|
-خرف الشيوخة - والملك بايدن العاري
كريم المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 22:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم نجد أي قصة او حكاية تاريخية ، لوصف حالة الرئيس الأمريكي بايدن ، قد تكون عنوانا لمقالنا هذا ، سوى كلمة " الخَرَف " ، الذي بات واضحا ، انه باب يستحوذ على عقل وفكر الرئيس العجوز ، الذي يحاول ان يتصابى في أواخر عمره ، والذي كلما تقدم به العمر يوما ، يزداد لديه " الخرف التقدمي " ، الذي يسبب تضرر في الأوعية التي تمد الدماغ بالدم ، ويسهم في اضطرابات الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب. ولا يمكن لنا أن نشبه بايدن الا بذلك الملك العاري ، الذي يعيش في عالمه الخيالي والكئيب ، في قصة "ثوب الإمبراطور" أو "الملك العاري" ، والتي نسبت للكاتب الدنماركي كريستيان أندرسون ، بل هي قصة مغربية ، وتربط بين القصص الغربي وبين التراث الشعبي ، ولا تقتصر على “ألف ليلة وليلة” كما هو شائع، وملخصها ، محتالان ، كانا يشيعان بأنهما حائكان يعملان في صناعة النسيج، قاما بالاحتيال على الملك المولع بشراء الملابس مهما غلا ثمنها ، واوهموه بانهما قد انتهيا من خياطة ثوبه ( مقابل مبالغ كبيرة ) لحضور احتفاله الكبير. وقبيل ذلك أراد الملك ان يرى ما وصل اليه عملهما ، فارسل رئيس وزراءه الذي دخل غرفتهما ( المحتالان ) التي يعمل فيها الحائكان ، وشاهد النول الفارغ، ففكر قائلاً: “اللهم احفظنا!.. إنني لا أرى شيئاً” ، ولكن أحد النصابين بادره بالسؤال: “أخبرنا ما رأيك فيما ترى؟” ، فرد متمتماً: “رائع” وبادر إلى ضبط نظارتيه على عينيه، ثم لم يلبث الإمبراطور أن دخل الحجرة التي كان الحائكان منهمكين بالعمل على النول الفارغ ، فكر الإمبراطور: “إنني عاجز عن رؤية أي شيء إنها لكارثة” ، ثم صاح بصوت مرتفع: “إنه قماش رائع، وهو يروق لي”. وأخيراً أعلن المحتالان على الملأ: “ملابس الإمبراطور الجديدة جاهزة” وعندما اقترب الإمبراطور منهما تحركا ، على نحو يوحي بأنهما يقومان بإلباسه الثياب الجديدة ، وعندما سار في الموكب، أجمع سكان البلدة على أنها رائعة ، ولم يجرؤ أحد على الاعتراف بأنهم لا يرون شيئاً ، ولكن طفلاً صغيراً لم يلبث أن صرخ قائلاً: “إنه لا يرتدي شيئاً” ، ودار الهمس واللغط بين الحاضرين قبل أن يكرّروا ما قاله الطفل الصغير: “الإمبراطور عريان” ، وهذا هو حال الرئيس الأمريكي بايدن ، الذي يرى في عينيه بأنه يرتدي ثوب " العفة والنزاهة والصدق " ، وهو ما لا يراه الاخرين فيه . ووفقا لمتخصصي العلوم النفسية، فان مصطلح "الخَرف" ، يُستخدَم لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية ، وقد تؤثر أعراض الخَرَف على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به ، ويُشار إلى أن الإصابة بالخَرَف لا تحدث بسبب مرض واحد بعينه، بل نتيجة للإصابة بعدة أمراض ، ويكون فقدان الذاكرة من أعراض الخَرَف عادةً ، وهو في الغالب أحد الأعراض المبكرة للإصابة بهذا المرض. والشخص المصاب ، تبرز عنده مشكلات في التواصل أو التعبير بكلمات مناسبة ، او صعوبة في القدرات البصرية والمكانية، مثل فقدان الطريق أثناء القيادة ، أو ضعف التناسق الحركي وصعوبة التحكم في الحركة ، والخَرَف ، ولنا في هذه الحالات العشرات من التصرفات للرئيس الأمريكي ، والتي تثبت بشكل قطعي انه وكما يقول المثل المصري " جاب آخره " ، كأن يسلم على أناس مجهولين غير متواجدين بالقرب منه ، او يضل طريقه ويدور حول نفسه ، او يمشي ويتعثر بإقدامه ، او السقوط على السلالم ، لأنه " نسي " أنه بات عجوزا ، أكثر ما يمكن ان يعمله هو ، مسك " خراطيم المياه " لسقي حديقة بيته . وتحذر هيئة الخدمات الصحية البريطانية ، من أن المؤشر الأول لمرض " الخرف " هو عادة مشاكل ذاكرة بسيطة، وظهور الأعراض التالية مع تفاقم الحالة ، والارتباك والضياع في الأماكن المألوفة ، وصعوبة التخطيط أو اتخاذ القرارات ، او مشاكل في التكلم واللغة ، ومشاكل في الحركة دون مساعدة أو في أداء مهام الرعاية الذاتية ، و تغيرات في الشخصية، مثل أن تصبح عدوانيا ومتطلبا وتشكك في الآخرين ، بالإضافة الى الهلوسة (رؤية أو سماع أشياء غير موجودة) وأوهام (تصديق أشياء غير صحيحة بشكل واضح) . نسوق هذه المقدمة الطويلة ، لنعود مرة أخرى الى ما خرج به الرئيس الأمريكي من آداب اللياقة، والدبلوماسية ، بتصريحات غريبة ، تؤكد ان " العجوز بايدن " بالفعل يحتاج الى نقله الى مستشفى الامراض العقلية ، لمعالجته مما هو عليه الان ، وان تدهور حالته أكثر ، قد تكون سببا مباشرة لنشوء صراعات عالمية ، قد لا تحمد عقباها ، فخلال فعالية انتخابية مغلقة في سان فرانسيسكو تكلم "بوقاحة" تجاه الرئيس الروسي بوتين، حيث قال: "لدينا أبناء عاهرات مجانين مثل هذا الرجل بوتين وغيره، وعلينا دائما أن نقلق بشأن الصراع النووي . وكعادته فإن الكريملين استقبل تلك التصريحات بهدوئه المعهود، وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف ، إن مثل هذه التصريحات الفظة من فم رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية من غير المرجح أن تسيء بطريقة أو بأخرى لرئيس دولة أخرى، لا سيما الرئيس بوتين ، لكنها وصمة عار كبيرة على الولايات المتحدة نفسها، وأضاف أنه، كمواطن ( ونحن معه ) ، نريد من مساعديه أن يقوموا "بالبحث عن بيان واحد مسيء" من بوتين ضد بايدن، وبالتأكيد لن يجدوا ذلك . وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج العجوز بايدن عن منطق " العقل " ، وكثيرا ما تطاول على الرئيس بوتين ، حيث أثار خلافا دبلوماسيا عندما وصف الزعيم الروسي بأنه "قاتل"، وهو ما علق عليه الرئيس الروسي بتمنياته بالصحة والعافية لبايدن، وأشار إلى أن تقييم الآخرين يشبه النظر في المرآة ، وبعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، وصف بايدن بوتين علنا بأنه "دكتاتور" و"جزار" و"مجرم حرب" وقال إنه "لا يمكنه البقاء في السلطة". ان تقييم الاخرين يشبه بالنظر في المرآة ، نعم فالرئيس الأمريكي ، ماذا سيجد في المرآة ، سوى صورة (راعي البقر في هوليوود) التي يستغلها ببساطة وكما عبر عنها بيسكوف من اجل السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة ، وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات الفظة من فم رئيس دولة ، من غير المرجح أن تسيء بطريقة أو بأخرى لرئيس دولة أخرى، لا سيما الرئيس بوتين ، " لكنها وصمة عار كبيرة على الولايات المتحدة نفسها ". أن معظم العقلاء في جميع أنحاء العالم ، يعتبرون سياسات بايدن جنونا حقيقيا ، وأن بايدن هو التهديد الرئيسي للبشرية جمعاء، لقدرته على الوصول إلى (الحقيبة النووية)" ، وإن مثل هذه التصريحات الفظة لبايدن ، لا يمكن وصفها إلا "بخرف الشيخوخة" ، ويبدو أنه( بايدن ) يعود إلى مرحلة الطفولة، وينظر إلى العالم كله بوصفه لعبا في الرمال، حيث يسمح له وحده باللعب، ويتعامل مع من حوله بوصفهم جزءا من اللعبة ، إلا أنه يجب إعادة تربية الطفل المدلل، ونحن متأكدون من أن الشعب الأمريكي لن يكرر الخطأ في الانتخابات الرئاسية ، ولن يسمح بعد الآن لهذا " الخرف " الذي أثار الحروب في مختلف أرجاء العالم بالوصول إلى السلطة.
#كريم_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى خطاب بوتين2007 في ميونيخ
-
لقاء العام – بوتين و كارلسون
-
بريطانيا تبقى أسيرة أوهامها
-
50 مليار يورو في “النفق الأوكراني” المظلم
-
الناتو ومناورته العسكرية المقبلة
-
روسيا مستعدة للمفاوضات.. ولكن!!
-
روسيا تريد من عام 2024 ان تكون العلاقات الدولية- أكثر ديمقرا
...
-
الكوابيس التي باتت تعذب أوروبا !
-
الإتحاد الاقتصادي الأوراسي وايران واتفاقية التجارة الحرة
-
هل تصدر روسيا الجوع ؟
-
هل تخلت فنلندا عن حيادها اليوم ؟
-
بوتين : مستعدون لبناء العلاقات مع أمريكا
-
لماذا زار بوتين الخليج ؟
-
سباق روسي امريكي محموم على أسلحة الفرط الصوتي
-
بوتين وشي جين يرسمان مستقبل علاقات بلديهما
-
لماذا زار رئيس الوزراء العراقي روسيا؟
-
هل ستعود روسيا للتجارب النووية ؟
-
كلمات يجب أن تقال
-
بايدن وزيلينسكي .. والتوقف عن فضائح الفساد ل45 يوما !
-
موقف روسيا المعروف ونرجسية بلينكن
المزيد.....
-
الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب
...
-
منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي
...
-
إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي
...
-
ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد
...
-
إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
-
شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
-
السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل
...
-
الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين
...
-
الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
-
-حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|