صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 7893 - 2024 / 2 / 20 - 02:37
المحور:
الادب والفن
رن الهاتف الأرضي رنينا متواصلا في الصالة ...
- الوووووووو
- مرحبا مفوض بديع.
- مراحب.
- أنا مقدم نزهان.
- أهلا سيدي.
- أريدك في مكتبي الآن.
- حاضر سيدي.
مقدم نزهان هو مدير شعبة (الرصد الوطني) في مديريتنا, تساءلت مع نفسي .. ترى ماذا يريد مني في مثل هذا اليوم من استراحتي ؟
انطلقت على الفور بسيارتي البرازيلي الى المديرية, ودخلت غرفة سيد المقدم الذي استقبلني بحفاوة غير معهودة.
- اجلس يا بديع.
- شكرا سيدي.
- اسمع يا بديع.
- نعم سيدي.
- سأكلفك بمهمة في غاية الأهمية وفي غاية السهولة كذلك.
- سمعا وطاعة سيدي.
- وردتنا معلومات خاصة عن أحد الأشخاص, تحوم حوله بعض الشكوك.
- أكيد هو من أحد أعداء الثورة والحزب يا سيدي.
- بالضبط .. لكننا غير متأكدين من تحركاته والجهات التي تدعمه.
- سأنبش أهل أهله وأوافيك بكل تحركاته وسكناته يا سيدي.
قهقه المقدم نزهان وأردف قائلا ...
- أعرف أنك عنصر كفوء ولهذا أخترتك لتكون العين الساهرة والإذن الصاغية لكل شاردة وواردة تمس أمن البلد واستقراره.
- سأكون عند حسن ظنك سيدي.
سلمني ملفا وقال ...
- سينفعك هذا الملف في عملك.
أخذت الملف وخرجت, ما أن وصلت غرفتي رحت أقلب الملف, اسمه الثلاثي وعمله, ونتف عن سيرته وأصدقائه ووووووووو
وخلال أيام معدودة جمعت عنه كما من المعلومات التي أكدت لرؤسائي بأن هذا الشخص يشكل خطرا على أمن الدولة, فتم اعتقاله واستجوابه لأيام وليالٍ من دون أن يعترف.
في اليوم العاشر مات تحت التعذيب.
في اليوم الحادي عشر طلبني مقدم نزهان في مكتبه, وما أن دخلت عليه وأديت التحية, راح يشتمني والشرر تتطاير من عينيه.
- أتدري ماذا فعلت يا حيوان ؟
- ماذا فعلت لا سامح الله يا سيدي ؟
- الشخص الذي مات جراء التعذيب لم يكن الشخص المطلوب.
- كيف يا سيدي ؟ أنت زودتني باسمه وعنوانه, علي حسين محمود, معلم.
- علي حسين محمود الذي مات معلم في مدرسة الشروق الابتدائية, بينما المطلوب هو علي حسين محمود, مدرس في ثانوية الغروب يا أثول.
أجبته مرتبكا ...
- والله يا سيدي أنه خطأ غير مقصود.
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟