|
عن ( باسط كفيه / غواش / الشهيد والحتميات )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 21:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول : ما معنى ( كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه ) فى سورة الرعد آية 14 ) ؟ إجابة السؤال الأول : 1 ـ حين تقف متوسلا أمام قبر مقدس ترفع يديك تدعوه وتستغيث به لا يستجيب لك ، لأنه إما صار ترابا وإما لا يوجد أصلا إلا فى تهيؤاتك . أنت حينئذ مثل الذى يبسط كفيه وقت المطر ليجمع الماء ليبلغ به فمه ( فاه ) ، وطبعا فالماء يتسرب بين اصابعه ولا يبلغ منه شىء الى فمه أو ( فيه ). أما الذى يبسط كفيه داعيا ربه جل وعلا فهو يستجيب له بما هو خير له ، وهذا وعده الحق جل وعلا . قال جل وعلا فى خطاب مباشر للناس : 1 / 1 ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر ) 1 / 2 ـ ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة ). 2 ـ هنا نفهم قوله جل وعلا : ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (14) الرعد ) السؤال الثانى : نحن نقول عن الاسورة من الذهب ( غويشة ) فهل ( غواش ) هى نفس المعنى فى قوله تعالى ( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) الأعراف )؟ إجابة السؤال الثانى : 1 ـ قوله جل وعلا : ( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ) (41) الأعراف )؟ هو من أوصاف جهنم ، الغواش هو من ( غشى / يغشى ) أى يغطى . أى إن جهنم محيطة بالكافرين ، قال جل وعلا : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) التوبة ). 2 ـ مصطلح ( غشى ) ومشتقاته جاء فى ملامح جهنم فى قوله جل وعلا : 2 / 1 : ( أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (107) يوسف ). 2 / 2 : (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50) ابراهيم ) 2 / 3 : ( يَوْمَ يَغْشَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) العنكبوت ) 2 / 4 : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) الغاشية )، أى جهنم . 3 ـ كلمة ( غويشة ) المصرية قريبة المعنى لأنها تحيط بالمعصم . السؤال الثالث : تأثرت جدا بمقال ( القاموس القرآنى : فمن أظلم ، ومن أظلم )، وخصوصا هذه الفقرة : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22) هود ) . عند عرضهم أمام الله جل وعلا يشهد عليهم الأشهاد . اللهم إجعلنا من الأشهاد على قومنا . ). أنت تدعو أن يجعلك الله من الأشهاد على هذا العصر . هل هناك أمنية لك أكبر من هذا ؟ وما الذى يجعل منى وأنا قرآنى أن أكون من الأشهاد يوم القيامة ؟ وهل هناك فرق بين الشهيد المقتول فى سبيل الله والشهيد على قومه ؟ وهل ممكن أن يجتمع هذا فى شخص واحد ؟ وهل يتعارض هذا مع القدر المكتوب ؟ أرجو التوضيح . إجابة السؤال الثالث : 1 ـ كتبنا كثيرا أن معنى الأشهاد والشهيد والشهداء تعنى فقط الذين سيشهدون شهادة خصومة على أقوامهم يوم لقاء الرحمن جل وعلا، وسيؤتى بهم مع الأنبياء ، قال جل وعلا : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر ). يؤتى أولا بالنبيين والشهود ، ثم حساب كل نفس فرديا . 2 ـ أفهم أن قوله جل وعلا : ( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) مقصود به المقتولون فى سبيل الله جل وعلا . إذ يعيشون أحياء فى البرزخ ، لا يموتون . وعند نفخة البعث لا يُصعقون . أدعو الله جل وعلا أن يجعلنى من الأشهاد على عصرى ، وأن يجعلنى من المقتولين فى سبيله جل وعلا . 3 ـ هذه الحياة إختبار وإختيار . أنت لا تستطيع الهروب من القضاء والقدر الالهى ، أو الحتميات ( الميلاد والرزق والمصائب والموت/ القتل ). لا تستطيع أن تغير لون بشرتك أو طول قامتك ، ولكن الذى تستطيعه هو فى مجال حريتك فى الطاعة أو المعصية ، الكفر/ الشرك أو الايمان بالله جل وعلا وحده وبالقرآن الكريم وحده حديثا . هنا الحرية والاختيار ، وهنا أيضا الإختبار . أنت الذى تقرّر أن تدخل النار بعصيانك وكفرك وظلمك ، وأنت أيضا الذى تقرر أن تكون من أهل الجنة . كل هذا بإختيارك . والله جل وعلا وعد الكافرين بالجحيم كما وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالجنة، والله جل وعلا لا يخلف الوعد ولا يخلف الميعاد . تدبر قوله جل وعلا : 4 / 1 : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً (87) النساء ) . 4 / 2 : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التوبة ) . 4 / 3 : ( وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (120) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً (121) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً (122) النساء ) 5 ـ وعليه فالذى يرشّحك لأن تكون من الأشهاد على قومك عند الله جل وعلا هو جهادك المسجّل فى كتاب أعمالك . والأعظم أن ينتهى جهادك هذا بقتلك فى سبيله جل وعلا ، فتكون كما قال جل وعلا : 5 / 1 :( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154)البقرة ). 5 / 2 : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران ). 6 ـ لا مهرب ولا مفرّ من الموت . وفرق هائل بين موت يأتى بعد آلام المرض وبين القتل السريع . وفرق هائل بين القتل العادى والقتل فى سبيل الله جل وعلا . الأسوا هو القتل فى سبيل المال والدنيا والشيطان .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القاموس القرآنى : ( النور )
-
عن ( عثمان المستحى )
-
عن ( طوبى وطوباك / جرحتم / تغمضوا فيه / البنات لا يحجبن الأع
...
-
لمحة عن : ( الفقيه الحزين الخائف ) الحسن البصرى ( 21 : 110 ه
...
-
عن ( قُرّة العين / التيسير فى الطهارة / مفاتح الغيب )
-
القاموس القرآنى : ( فَمَنْ أَظْلَمُ ) ، ( وَمَنْ أَظْلَمُ )
-
إستعجالهم العذاب ... وهل إقترب العذاب ؟
-
عن ( ماهية الدولة الاسلامية / خطيب قرآنى فى مسجد ضرار / إستر
...
-
عن ( التكفير فى الاسلام / التفضيل والتفريق بين والرُّسل ، ول
...
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
-
عن ( الأكل فى بيت الصديق والصاحب / أخ طمّاع / أشفق / المستبد
...
-
عن ( معاناة مع أب صوفى / وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِين
...
-
عن ( إستغراب زكريا / الايمان بالنبى / صعاليك الانترنت وأسئلة
...
-
القاموس القرآنى : ( بصر ) ومشتقاتها
-
عن ( البطش / ملك / فاطر )
-
القاموس القرآنى : سكن / مساكن / سكينة
-
( الحلال والحرام فى بيع الخمر / المادة وجودا وعدما / موت الخ
...
-
خاتمة كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ) : شهادة على مصر فى هذا
...
-
عن ( الجن / صحف ابراهيم وموسى والقرآن والانجيل )
-
عن ( وَنَرَاهُ قَرِيباً / الحلق أو التقصير فى مناسك الحج )
المزيد.....
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|