الأمل البشري والنظام المنشود

جان آريان

الحوار المتمدن-العدد: 7892 - 2024 / 2 / 19 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ الأذل والانسان يسعى الى حياة ملؤها العدالة الاجتماعية والرفاهية والسعادة الممكنة ... هكذا وليتوصل أخيرا وبالتدريج الطويل إلى أسمى فكرة أهمية بناء نظام اشتراكي يحقق المساوات والعدالة للجميع.

وفعلا من الناحية المثالية او الطوباوية تعتبر الاشتراكية بشكلها الديمقراطي أو الشيوعي هي أسمى الأنظمة العالمية عدالة ومساوات وحقوقية انسانية، لكن افتقارها، وللأسف الشديد، لمبدأ التنافس او التسابق في العلم والتكنيك وفي جودة الإنتاج البضاعي بين الناس يجعل من تطبيقها روتينيا راكدا مملا ويصبح الكل متساوين فقرا، وذلك بسبب انعدام مصونية ملكية الانسان في ظلها، حيث أن استمرارية وجود الملكية تجعل الانسان يستمر ويجهد ويطمح كثيرا جدا لجمع المزيد والمزيد وهذا ما يستوجب التسابق الكبير على تصعيد التنمية والتطوير للبحث العلمي والتكنيكي ولجودة البضاعة مما يجذب هذا الزبائن اكثر واكثر وكذلك تتحقق الرفاهية الممكنة بشكل أوفر. وفي هذا السياق يجدر الإشارة الى أنه حتى التطور السوفيتي المحدود نفسه بعد الحرب العالمية الثانية جاء غالبا بفضل بعض خبراء وعلماء الألمان والأجهزة الألمانية الذين صادرهم وصادرها السوفيت وقتها للاستفادة منهم وكذلك حتى انتصارهم من جهتهم على الألمان جاء آنذاك على الأغلب بفضل جودة الآليات الامريكية والإنكليزية الكثيرة التي وهبوها للروس شبه مجاني فقط بهدف حثها على الاستمرار في محاربة الألمان حينذاك، وخصوصا بعدما تلاشت فعالية إيطاليا في الحرب وبقاء ألمانيا وحيدة في الساحة، مع الاخذ بالاعتبار ايضا البعد الياباني منها وضخامة الامكانيات الامريكية التي كانت تحارب خارج اراضيها وتجلب هي وبريطانيا الملايين من جنود المستعمرات كوقود الى جبهات الحرب وفرض الحصار التجاري على ألمانيا وبغلطتها الكبرى بالهجوم على السوفييت ١٩٤١، وبالتالي أدى كل هذا الى تغيير ميزان القوى لصالح الحلفاء أخيرا.

في هذا الصدد، وبالعودة الى الموضوع، يمكن القول: من الصعوبة جدا، أن يتم نجاح نظام سياسي اجتماعي معين آخر أكثر تأمينا للديموقراطية والرفاهية خارج هذا النظام العالمي الطبيعي الساري في دول النظام الرأسمالي رغم بعض العيوب الواضحة فيه، أي بمعنى استمرارية سريان التطور الطبيعي له مع امكانية اجراء إصلاحات جانبية معينة وممكنة له، وإلا فالانقلاب الجذري الاصطناعي لبنيته سوف يؤدي بالرجوع ثانية الى شبه هكذا نظام، وهنا لننظر ونتذكر ماذا حل أخيرا وبعد عقود طويلة بالسوفييت وماذا يحل بالصين حاليا والتي تتحول رويدا رويدا لتعود الى شبه هذا النظام ثانية.

#جان_آريان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات