كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 131- مقابلة مع الشيخ نعيم قاسم

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع




*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


نائب رئيس حزب الله الشيخ نعيم قاسم: إسرائيل تصرفت دائما كدولة شديدة العدوانية

داريا أسلاموفا
مراسلة خاصة
صحيفة برافدا الموسكوفية

8 فبراير 2024

المراسلة الخاصة داريا أسلاموفا التقت في لبنان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. تحدث عن كيفية دعم الفلسطينيين في غزة، وما خسرته إسرائيل نتيجة للإبادة الجماعية في غزة، ولماذا لا يريد الغرب بدء حرب عالمية ثالثة - لا في أوكرانيا ولا في الشرق الأوسط.

سؤال– تشرفت بلقائكم مرة أخرى. كتبت وسائل الإعلام العالمية أن إسرائيل تخطط لإخراج حزب الله من جنوب لبنان. هل سيكون هناك هجوم إسرائيلي قريباً؟

جواب – الآن ما يحدث في جنوب لبنان يعتمد على ما يحدث في فلسطين وكيف ستتطور الأحداث في غزة. إذا انتهت الحرب في غزة، فسوف يهدأ كل شيء في لبنان.

ولكن مع عدم وجود أي إشارة إلى أن القتال في غزة سينتهي، فإن القادة الإسرائيليين يخيفون لبنان بأنهم سيفتحون جبهة ثانية في لبنان. لا نريد أن تتوسع العمليات العسكرية. لكننا لا نعرف مدى جدية هذه التهديدات. وإذا استمر العدو في توسع المعارك، فمن الطبيعي أن نرد نحن أيضًا، بشكل أقوى. يمكنهم أن يهددوا بقدر ما يريدون، لكن لا فائدة من تخويفنا.

سؤال – إذا استطاعت إسرائيل هزيمة حماس، فإن هدفها الثاني هو حزب الله". هل تدركون ذلك؟

جواب – لا نعتقد أن إسرائيل ستفعل ذلك. لقد مرت أربعة أشهر منذ تصاعد النزاع في غزة، ولم تحقق إسرائيل بعد أياً من أهدافها المعلنة. وليس من المعروف ماذا سيحدث بعد ذلك.

لقد تصرفت إسرائيل دائما كدولة عدوانية للغاية. بالطبع، نحن نفهم أن لبنان هو أيضًا هدف بالنسبة لهم، وهذا محدد مسبقًا من خلال جوهر الدولة الإسرائيلية. ونتذكر أنهم قادرون على الهجوم في أي لحظة، ونحن دائمًا في حالة استعداد قتالي.

ويتساءل البعض لماذا تبقى قوى المقاومة في حالة تأهب دائم، حتى أثناء الهدنة. نحن ببساطة لا ننسى أبدًا مع من نتعامل. تنتهج إسرائيل سياسة عدوانية تجاه دول المنطقة.

سؤال – بعد هجوم 7 أكتوبر، توقع الكثيرون أن يفتح حزب الله جبهة ثانية ويساعد حماس. لماذا لم يحدث هذا حتى الآن، وهل ستفتحون جبهة ثانية لمساعدة إخوانكم في الإيمان؟

جواب – ما نفعله الآن أيضًا، إلى حد ما، يسحب القوات الإسرائيلية بعيدًا عن غزة. نارنا المزعجة تسبب الفوضى في حياة اليهود. وهذا هو هدفنا الآن.

لقد حققنا سحب جزء من القوات الإسرائيلية من غزة (باتجاه لبنان - المترجم)، كما أنهم مجبرون على إبقاء قواتهم هنا وفي نفس الوقت يقومون بإخلاء مستوطنيهم من بلدات الشمال. وهذا يخلق توتراً اجتماعياً في المجتمع الإسرائيلي، وهذا أمر ليس بقليل، بالفعل.

مهمتنا ليست استخدام كل أسلحتنا، لأننا مهيأون لمواجهة طويلة ولا نعرف كَمِّ الأسلحة التي سنحتاجها في المستقبل.

سؤال – هل تتعاون حماس وحزب الله هنا في لبنان؟

جواب – نعم بالطبع نحن نتعاون. لكن رجال حماس يقاتلون بشكل رئيسي في غزة، ونحن نقف هنا. إنهم يفهمون أن مهمتهم الأساسية هي المقاومة داخل فلسطين نفسها، لأن حربهم هناك.

سؤال – الآن العالم الإسلامي بأكمله يحتج على ما تفعله إسرائيل في غزة. ينشط ضد النظام الصهيوني الحوثيون اليمنيون والمقاتلون في سوريا والعراق. إنهم جميعا مثل جبهة موحدة الآن. هل تقيمون علاقات مع أي منهم، على سبيل المثال، مع الحوثيين اليمنيين؟

جواب – كل طرف قمت بإدراجه يتخذ قراره الخاص بشأن ما يجب فعله. ليس لدينا قيادة عليا، ولا مركزا لصنع القرار يقول للجميع: "عليكم فعل هذا، وعليكم فعل ذلك". كل في منطقته يقرر بنفسه وفقًا للموقف.

لكن جميع البلدان المذكورة تفهم ما يحدث في فلسطين، وتريد المساعدة، وتريد المشاركة في القضية المشتركة. وهم يرون أن الأمر صعب للغاية على الناس في غزة. لذلك، يشارك الجميع بأقصى ما في وسعهم، ويفعلون ما في وسعهم، بقدر ما تسمح به ظروفهم والأسلحة المتاحة.

سؤال – كيف تقيمون الحرب الإسرائيلية في غزة من الناحية العسكرية، هل هي ناجحة؟

جواب – كل الأهداف التي أعلنها اليهود بصوت عالٍ لم تتحقق. لمدة أربعة أشهر لم يحققوا شيئا. وحتى في شمال غزة، حيث يفترض أن حماس انتهت، فإن حماس حاضرة وتقاتل بنفس القوة التي كانت عليها من قبل.

ولم يتمكن اليهود حتى الآن من تحرير رهينة حية واحدة من خلال العمليات العسكرية. كل من يحررونه يموت بنيرانهم أو من القصف. إذا تم إطلاق سراح بعض الرهائن، فإن ذلك كان فقط نتيجة للتبادل.

واعترفت إسرائيل نفسها:

- 80% من الأنفاق لا تزال عاملة

- ولم يلحق ضرر جسيم بالقوى البشرية التابعة لحماس.


لكن العالم كله الآن يرى الجرائم التي يرتكبها اليهود، وكيف يقتلون الأطفال، ويقصفون المستشفيات، ويرتكبون الإبادة الجماعية.

الشيء الوحيد الذي حققته إسرائيل هو تدهور سمعتها في العالم.

والآن في كل الدول الغربية التي تدعم إسرائيل، هناك موجة من الاحتجاجات الشعبية، بما في ذلك في أمريكا، التي هي رقم واحد في دعم إسرائيل. ويقول العديد من المحللين إن الانتخابات الأمريكية ستعتمد بشكل كبير على كيفية رؤية المرشح للأحداث في غزة.

سؤال – ما طبيعة العلاقات بين حزب الله وروسيا الآن؟

جواب – ليست لدينا مشاكل مع روسيا. علاقات ودية جيدة جدًا، نناقش العديد من القضايا ونتواصل باستمرار.

سؤال – كيف ينظر الناس في لبنان والشرق الأوسط عموماً إلى العملية الروسية الخاصة التي تجريها في أوكرانيا؟

جواب – الأمر كله يعتمد على الفرد؛ فالجميع يحكم على هذه الأحداث بناءً على خبرته ومعرفته. لا أستطيع أن أتحدث نيابة عن الحزب، لأن هناك أشخاصا مختلفين فيه، ونحن نفكر بشكل مختلف. بالطبع نريد أن تنتهي العملية الخاصة في أسرع وقت ممكن، لأنه من الواضح أن هذه مواجهة مع الناتو الذي يتدخل في تلك المنطقة. نأمل أن يهدأ كل شيء وأن يتمكن الناس أخيرًا من العيش بشكل طبيعي.

سؤال – ينظر الكثيرون إلى الصراع في غزة ودعم الغرب الجماعي لإسرائيل باعتباره نقطة انطلاق لتوسيع هذا الصراع من أجل هجوم مستقبلي على إيران. هل سيخوض الغرب الجماعي حرباً مع إيران؟

جواب – بالطبع ما يحدث في غزة هو حرب أمريكية بأيد إسرائيلية. تحاول أمريكا ضمان أن تصبح إسرائيل هراوة في أيديها تضرب بها من لا يناسبها.

لو تمكنت أمريكا من مهاجمة إيران لفعلت ذلك. لا تستطيع. وبطبيعة الحال، سوف يستمرون في اتباع سياسات مناهضة لإيران. لكن إيران ليست دولة صغيرة وضعيفة، بل دولة كبيرة وقوية. ولديها القدرة على مواجهة الأمريكان. وإذا حدثت مثل هذه الحرب بالفعل، فسوف تخلط كل الأوراق وتبدأ الفوضى. لأن هذا سيكون صراعاً بين دولتين قويتين جداً.

سؤال - في روسيا يقولون أن الصراع في غزة والعمليات العسكرية على الحدود بين إسرائيل ولبنان هي بداية الحرب العالمية الثالثة. هل توافقون على ذلك؟

جواب – لا تتوفر شروط مسبقة لتصعيد هذا الصراع إلى صراع على نطاق عالمي. هذه ببساطة حرب لتعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة. وربما تحتل إسرائيل أراضي الدول المجاورة لتطهير المنطقة من قوى المقاومة. لكن إذا بدأت الحرب العالمية الثالثة فلن تكون من فلسطين.

سؤال – الآن هناك ميل إلى توسيع الصراع في جميع أنحاء المنطقة. هل من الممكن نشوب حرب كبرى في الشرق الأوسط؟

جواب – يتم الآن بذل الكثير من الجهود لإحلال السلام أخيرًا؛ وتجري العديد من المفاوضات حول هذا الموضوع. ولا أعتقد أن الصراع سوف يتسع، بل على العكس من ذلك، فإن الأطراف سوف تتوصل إلى السلام.

انظروا إلى ما يحدث في أوكرانيا: الغرب يقدم المال والأسلحة، لكنه لا يشارك في الحرب بنفسه، لأنه لا يريد أن تبدأ حرب عالمية ثالثة من هناك. ومن غير المرجح أن يتصرف الغرب بشكل مختلف في منطقتنا.

ففي نهاية المطاف، يعد التورط في حرب كبرى أمراً خطيراً ومكلفاً، وليس من الواضح كيف سينتهي كل ذلك.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات