أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - عزيز الحدادي ينفض الغبار عن الرسائل المتبادلة بين ديكارت وإليزابيث: جنون الحب في أصل جنون الكتابة














المزيد.....

عزيز الحدادي ينفض الغبار عن الرسائل المتبادلة بين ديكارت وإليزابيث: جنون الحب في أصل جنون الكتابة


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 14:28
المحور: الادب والفن
    


صدر مؤخرا للفيلسوف المغربي والأستاذ الحامعي عزيز الحدادي كتاب جديد في حلة غاية في الأناقة التي تليق بالعشق والهيام وبعنوان يمتح دلالته من مجال العاطفة: "ديكارت وجنون الحب".
هذا الكتاب عبارة عن رؤية حول علاقة عشق جمعت الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت (1596-1650) بإليزابيت (1618-1680) أميرة بلاط بوهيميا.
نقرأ في موسوعة ستانفورد أن إليزابيث
اشتهرت بمراسلاتها المستمرة مع ديكارت، وتُشكل هذه الرسائل كتاباتها الفلسفية المتاحة للقراء، وأنها تبيّن في مراسلاتها مع ديكارت العلاقة بين المادتين المتميزتين حقا للعقل والجسد، ولا سيما إمكانية تفاعلهما السببي وطبيعة اتحادهما. وبحسب نفس المصدر، فقد جرت بينهما مراسلات حول فيزياء ديكارت، والعواطف وتنظيمها، وطبيعة الفضيلة والخير الأعظم، وطبيعة حرية الإرادة للإنسان وتوافقها مع التفسير الديني للأشياء، وفي الفلسفة السياسية.
تُظهر المراسلات بين ديكارت وإليزابيث بوهيميا رحلة عقلين يتقدمان معا ويصقل كل منهما الآخر، وتكشف لنا عن ديكارت غير المتوقع. ومن خلال هذه المراسلات التي قام الأستاذ الحدادي بدراستها في كتابه الجديد، نكتشف هذا الحوار الاستثنائي.
تُقيم هذه المراسلات مجرى الحياة العادي في مقابل برودة التأمل وتشيد ببساطة المحادثة أو المشي في الغابة.
إذا كان الأمر يتعلق بمعالجة الجسد يالروح، وإذا أصبح ديكارت طبيب إليزابيث، فإن إليزابيث هي التي تقود تدريجيا، من خلال ذكائها النقدي الذي لا يرحم، ديكارت إلى تحويل نفسه ومراجعة يقينياته.
من هذه المراسلات، نختار رسالة من ديكارت إلى إليزابيث بتاريخ 28 يونيو 1643.
"سيدتي،
لا يمكن تصور النفس إلا من خلال الفهم الخالص؛ الجسد، أي الامتداد والأشكال والحركات، يمكن معرفتها يضا بالفهم وحده، ولكن بشكل أفضل بكثير بالفهم المدعوم بالخيال؛ وأخيرا، فإن الأشياء التي تنتمي إلى وحدة النفس والجسد لا تُعرف إلا بشكل غامض بالفهم وحده، ولا حتى بالفهم المدعوم بالخيال؛ لكنها تعرف بوضوح شديد من خلال الحواس. ومن هنا فإن الذين لا يتفلسفون أبدا، ويستخدمون حواسهم فقط، لا يشككون في أن الروح هي التي تحرك الجسد، وأن الجسد يؤثر في النفس؛ لكنهم يعتبرون كليهما شيئا واحدا، أي أنهم يتصورون وحدتهما؛ لأن تصور الوحدة التي بين شيئين يعني تصورهما كواحد. والأفكار الميتافيزيقية، التي تمارس الفهم الخالص، تعمل على تعريفنا بمفهوم النفس؛ ودراسة الرياضيات، التي تُمارس الخيال بشكل أساسي عند النظر في الأشكال والحركات، تعوِّدنا على تكوين مفاهيم مميزة جدا عن الجسد؛ وأخيرا، باستخدام الحياة والأحاديث العادية فقط، وبالامتناع عن التأمل ودراسة الأشياء التي تدرب الخيال، نتعلم تصور اتحاد الروح يالجسد.
أكاد أخشى أن يعتقد سموك أنني لا أتحدث بجدية هنا؛ لكن هذا سيكون مخالفا للاحترام الذي أدين لك به.
القاعدة الرئيسية التي ألاحظها دائمً في دراستي والتي أعتقد أنها ساعدتني كثيرا في اكتساب بعض المعرفة، هي أنني لم أقض أبدا أكثر من بضع ساعات يوميا في الأفكار التي تشغل الخيال، و ساعات قليلة من السنة لتلك التي تشغل الفهم وحده، وأنني أعطيت كل ما تبقى من وقتي لراحة الحواس وبقية العقل؛ بل إنني أحسب، من بين تمارين الخيال، كل الأحاديث الجادة، وكل ما يجب على المرء أن ينتبه إليه.
أنا سيدتي لسموكم الخادم المتواضع جداً والمطيع جداً،
ديكارت."
على الواجهة الأمامية لكتابه، تماثل للقارئ نص مقتبس من المقدمة التي افردها الكاتب لمؤلفه والتي وضع لها عنوانا ذا دلالة في هذا السياق: كوجيطو الحب. يلي هذا العنوان إبغراف مفاده: أنا مدين لك (يخاطب عشيقته) بهذه التأملات الميتافيزيقية.
في هذا المقطع يقول الكاتب: خلسة سقط الفيلسوف في حب امرأة، ليست كالنساء، اسمها الأميرة إليزابيث. مثلها مثل الحقيقة، تختفي وراء حجاب الغموض، لكن عطرها التي تحمله تلك الرسائل حين تصل إلى ديكارت وهو غارق في تأملاته. تبدأ الكتابة بمعانقة الجمال وتتسلل إلى كينونة الروح. هكذا، لا يستطيع الفيلسوف أن يحبس هذه اللحظات الجميلة أثناء قراءته لكل رسالة تصله.
يقول ديكارت مخاطبا عشيقته: أعترف لك بأن هذه التأملات التي أقطفها من حدائق الفلسفة يعود فيها الفضل إلى حبك . فبأي معنى يمكن للحب أن يكون هو المحرك الأول للفلسفة في الفيلسوف؟ بمعنى كيف استطاع أن يحرض ديكارت على كتابة تأملات ميتافيزيقية؟.."



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف قاربت الفلسفة الوضعية المسألة الدينية؟
- نبيلة منيب وصفي الدين البودالي يدليان برأيهما في ما آلت إليه ...
- جيزيل حليمي.. المدافعة المتحمسة عن قضية المرأة
- الأنثروبومورفية عند شارل جورج لوروا، الصياد والفيلسوف (الحزء ...
- المغرب: عائدات الكيف قد تتجاوز عائدات المنتجات الزراعية
- المغرب: معركة فردية من أجل الحرية وأخرى جماعية من أجل الماء
- هل تستقيم الدعوة إلى انسحاب الأحزاب من المشهد السياسي المغرب ...
- الأنثروبومورفية عند شارل جورج لوروا، الصياد والفيلسوف (الحزء ...
- الممثل العالمي أنتوني هوبكنز: أرى التجاعيد، لكنني لا أهتم به ...
- الجبهة الاجتماغية المغربية تدعو إلى إحياء الذكرى الثالثة عشر ...
- التحول الرقمي: الإيجابيات والسلبيات
- إدغار موران يشيد بالسياسة المنفتحة التي تنتهجها المملكة المغ ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء التا ...
- خريجو ومتدربو مركز التفتيش المتخصصون في المصالح المادية والم ...
- نبيلة منيب وعبد اللطيف اليوسفي يدليان بشهادتهما التأبينية في ...
- شهادة عبد اللطيف اليوسفي في الراحل بنسعيد آيت إيدر بمناسبة م ...
- تكريم المجاهد بنسعيد آيت يدر في مهرجان الاشتراكي الموحد بسيد ...
- بوزنيقة: دورة فبراير أبانت عن افتقاد المجلس الجماعي لتصور وا ...
- محمد بنسعيد آيت يدر : قصة معارض ثوري عاصر ثلاثة ملوك
- منظمة العفو الدولية تدين تمادي إسرائيل في استخدام القوة المم ...


المزيد.....




- وزارة الإعلام الكويتية تعلق على الأنباء المتداولة حول تكاليف ...
- أحمدو همباتيه باه: رائد الأدب الشفاهي الأفريقي وحارس ذاكرة ا ...
- بعد تقارير عن -أجر بيومي فؤاد-.. تعليق كويتي رسمي بشأن دفع م ...
- المفكر المغربي طه عبد الرحمن: تناولت السيرة النبوية من منظور ...
- رواية -المُمَوِّه-.. شعرية الحدث والسرد العربي القصير
- افتتاح معرض للأعمال الفنية المنتجة في محترفات موسم أصيلة ال4 ...
- روسيا.. مجمع -خيرسونيسوس تاورايد- التاريخي يستعد لاستقبال ال ...
- نجل ممثل سوري معروف يكشف أسرارا عن والده الراحل وعن موقف نبي ...
- فنان الراب -كادوريم- يعلن الترشح لانتخابات الرئاسة في تونس ( ...
- أغنية ثورية بأسلوب موسيقى -الميتال- في حفل افتتاح الأولمبياد ...


المزيد.....

- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - عزيز الحدادي ينفض الغبار عن الرسائل المتبادلة بين ديكارت وإليزابيث: جنون الحب في أصل جنون الكتابة