أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان عباس محسن - التقديس














المزيد.....


التقديس


غسان عباس محسن
قاص وكاتب عراقي


الحوار المتمدن-العدد: 7890 - 2024 / 2 / 17 - 15:04
المحور: كتابات ساخرة
    


من اكبر الأخطاء التي يمكن ان يرتكبها الانسان هو حين يقع في فخ التقديس، بمعنى أن يقدس اشخاصا معينين ويرفعهم إلى ما فوق مستوى البشر، ناسيا أو   متناسيا ان الغالبية العظمى من البشر  متشابهين وخطائين مهمها ادعوا خلاف ذلك او مهما تظاهروا بالمثالية او نسبهم البعض اليها.  
كان هيرو أونودا هو آخر جندي ياباني يستسلم في الحرب العالمية الثانية، حيث سقط كالكثير من ابناء شعبه ضحية تقديس المفرط لشخص الامبراطور فابعد كل شبهة تنسب إليه وتصويره على أنه اله مقدس وبالتالي لا يمكن أن يخطأ او يتراجع عن مبادءه التي كان يصرح بها.
وكان أونودا قد التحق بالجيش الياباني وهو في حدود  العشرين من عمره، و خضع لتدريب خاص، ثم ذهب بمهمةٍ إلى احدى جزر الفلبين حيث صدرت له أوامر كان من أهمها ان :" أهم شيء هو أنه يحظر عليكم تحت أي ظرف من الظروف أن تنهوا حياتكم بطريقة اختيارية".
وفعلا ظل هذا الجندي ملتزما بالاوامر لمدة 30 سنة حيث لم يصدق كل الأخبار والمعلومات التي وصلته في تلك الغابات عن استسلام اليابانيين للحلفاء، وبعد أن عاد إلى بلده عقب تلك المدة الطويلة صدم من التغيير الذي طرأ على الحياة هناك وغادر أرضه ليعيش من جديد في مكان ناءٍ.
أن امثال أونودا كثر في المجتمعات العربية والاسلامية التي تميل إلى تقديس افراد معينيين خاصة من رجال الدين وتعمل على التصديق الأعمى لكل ما يقروا به من دون ان يخضعون كلام أولئك (المقدسين) إلى سلطان العقل او ان يعملوا المنطق فيه ! وكم من شعب جره حاكم مقدس إلى ويلات ومصائب لا تعد ولا تحصى فقط لأن هذا الحاكم قدسه الكثير من ابناء شعبه .
أن العرب هم من أكثر الأمم ميلا إلى تقديس بعض الافراد لا سيما أولئك الذين ارتبطوا بالدين في الماضي ونسبت إليهم بعض الكرامات او المعجزات، وفي هذا الامر خطورة إذ يساعد على نمو التفكير الخرافي، لكن الاشد خطورة هو تقديس أشخاص احياء، حيث يمكن ان يؤدي هذا الأمر إلى ان تقع الجماهير ضحية تحكم أفراد معينين بمصيرهم وقيادتهم إلى طرق الرجعية والتخلف وربما الانقراض !
أن أبعاد هالة التقديس عن كل الافراد مهما كانت منزلتهم العلمية او الدينية ومهما كانت سلطاتهم السياسية والعسكرية والنظر لهم بعين مجردة تبع عنهم صفات القدسية والعظمة هو أمر ضروري من أجل إصلاح أحوال العرب، فالحاكم ورجل الدين والبطل الثوري وغيرهم هم أشخاص مثلنا يمكن ان يقعوا في الزلل ويمكن أن يخطأوا ولا يمكن تقويم خطأ المقدس بأي حال من الأحوال. 



#غسان_عباس_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروايات الوعظية
- ليس بالجسر وحده يحيا الإنسان
- تهمة الانتماء لغزة
- اكاذيبهم وصدقنا


المزيد.....




- بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب ...
- مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند ...
- كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت ...
- إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
- هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف ...
- كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض ...
- أحلام سورية على أجنحة الفن والكلمة
- -أنا مش عايز عزاء-.. فنان مصري يفاجئ متابعيه بإعلان وصيته
- ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ-بنت الأجيال-؟ ...
- دور غير متوقع للموسيقى في نمو الجنين!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان عباس محسن - التقديس