روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 7892 - 2024 / 2 / 19 - 20:22
المحور:
الادب والفن
لا اسمع
وباء في منتصف الطريق
يقرض استغاثات صمتي
وانا أجثو بمنكبي النائحتين
تركلني طبلة الأذن
حين كل زقزقة للعصافير
في صحراء عين الزمن
تزحف بي ضجيج المقابر
حين كل صرخة طفل
فوق أوتاد خيم النزوح
حتى قصائدي المتناثرة هنا وهناك ..
لا اسمعها
ولن اسمعها
إني لا اسمع
كل الأصوات همس في ماسورة الخوف
من يسمعني .. !!!
لا أرى ..
اتسلق الهضاب .. هضبة هضبة
لا عكازة تستند ظهري المحشور في فمي
ولا رصاصة تنتشل قلبي المركون في كفي
إني هنا ..
اسافر مع العراء يقظة شباط في أهازيج الليل
أحمل في معطفي نبيذا معتقا بكلمات ..
ألقتها الحرب بين رحى طاحونة
اسمع هديرها من بعيد
وأدندن على وقع النسيان
حروفا من فصول مبتورة الاسماء
إني لا أرى
أتقاسم مع انفاسي مواء قطط
ألقت بها فحولتها إلى قارعة التذكر
وابحث عن شبح كان ظلي
لنحمل قيثارة السماء
ونعزف للغد لحن دفن الموتى
بكم انا
إني اسمع
إني أرى
التقط ذبذبات الشوراع تحت المطر
في هلع الازدحام
تحدثني زغاريد الأرامل
في وداع الشهيد
فانقش فوق عقد المناحة تابونا
بطول الوطن
بعرض استغاثات الصبية تحت القصف
وامشي في جنازة ظلي مختالا
ألملم مفردات صوتي الهارب مني
لأقرأ في الحضور كلمة تأبين القصائد
فأختنق .. واختتق
إني لا اتكلم ..
فقط .. ارسم في مذكراتي
جيادا جامحا .. امتشق جديلته
وخر صريعا في أتون الجمرات
إني أنا ..
حين يمشي القمر في عقر السماء منتشيا
واكتب على رماد الحرب
متناثرات من قصيدة بكماء ..
تبتسم .. كلما
انشطر نيزك في عرض الانتظار
إني لست أنا ..
كلما اختنق صوتي في البكاء
وأنا ارتق سلال الورود
على أضرحة نجوم ..
سطرنا للطفولة اساطيرها
قبل أن نكبر
ويكبر الحلم
ويكبر الوجع
ويكبر حلمات أثداء الأمهات
ولا رضيع تحت خيم الارتواء
ليمتد الطريق إلى حيث جحافل الوافدين
ونحن .. ننتظر
١٤/٢/٢٠٢٤
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟