ابرام لويس حنا
الحوار المتمدن-العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 16:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مِن بعد سقوط آدم وتلطخه بالظلمة مع زوجته، سقط آدم كسقوط النجم والكوكبة من العلى للأسفل، ذاك التصوير الذي نجده محفوظاً في الفكر اليهودي وإن اختلف المُشار له كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ (إش 14: 12)، وكان سقوط آدم كسقوط المطر على الأرض، لذا سُمى ابنه (هابيل הבל) نسبة (للنور الساقط على الأرض) كالمطر (بلل) أو (بلى בלה) الذي يقصد به (المطر و البَلَل والطَرَاوَة) ذاك المطر (هابيل הבל) سقط على الأرض السوداء التي كُنيت (بقايين קין) أي الحاوية نَسبة إلى (קנה) أي احتوى أو جنى، فالأرض يسقط عليها المطر، ثم تقوم الأرض على المطر و تبتعله وتحويه التي صُورت بقيام قايين على هابيل، إلا أنه بالرغم من قيام الظلمة على النور وإبتلاعها إياه، إلا إن الحياة تخرج من الظلمة، مثلما يولد المطر حياة من داخل ظُلمة الأرض ويخرج لنا حياة (نباتات)، تلك الصورة التي يصفها الكتاب بقوله فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ، فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ." (تك 4: 10- 11)، فالدم التي تبتلعه الأرض هو كالمطر التي تبتلعه الأرض يخرج من الأرض للعلى كخروج النباتات، وكانت تلك هي العلامة الأبدية فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: لِذلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ، وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ (تك 4: 15)، فقيام الأرض (الظلمة) على المطر (النور) وإنبثاق نورا أو حياة من داخل الظلمة هي علاقة أبدية دائمة، ومن يهلك (الأرض) التي منها تخرج الحياة يُنتقم منه (سبع أضعاف)، إذ الأرض هي سَبب الحياة، لذا سُميت الأرض بعد خروج النباتات من الأرض وقيام نورا بديلا عن النور المفقود الذي يُمثل العوض بـ (شيث) كقوله وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضًا، فَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثًا، قَائِلَةً: «لأَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلًا آخَرَ عِوَضًا عَنْ هَابِيلَ» لأَنَّ قَايِينَ كَانَ قَدْ قَتَلَهُ (تك 4: 25)، الذي هو في الحقيقة (شيت שת) بالتاء وهو إسم إله سماء الليل في مصر القديمة (ست) في مصر القديمة الذي يُمثل بـحامل (مركبة السماء الليلة) أو ربانها، فهو حامل المركب بمجدافيها (شكل 1)، لذا يُسمى طاقم السفينة بـ(s3ty )، كما (الشيت) هو ضرب من النسيج القطني الخفيف المنقوش (غريد الشيخ محمد، المعجم في اللغة والنحو والصرف والإعراب والمصطلحات العلمية والفلسفية والقانونية والحديث، م. 3، ص. 133) كالسماء المنقوشة بالنجوم، و كــ (السَّدَى) وهو الثوبِ هو خيوط نسيجِهِ التي تُمَدُّ طولا (لسان العرب ،سدا) الذي هو كذلك كالسماء، لاحظ تصوير (ستارة السماء/ الثوب) في الالفاظ المصرية، فالأرض بنباتاتها وأزهارها كالسماء بنجمومها وهذا هو الأساس في إسم (سيت).
#ابرام_لويس_حنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟