ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 7892 - 2024 / 2 / 19 - 18:18
المحور:
الادب والفن
-ابراهيم العلاف
وقد استغرب احدهم وقال من هو هذا الشاعر الذي اطلقوا إسمه على مربد 2024 في البصرة يقصد : أحمد مطر .واجبته اخي العزيز بالعكس كم كان المسؤولون عن المشهد الثقافي العراقي المعاصر ومنهم الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق موفقين وهم يطلقون على مربد 2024 دورة الشاعر العراقي احمد مطر ولعدة اسباب اولها انه ابن التنومة في البصرة وثانيا هو (شاعر بحجم بلند الحيدري ونزار قباني وادونيس ) والصورة التي تضمه معهم وتعود الى السنة 1986 تدل على ذلك .الاول من اليمين احمد مطر - بلند الحيدري - نزار قباني - ادونيس - ناجي العلي - مصطفى الزين .
ما لنا وما للصورة .. الصورة التقطت في مناسبة وفي مكان وفي زمن هو السنة 1986 في العاصمة البريطانية لندن ، قلت ايضا انا منذ قرابة اربعة عقود اقرأ شعرا للشاعر احمد مطر واشعر :" ان شعره ليس الا رصاصة موجهة ضد كل متخلف ، ومدع ، ومستبد ، وظالم ، ومتكبر ، ودجال ، ومشعوذ ، وسارق ، ومرتشي ، وكاذب ، وزانٍ ، وقاتل" .
اذا هو شعر احمد مطر ، منتشر على طول الوطن العربي وعرضه .واتذكر ان ابنة خالة لي قبل سنين سألتني عنه واجبتها في حينه .
اعجبني ما كتبه الاخ الناقد الاستاذ محمد الكاظم في صفحته ، ومما قاله بالنص وما قاله دقيق :" أحمد مطر مواطن عربي محبط أمتلك موهبة الشعر فعّبر عن غضبه شعرياً، فكان شاعراً انتحارياً ، يكتب عن الحرية ، والعدالة الاجتماعية ويهاجم الطغيان بغضب اليائسين، ولم يكن شاعراً يكتب لذات الشعر ، ولذة التصفيق. فلم يُغيّر أسلوبه ، ولم يطور تقنياته. ولم يعبأ بالقصيدة التي كانت تضع المكياج على مراحل التاريخ ، وتغير أثوابها باستمرار. ولم يعش كبائع مخدرات لفظية تحت عنوان شاعر، قصيدته عارية كما خلقها الله. وحارقة كما خلقها الله..." .
سيرة الشاعر الكبير احمد مطر لدّي وهي مثقلة بالمعلومات ، وبالتواريخ لكن اختصر فأقول انه من مواليد قرية التنومة 1954 وقرية التنومة احدى قرى قضاء شط العرب بمحافظة البصرة وقد انتقل ليعيش في بغداد وقد واجه بسبب مواقفه السياسية العنت فترك العراق وعمل في جريدة ( القبس ) الكويتية مع الناقد ورسام الكاريكاتير الشهيد ناجي العلي وبعدها منع من الكتابة وطرد من الكويت واتجه الى لندن وعاش هناك وبدأ يكتب في جريدة (الراية ) القطرية . كثيرة هي قصائده وكثير هو نقده لأوضاع امتنا وما تواجهه ومن شعره :
أيتها الصحيفة
الصدق عندي ثورة.
وكذبتي
إذا كذبت مرة
ليست سوى قذيفه!
فلتأكلي ما شئت، لكني أنا
مهما إستبد الجوع بي
أرفض أكل الجيفة.
أيتها الصحيفة
تمسحي بذلةٍ
وإنطرحي برهبةٍ
وانبطحي بخيفة.
أما أنا..
فهذه رجلي بأم هذه الوظيفة !
تحياتي واعتزازي بهذا الشاعر الكبير .. الشاعر الذي أراه يصطف مع بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وشاذل طاقة ونازك الملائكة ونزار قباني .. شاعر مجدد ومتجدد ، ومناضل ، وثائر ، وقادر على تحريك المشاعر واثارة الهمم وهذه لعمري رسالة الشعر الذي نُريد وتحتاجه الامة ويحتاجه الوطن .
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟