد أصدقائي و يقول لي و هو يشعر بالتعجب و الاستغراب : ما الذي أصابك..؟؟
ألتفت نحوه و وجهي كأنه مصبوغ باللون الأحمر و أقول له : أن يدي تؤلمني و أصابعي متيبسة ولا أعرف ما الذي أصابني .
يلتف حولي زملائي في العمل و يجعلونني أنهض و يأخذونني للمستشفى .
تبدأ الفحوصات و فحص يليه فحص أخر و لكن شعوري بالألم قد زال و لكن أصابعي ما زالت متيبسة و أعجز عن تحريكه ..!!
أنتهي من الفحوصات و يتقدم الطبيب نحوي و يقول : بصراحة هذه أول مرة في تاريخي المهني أعجز عن علاج حالة ..؟؟
فأرد على الطبيب و أنا مصدوم من كلامه : ماذا تقصد دكتور ..؟؟
فيرد الطبيب : هذه الحقيقة فلقد أخذنا عدة صور أشعة لك و أجرينا لك فحوصات أخرى و لم نصل لأي نتيجة .
فقمت بالرد على الطبيب و اليأس قد هزمني : إذن لن أستطيع تحريك أصابعي ..؟؟
فيرد الطبيب على كلامي : لا لا تيأس و لكن أذهب لبيتك و سوف أجلب كادر طبي بعد عدة أيام و سوف أجعلهم يطلعون على حالتك فلا تخف.
لم أهتم لكلام الطبيب الأخير و أبتعدت عنه و أصابعي ما زالت متيبسة و خرجت من المستشفى و أنا أشعر بكل الحالات السيئة كالضعف و اليأس و الألم و الانكسار.
أقترب من بيتي فتراني جارتي و هي سيدة كبيرة بالعمر فتبتسم لي و لكنني لم أهتم بها .
تقدمت جارتي نحوي و الابتسامة لا تفارق وجهها و ركزت النظر على وجهي و قالت لي : كيف هي أخبارك يا بني ..؟؟
لم أستطع تمالك نفسي فبدأت بالبكاء .
فأصيبت جارتي بالحزن و قالت لي : ما بك ..؟؟
فقالت لها : هذا هو الذي يؤلمني أنا لا أدري ما الذي بي أن أصابعي متيبسة و هذا معناه أنني أصبحت معاق طيلة حياتي.
تختفي علامة الحزن من على وجه جارتي و قالت لي : أنني أعرف ما هو علاجك ..!!
فأرد عليها و الدموع تنهمر على خدي : ماذا تقولين ..؟؟
فتتقدم جارتي نحوي و تمسك بيدي و تدخلني في بيتها المتواضع و أشارة لي بيده على كرسي من القصب لكي أجلس فذهب للكرسي و جلست .
كنت أتوقع بأن تجلب لي جارتي كوبا من الماء أو حبة دواء و لكنها جلبت لي أوراقا و شمعة و صحن كبير و قطعة فحم صغيرة ..؟؟
نظرة إلى ما جلبته جارتي لي و قالت لها : لا أرجوك أنا لا أحب السحر و الشعوذة .
فيرتسم الغضب على وجه جارتي و قالت لي : ليس لك دخل أنت لست مسحور و لكن هناك شخص حسدك و وجه أنظاره ليدك .
ابتسمت ابتسامة صغيرة لجارتي رغم دموعي التي ما زالت منهمرة .
فقالت لي جارتي أغمضت كلتا عيناك لعدة دقائق و أسترخي .
نفذت كلام جارتي لأنني مثل الغارق المتعلق بقطعة قش فأغلقت عيناي و استرخيت على الكرسي .
مرت دقائق معدودة سمعت فيها صوت خافت يصدر من جارتي و شممت روائح غريبة .
سمعت صوت جارتي و هي تقول لي : هيا لقد انتهيت.
نهضت من مكاني و قمت بالوقوف و وجهة أنظاري لجارتي و قالت لها : هل تسمحين لي بالذهاب لبيتي ..؟؟
فابتسمت جارتي لي و قالت : أذهب فسوف تشفى بعد عدة ساعات و سوف تتمكن من تحريك أصابعك مثل السابق.
توجهت خارج بيتي و دخلت بيتي و توجهت للسرير فالنوم سوف ينسيني فاجعتي .
مددت جسدي على السرير و نظرة نظرا أخيرة على أصابعي المتيبسة و أغلقت كلتا عيناي مستسلما للنوم .
مرت عدة ساعات و بدأت بفتح عيناي ببطء و إذ أشعر بشعور غريب ينتابني فمددت يدي و إذ بإمكاني تحريك أصابعي ..؟؟
قمت بالنهوض من على سريري و وجهت أنظاري نحو أصابعي و إذ بإمكاني تحريك أصابعي مثل السابق.
لا أعلم ما الذي أصابني ..؟؟
و هل حقا أنني تعرضت للحسد..!!
و لكن الشيء الوحيد الذي أنا متأكد منه هو بأن جارتي هي من ساهمت بشفائي .



#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - محمد يونس - و لكن عراقيا
- نظرة على الواقع التعليمي
- الميلشيات تنهش بعضها
- الوضع الراهن و مؤسسات المجتمع المدني
- إيران و الدرب الصدامي
- سخافات القاعدة و البعثيين
- كيس الدم – قصة قصيرة
- عندما يذكر التاريخ الحقائق
- اعمار لبنان و اعمار العراق
- الفيدرالية و الانفصال
- التأمين – قصة قصيرة
- شباب العراق هموم و معاناة
- أسباب فشل فكر المواطنة
- الخطأ عندما يصبح صواب
- ميليشيات متنوعة
- الحياة و المسرح – خاطرة قصيرة
- بيت الأشباح و العفاريت - قصة قصيرة
- الصراع الطبقي يتجدد
- إنجاز واحد
- الهروب من الوضع الأمني


المزيد.....




- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي غالب - الحسد – قصة قصيرة