أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - اياد نجم - بلادة موقفنا من غزة














المزيد.....


بلادة موقفنا من غزة


اياد نجم
كاتب و باحث

(Ayad Najm)


الحوار المتمدن-العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 11:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


غالبا ما لا تكشف الحروب عن وجهها القبيح بشكله الحقيقي والفعلي , فحروب السيطرة التي شنتها ايطاليا على ليبيا واثيوبيا او تلك التي شنتها بلجيكا على الكونغو او فرنسا على الجزائر وبقية الدول الافريقية خلفت مذابح وجرائم اقل ما يقال عنها انها وحشية .
يذكر الصحفي بازيل دافيدسون في كتابه صحوة افريقيا فضائع يقشعر لها البدن قام بها البلجيكيون خلال احتلالهم للكونغو حيث بات سكان البلد يتناقص عددهم مائة الف كل عام من سنة 1891 ولغاية 1905 نتيجة عمليات القتل و قطع الايدي الذي مارسه هؤلاء بحق هذا الشعب الافريقي .
تلك صورة عن رجل اوربا الذي كان قد تشرَب الحرية والمساواة وحقوق الانسان وليس ذلك التاريخ ببعيد اذ اننا نتحدث عما هو لا يبعد عن زمننا سوى اقل او اكثر من ستين عاما.
ولذلك ليس ما يجري في غزة و الصفة الغربية اليوم بغريب و ليس مستغرب ان يكون حال النخب الثقافية والفكرية في اوربا كحال الشعوب هناك حيث يسود سكوت مطبق الا من فعاليات تشارك فيها بضعة مؤسسات حقوقية , مع ان البعض يعتقد ان تلك الفعاليات في الغالب مدفوعة ومدعومة من جالية اسلامية وعربية كبيرة تقيم في مختلف العواصم والمدن الاوربية.
و اذا كانت بعض جرائم تلك الحروب اختفت في مدافن التاريخ لانها لم توثق بالصوت والصورة و ظلت في مطويات الكتب التي لم تستوعب كامل المشهد , فأننا اليوم في عالم وسائل التواصل الاجتماعي لا نعدم ان نرى تلك الجرائم الموثقة يوميا , نراها رأي العين و يراها العالم معنا , ثم نتأثر لأسبوع او اسبوعين وبعدها تصبح من الما ضي , اذ البلادة تضرب كل جوانب حياتنا و لا حياة و لا حياء للبلداء .
ليس القبيح في الامر هو حالة التفرج التي تبديها الانظمة العربية والاسلامية عموما على شعب اعزل يتم حصاره ومنع الماء والطعام عنه وقصفه بكل انواع الاسلحة و ارتكاب جرائم لا نستطيع ان نمعن النظر في مشاهدها ثم نراها تقيم (موسم الرياض) او (مؤتمر المناخ COP28) او بطولة آسيا لكرة القدم , ليس ذلك بقبيح اذ انه ليس بغريب على تلك الانظمة الظالمة التي تسوم شعوبها الذل والهوان .
لكن القبيح هو الموقف البليد والباهت الذي تبديه النخب الثقافية الفكرية و المؤسسات العلمائية الاسلامية التي اكتفت ببضعة بيانات ومهرجانات خطابية و بضعة تظاهرات ما لبثت ان خفتت بعد ان طال امد الحرب , فما تعول عليه الصهيونية دوما هو عدم المطاولة والملل الذي تبديه الامة تجاه قضاياها المصيرية.
انها لنكبة في الشرف والمرؤة تلك التي تحدث فينا كما انها نكبة في الدين , لقد قام النظام التركي بفتح الحدود امام تدفق المقاتلين من ثمانين جنسية الى داعش والتنظيمات الاخرى في سوريا وكشفت شرطة الحدود التركية شحنة من الصواريخ التي ارسلها ذلك النظام الى ما يعرف بالمعارضة في سوريا حيث اثارت عاصفة من النقد واستغلتها المعارضة التركية لتكشف الوجه القبيح لرأس هذا النظام , و لكن شيئا من ذلك لم يحدث مع الفلسطينيين حتى على مستوى الطعام او الماء !!.
ان الامة الاسلامية مدعوة لوقفة اكثر جدية ازاء الاحتلال الصهيوني لاحد اهم المقدسات الاسلامية وان الموقف يتطلب اكثر من تلك الفعاليات التي تضحك الثكلى , ان القضية الفلسطينية تشكل عامل فريد لاعادة توحيد الامة الاسلامية على مستوى المواقف و على مستوى خلق حالة من الشعور بوحدة المصير الاسلامي والقدرة على خلق تأثير على المستوى العالمي .
ان الشعوب الاسلامية المملؤة غيضا وغضبا لتستطيع ان تعدل من مواقف نخبها و علمائها الذين يبدون تهاونا و ضعفا و استكانة.
كما ان الفرصة مواتية لتبديد الاوهام التي ساهمت في خلق الاسلام فوبيا عبر تقديم نموذج اسلامي جديد والتخلص من الموجة السلفية التي غطت على وجه الاسلام .


16/شباط / 2024



#اياد_نجم (هاشتاغ)       Ayad_Najm#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيارات انبادوقليس
- منبع الالزامية الاخلاقية
- تحليل قوانين الفكر الاساسية و اساسها المنطقي
- قراءة في نص من كتاب الصابئة المندائيين
- اعادة التفكير في قيمنا
- نحن بحاجة الى ...
- اوهام الوطن و الحدود
- ازمة الهويات
- في الوعي والمعنى
- حركة المسيح الاصلاحية
- الديانة الصابئية المندائية
- انا عبوة الديناميت
- نظرية في نشوء الدين


المزيد.....




- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - اياد نجم - بلادة موقفنا من غزة