أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الحمدي - الساعة الذهبية / قصة قصيرة















المزيد.....


الساعة الذهبية / قصة قصيرة


عبد الجبار الحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 7890 - 2024 / 2 / 17 - 00:23
المحور: الادب والفن
    


الساعة الذهبية / قصة فصيرة

أقسم لك يا سيدي بأني لم أسرق ساعة جيبك... فأنت تعرفني جيدا لقدعملت لديك منذ سبعة اعوام وكان أمامي العديد من الفرص!! بذلك اختبرتني وألزمتك الحجة بأني رجل يحاول ان يجني لقمة عيشه بالحلال فأنا لدي عائلة وأولاد لا يمكن ان اكون مثالا سيئا لهم...
السيد رؤوف: ها انت قلتها اتيحت لك العديد من الفرص ربما لم تكن بالقدر الثمين كما الساعة إنها مرصعة بالجواهر النفيسة كما إنها إرث عائلي لا يقدر بثمن.. كما ان هناك شاهد عيان رآك تسرقها من جيبي بعد ان حُمِلت مخمورا الى البيت ليلة البارحة فقد قال لي الشاهد أنك مددت يدك الى جيب صدريتي لتسرقها... هل تنكر ذلك؟
الخادم: سيدي أقسم بأولادي لم أفعلها.. نعم لقد مددت يدي لكن كي أعيدها مكانها بعد ان كانت متدلية فخفت أن تسقط او أنها تنقطع عن السلسة المعلقة بها هذا كل ما في الامر... كما أن هناك من ساعدني على حملكم سيدي حتى المدخل الرئيس للقصر وهو السائق بإمكانك ان تسأله فقد رآني افعل ذلك..
السيد رؤوف: كان قد نادى على جميع العاملين في البيت، إصطفوا أمامه فوجه الكلام الى السائق انت يا سمير هل فعلا حملتني مع كريم بالامي الى المدخل الرئيس؟ وماذا رأيته يفعل؟
السائق: سيدي لقد أحضرتك أنا بعد إنتهاء الحفل، كنت تقريبا فاقدا للوعي لذا قام السيد علاء صديقك بحملك معي ثم أركبناك السيارة في المقعد الخلفي ومن ثم حال وصولي الى القصر طرقت الباب ففتحه كريم ثم سألته ان يحملك الى الداخل معي ففعل، كانت ساعة سيادتكم متدلية تكاد تنقطع فهم كريم بمسكها ثم اعادها الى جيب صدريتكم سيدي وهذا ما شاهدته بعيني سيدي...
السيد رؤوف: إذن انت تؤيد كلام كريم أليس كذلك؟؟
السائق: نعم سيدي
السيد رؤوف: لكن هناك شاهد غيرك يقول عكس ما تقول... يبدو انك شريك له في السرقة؟
السائق: سيدي ماذا تقول؟ لقد خدمتكم منذ سنين طوال ولم يصدر عني اي تصرف أحمق يودي بفقداني وظيفتي او يلقي بي الى الهلكة... سيدي ارجوك؟؟
السيد رؤوف: لكن كما وردني من اخبار عن الشاهد الذي لا يمكن ان كذبه بأنه شاهد كريم يسرقها ويضمها الى جيبه... لذا يا كريم قبل ان اتصل بالشرطة وتتحول المسألة الى جناية ويفتضح امرك أمام عائلتك وتفقد وظيفتك وسمعتك اسمح لك بإعادتها وأكتفي بطردتك وانهاء خدماتك فورا...
كريم: سيدي انتظر قليلا.. تذكر جيدا فبعد ان أدخلتك الغرفة حضرت سيدتي وإبنكم، كانت منزعجة من منظركم والحالة التي كنتم عليها فصرخت قليلا بعدها تمتمت بكلمات كانت حانقة عليك وهي تشاهدك بهذا المنظر امام الخدم وأمام اصدقائكم من المجتمع... فأمسكت بكم كذلك ولدكم بعد ان دفعت بي الى الوراء وهي تقول أخرج بسرعة.. كانت تلك اللحظة تمسك بك بالكاد كونك كنت ستسقط على الارض غير انها امسكت بكم من جيب صدريتكم فمزقته فطارت الساعة بعيدا عن مكانها وأظن يا سيدي لو بحث في غرفتكم ونظرت الى جيب صدريتكم التي كنتم تلبسونها بالأمس لعرفت أني اقول الحقيقة.. ربما سقطت تحت السرير أو تدحرجت بعيدا حيث طاولة مكتبكم سيدي ارجوك اتبحثوا هناك....

السيد رؤوف: سارِعا انت يا عبد الحميد وانت معه يا ربيع أذهبا ابحثا في الغرفة تحت اي قطعة أثاث لنرى صدق قوله...
بعد لحظات عادا الأثنان وقد بادر عبد الحميد وهو الطباخ قائلا: سيدي لم نجد شيئا وقد بحثنا في جميع جوانب غرفتكم حتى الزوايا لكننا لم نجد شيئا...
السيد رؤوف: ماذا تقول الآن؟
كريم: لا ادري سيدي ربما لو سألتم السيدة زوجتكم والسيد الصغير لربما بعد سقوطها قد أخذها أحدهم كي يحتفظ بها حتى يراكم ثم يعطيكم إياها
السيد رؤوف: اخرس ماذا تعني هل سرقها احد منهما؟ كيف تتهمهما بفعلتك الشنيعة
كريم: عذرا سيدي لم اعني ذلك ابدا لكنهما كانا معي في الغرفة، خرجت وانا أشاهدها تسقط عن جيب صدريتكم بعد ان امسكت بك السيدة حرمكم هذا كل ما في الامر..
السيد رؤوف: يا لك من لص حقير تلقي بالتهمة جزافا على حرمنا إنك فعلا ناقص الاخلاق؟

كريم: حلمك يا سيدي إسالهما فقط وإن كانت الاجابة غير ما قلت فلك مطلق الحرية بالتصرف والاتصال بالشرطة بعدها.. كان السيد رؤوف قد خرج لوهلة حيث سيدة القصر كذلك الى أبنه، اجتمع بهما بعيدا عن غرفة المكتبة والخدم وراح يتداول معهما بشأن الساعة وحادثة الامس
اما كريم فكان ينظر في عيون الجميع ليعرف من هو الشاهد عليه في اتهامه من بينهم بالسرقة، لكن حدسه لم يرشده الى أيا منهم... عاد السيد رؤوف الى المكتبة ومعه الكلب الضخم ممسكا به وهو يقول: لقد سألتهما يا كريم لكن يبدو أن هناك نصف الحقيقة فيما قلت... أما النصف الاخر والمهم ان الساعة لم يعلما عنها شيئا ولم يشاهداها تسقط لكن السيدة قامت بتأكيد أنها قد امسكت بي وقد مزقت جيب الصدرية غير أنها لم تشاهد او تجزم بالقول كذلك ابني عن عدم علمه بسقوط الساعة... لذا المسألة هي بين يديك اعترف وإلا سأجعل سايروس يشمشمك ويشمشم بين اغراضك وانت تعرف فراسته بالكشف عن المسروقات لقد ألفها وقد اوعزت له بذلك... سيبدأ بكم ومن ثم غرفكم جميعا في البعث عنها يبدو انكم جميعا متهمين أمامي الآن واولهم انت...
الجميع يرتعد تصطك أرجلهم قبل اسنانهم... إنه كلب مدرب شرس على مثل تلك الامور وكذلك الحراسة، لقد استطاع السيد رؤوف تدريبه على كشف الاشياء التي تكون مفقودة او مسروقة كما حدث في الماضي حين سرقت إحدى العاملات سوار سيدة القصر، فمن خلاله عرفنا ان السارقة كانت المرأة التي تأتي لعمل أظافر السيدة... لقد انتبهت السيدة لحظتها وقبل ان تخرج المرأة من الباب الرئيس فقدانها السوار، بعدها لحقها سايروس ثم امسك بها واسقطها على الارض وحين تفتيشها وجدوا السوار الذي فقدته السيدة... كلب عجيب لقد عض تلك المرأة عضة جعلها تصرخ.. فما بالك بالذي سيمسكه ويجد الساعة عنده... الجميع ارتعد وتعرق لاحظ السيد صاحب المنزل ردة فعلهم لم يحط على ايا منهم ان يكون السارق فكريم كان واقفا ربما ارتسمت عليه علامات الخوف لكنه لم يفقد اتزانه كذلك البقية... عندها أمر السيد سايروس قائلا:
سايروس ابحث عن الساعة بينهم... فما ان انطلق حتى توجه الى خارج المكتبة وهو ينبح.. سارع السيد ومعه الخدم وراء سايروس فتوجه الى الحديقة حيث السيدة وابنهما يجلسان يتحدثان مع بعضهما وقف للحظة بعدها تركهما وتوجه الى حافة الحديقة ثم أخذ يحفر لوهلة عاد مسرعا والساعة الذهبية تتدلى من فمه فوضعها بين يدي سيده وهو ينبح وسط تعجب الجميع وذوهلهم من فعلته!!! لقد كان سايروس في الغرفة حين سقطت الساعة فألتقطتها وخرج ليدفنها في الحديقة دون ان يفهم ايا من في المنزل تصرفه هذا، لكنهم يعلمون انه يحب دفن الاشياء التي يحبها.. اما الشاهد فلم يكن سوى كذبة.

القاص والكاتب

عبد الجبار الحمدي



#عبد_الجبار_الحمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعاة البعر / قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان /صندوق حكايا
- قصة قصيرة بعنوان/ حوارات ارباب العصر
- مجسات هلامية / قصة قصيرة
- السبدة / قصة قصيرة
- دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة
- أنامل وقحة/ قصة قصيرة
- تلك حكايتي/ قصة قصيرة
- المتسكع/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان لونلي بيرل ج2
- قصة قصيرة بعنوان/ بيرل الفصل الاول
- ظل العزلة/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان فزاعة القرن الواحد والعشرين


المزيد.....




- الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا ...
- الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي ...
- -تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار ...
- مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني ...
- تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة ...
- “Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة ...
- اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن ...
- والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الحمدي - الساعة الذهبية / قصة قصيرة