رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 7886 - 2024 / 2 / 13 - 14:54
المحور:
كتابات ساخرة
يعني . مابقى شيء بالعراق تحزن عليه .
يحكي احدهم ويقول ، احكيلكم قصة واقعية انا عشتها و شفت تفاصيلها بأم عيني .
سنة ١٩٦٧ كنا في زيارة الى شهربان . هناك استضافنا القائم مقام لصلة الصداقة من ايام الدراسة مع الوالد الله يرحمه . قام بأستقبالنا و ضيافتنا كان للمنزل بوابة كبيرة و ساحة يطل عليها منزل اشبه ما يكون بالقصر . وعلى جانبيه مسقفات ويجري العاملين يمين ويسار . بعد ان استقرينا و كان العشاء ثريد و لحم وما لذ وطاب . وبعد امسية لم تخلو من المفاجئات . توجهنا للنوم وكانت المفاجأة الكبرى فرغم ان الدجاج و الغنم والصخول كانو حولنا طيلة الوقت الا انها منت علينا ان تشاركنا فراشنا و يبدو ان ذلك كان امرا عاديا عندهم . ولن اطيل عليكم فقد شعرنا ان ليلة مبيتنا كانت في زريبة . غادرنا ونحن نحمل تلك الذكرى التي علمتنا ان الغنى ليس بالمال انما بالعقل و الثقافة . ذلك المضياف بذل افضل ما يستطيع ليكون بوجه ابيض امام زميله وصديقه الزائر وطبعا المصالح لا تخلو عن ان تكون حاضرة فوالدي كان المفتش الزراعي وذي صلاحيات واسعة حينها . المهم ... بعد ما يقارب ٦٠ عام كنت ذاهبا الى احدى معامل الالمنيوم في ساحة النصر وعند مروري بساحة التحرير فوجئت بالبغال و الحمير و الخيول و الجمال و بقية الحيوانات . وسبق رؤيتها تلك الروائح و الفضلات التي ذكرتني بتلك الزيارة .
علمت فورا ان العراقيين يفهمون التقدم الحضاري بالمقلوب فتراجعت الحضارة في العراق التي هي اصلا متأخرة الى ٦٠ عام للخلف . ليس فقراً فالاموال نبذل بلا حساب وتجد الزبال يحمل ايفون١٤ بل جهلاً وحباً بالتخلف الذي يريح الأدمغة و يوفر عليها تعب الفهم لبناء العقول
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟