أمل جمعة
(Amal Juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7888 - 2024 / 2 / 15 - 17:48
المحور:
الادب والفن
قيس ولطفي أطفال الحارة الأكثر شقاوة والأكثر حضوراً رحلوا البارحة في اجتياح مخيم جنين
لا يكاد أحد إلا ويصرخ عشر مرات في اليوم: لطفي بكفي، لطفي راح أشكيك لأمك، لطفي روح على بيتك، ولطفي يستجيب ثم يعود بكل هدوء يدق الباب: خالتي أنا ما عملت اشي هم بظلهم ولادك يراجدوا (يلقوا الجارة) علي.
ولطفي طفل في الثالثة عشر من العمر سمي تيمناً بعمه الشهيد لطفي حويطي والذي استشهد في الانتفاضة الأولى وكان لاعب كرة قدم معروف.
في واحدة من اجتياحات مخيم جنين وجد لطفي خارطة للجيش في الشارع وبالطبع أصر على تسليمها بنفسه للمقاومين/ منحه هذا مكانة بين أطفال الحارة، وتقريباً شكل هدنه بينه وبينهم، صار لطفي يبيع الماء على دراجته، أينما ذهبت تجده: ولك لطفي شو جابك هون؟؟ لا تجد بيت شهيد أو أسير أو حتى بناء يعد إلا ولطفي موجود، رحل الطفل المشاغب ذو الوجه الأبيض الصافي.
أما قيس فهو بشكل او بآخر قائد الحارة الخفيّ، سنوات عمره ال 16 وحالة الرصانة التي يمتلكها جعلته يقود حارتين، في الأعياد وحين يمتشق الأولاد بنادقهم البلاستيكية والحديدية يقود قيس ورفاقه الحرب اللعبة، وفي اليوم الثالث من العيد يختفي حيث يذهب لزيارة عائلة جده في نابلس / الحارة هادئة شو القصة؟ تأتي الإجابة من الأطفال قيس راح عند دار سيدو في نابلس.
اغتيلت طفولتهم ومرحهم وشقاوتهم البارحة وتاريخهم القصير جداً في هذه الحياة وبقيت حقائبهم ودموع أمهاتهم التي لن تجف، وغاب عن حارتنا في مخيم جنين شيء كان شبه أساسي، وأمنيات كثيرة أن يكبر لطفي وقيس ويتعقلوا قليلاً، لكن كان للرصاص حكاية أخرى.
#أمل_جمعة (هاشتاغ)
Amal_Juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟