واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 7885 - 2024 / 2 / 12 - 16:49
المحور:
الادب والفن
قراءة/ إسماعيل إبراهيم عبد
ان التجربة الشعرية للشاعر واثق الجلبي تنمو تطورا وتواصلا الى حد الاجادة بجُل أنواع الشعر العربي اليوم , وله في ذلك دراية وإتقان . وعلى غزارة انتاجه كما ونوعا لكن كتبه الشعرية ما تزال لم تأخذ نصيبها من الانتشار . سأتابع قصيدتين من أعماله الشعرية لتكونا مثالين لإبداعه الشعري , وهما مناسبة لنتابع بعض جهوده الفنية والقيمية لما يخص طبيعة واستثنائية هاتين القصيدتين . سنتابع القراءة على النحو الآتي:
اولا : اذرع الشغف
بقصيدته (نقطة) يوّسع الشاعر واثق الجلبي من قيمة الدلالة عبر خمسة مسارب, لكل مسرب ما بين ذراعين أوثلاثة او اربعة اذرع. يمكننا الدخول الى عالم قصيدته الشعرية عبر المنفذ الآتية :
أ ـ المسرب الاول
يفترض فقه اللغة ؛ ان تكون النقطة طريق لفهم الحرف وليس طبيعة لرسمه . بمعنى حين تسقط الحروف من النقاط يصير القول ساحة لسواد أبكم وبياض مدغم. وفي هذا يبدأ الفعل الشعري بدورة ضياع بين الفهم واللا فهم , وبين المعنى واللا معنى , وبين البكمة والعتمة .
ترى كيف ينظر الشاعر واثق الجلبي لهذه الاشكالية؟ .
لنقرأ :
[سقط الحرف من النقطة
فسارع نحو اللحاء بلا جدوى] ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في10/2/2024ان الذراع الأول المخمن للمعنى هو المضمون المخمن العميق , تجاوره ذراع ثانية هي لا جدوى الفهم , كونه الأسى الذي تخلقه حضارة التفاهة.هذان الذراعان يمثلان الآن طبيعة للنسيج الاجتماعي والثقافي محلياً وعالمياً . وللشاعر هنا بصمتان , الاولى في تأشيره لطبيعة المرحلة الثقافية العامة للحياة الانسانية بأسرها , والثانية لكونه تعامل مع اللغة كما لو كانت جسداً حيوياً يمتلك غلافاً ولحاء . وان النفاذ الى اللحاء دون المرور بالغلاف هو واحدة من مستحيلات الخيال . يتقصد ـ عبره ـ الوصولَ الى ان/ ـ القيم الانسانية سلخت الاعضاء من اغشيتها (الجلود والأغلفة) , وأبقتها عارية عُريّاً مؤسفاً. ـ ان عُري اللغة يشبه عُري الاجساد , ويشبه عُري الحقائق , ويشبه نقص الكلام من الحشمة والصدق.
ـ وان اللغة التي تتضمن كل هذا العُري قد فقدت المعنى , حرفها بلا دلالة , كونه رسماً أبكماً لا نقاط دالة عليه .
ب ـ المسرب الثاني
هذا المسرب ليس درباً, إنما ضرب على دق , ودق من رِق , ورق من نشوى . ترى كيف؟ .
لنقرأ :
[كان نداءُ الملائكة
مبحوحَ الفؤاد
لم ينجُ أحد] ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في 10/2/2024
في المقطع هذا ثمة نقلة نوعية , تميل لتكون ضرباً من ارتداد البصر , يعكس أمنية الانسان في مباركة السماء. ولأجل الوصول الى هذه الحصيلة يناور الشاعر واثق الجلبي بطرق عديدة منها ؛
ـ يتخذ من الملائكة رسلاً وسيطة , يتمنى منها ان لو توحِّد وجع الأرض مع لا جدوى مناجاة السماء .
ـ وكون المناجاة منافقة , فهي ستكون ضروباً ودروباً غير جادة في دقتها القولية , لا في الدعاء , ولا في الدق عند رحمانية القلب.
ـ هذا الدق يشبه العزف على رق لا صوت له لأن لا أصابع تتسمع بنداء القلوب الدامعة , والحقيقة بنخوتها لسماء الانقاذ , فهي ما تنفك ان تكون لغة صامتة لا روح لزمنها , ولا حياة في نبضها , اذ فقدت حسها الانساني , وصدقها الرباني!.
ـ يقر الشاعر بأن القلوب الصادقة , والمشاعر النبيلة فقدت ملاك نورها مع نشوة الحياة التي جرحت قلوب الملائكة , وشتت تنامي انغام الجمال في صوتها, لذا ما عاد لأحد من مهرب , من مصير كارثة اللا معنى . اي ان لا أحد سيجيد عافية الفهم , فاللسان تنقصه الحروف , والحروف تنقصها النقاط, والنقاط سواد أبكم وبياض مدغم .
ـ كل هذه العتمة تذوب في عذوبة ورونق المائدة (فن القصيدة), تلك النشوى التي لن تنجي أحداً من النشوى بها!
* إذاً الدرب والضرب والدق والرق ؛ مائدتهم (النشوى بالشعر).
ج ـ المسرب الثالث
هذا المسرب يتخصص بذراعين من التأويل . لنقرأ :
[وصار الطين طُعمة الليل
عندها امتلأتْ الأهوار بأنواع الحصى] ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في 10/2/2024ـ في السطر الأول المقارب بصورته الكتابية لشطر العجز في شعر الشطرين, يؤكد على عدمية الوجود , بسبب عدمية المعاني السابقة في الفقرتين (أ , ب) . هذه العدمية جاءت على أعقاب تدجين المستحيلات , اذ تحول الطين من مكان لـ (حماية وخير وفن) الانسان الى مخبأ لسوءات الناس , بل صار ليس طعماً ؛ للنبات والزرع, إنما للغموض والتعتيم على المعنى الوجودي للبشر عموماً, ولمكان الهور خصوصاً.
لعل المشترك الذي يبرر منطق الصورة الشعرية المقارنة هو لون السواد بين الطين والليل. ولهذا اللون تشظي رمزي متعدد المعاني . وفي البيئة العراقية ؛ الأسود صورة للأحزان بأنواعها جميعاً.
ومن طريف العبارة في السطر الأول هذا ؛ ان الطين صار (طُعمة) , والطُعمة هي كمية قليلة , شبه رمزية يتداولها الجيران بمناسبات معينة او بدون مناسبة , كأنما يريد الشاعر القول , برغم الحزن والشح فستظل الاهوار واهلها بطيبة الطين وخيره الأزلي , وسيظل الانسان يتعالى على جراحه بحيث يتغاضى عن السوء ويتقدم بالخير دائما. ـ في السطر الثاني تتحول الطعمة الى طبيعة ضدية , فجفاف الأهوار فعل محلي ودولي, أسهم في إفقار أهل الجنوب من العراق , حتى ان الجفاف أمات النبات وطرد الطير المحلي والمهاجر , وهجر الناس مناطق الزرع والصيد , وتركوا حيواناتهم للموت ..بهذا التوصيف يصير الهور ممتلئاً بالحصى وليس بالماء .
ان اللافت في الصور هو التأويل الآتي :
ان الحصى يوجد في مناطق صدور الأنهار وليس في مصباتها , والأهوار مصبات لا منابع للأنهار ولا صدورها , لكن المشترك المخمن هو انهما متشابهان في جدب الزرع , وندرة الثروات (النبات والحيوان), لذا ففعل الحصى لصدور الانهار (الجافة هي الاخرى) ومصباتها في الهور (المجففة عمدا من قبل الحكومات), فعلهما واحد صلابة وقسوة يُراد لهما ان ينتجا ثروات للعيش والتجارة, وهذان أمران مستحيلان ضمن ظروف البلاد سابقاً وحتى الآن.
د ـ المسرب الرابع
الهجرة التي كانت حتماً مصيرياً لأهل الهور المنكوبين بموطنهم وعيشهم, يصنع الشاعر (واثق الجلبي) منها اشكالية بأربعة أذرع , متنوعة الوجوه , هي :
[غادرنا بلا وداع وسنعود غرثى
لكل شيء باب
ولكن النقطة ما زالتْ حزينة
تبحث عن حرف يحتويها]ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في10/2/20241ـ يضع الشاعر موضوع (هجرة ابناء الهور) بمواجهة مباشرة مع حقيقة الفقدان الكوني للإنسانية , إذ تتم الهجرة بلا وداع.
2ـ ثم يضع لها نبوءة ؛ ان لابد من العودة , ثم ان هذه العودة مقرونة بخيبتين ؛ (الفشل في تحمل الهجرة , وتزايد قسوة ظرف الجوع على المهاجرين).
3ـ في ذات الوقت يقرر الشاعر ان العودة هذه ستضع حلاً لإشكالية الغياب عن الديار واشكالية الحضور المبرمج للوعي الجديد , هذا الحل يتمثل بإرادة التغيير.
4ـ والشاعر لن يدع الأمر للقدر , انما جعل الحرف الذي هو المعنى يتراجع عن سقوطه ـ تخمينا ـ , كونه شعر بحزن النقطة .أي يعلن عن حاجته للمعنى في إلتحام النقطة بالحرف وبالعكس ورحلة بحث النقطة هي دلالة على رحلة مكملة للحرف , وكلاهما يصيغان معنى الوجود العملي للاحتجاج على ظرفي (الجوع والتغييب).
هـ ـ المسرب الخامس
لعل هذا المسرب ثلاثي الأذرع سيحدد فلسفة القصيدة بطريقة قطعية , تتمثل بالقطيعة بين أُمنية اكتمال معنى القول عبر التحام النقطة بالحرف, وقطيعة ان يكون الانسان المنتهك قادرا على تحرير الجنوب من الجوع والهجرة , الجنوب الذي حذفه القائمون على حكمه بنفس آلية سقوط الحرف من النقطة . بمعنى ان الجنوب نقطة وجه الوجود والحضارة , ونقطة الخُلُق والطيبة , فكأن العراق كحرف كبير , لن يكون جسما صحيحا ولا بدناً متماسكاً ما لم يجعل الجنوب نقطة فخر ومعنى مثل التاج على الجبين . بغير هذا سيظل بلدنا بلامعنى. أي بلا مستقبل حضاري .
هذا المسرب هو الذي يُصْنَعُ بمشد تضامني في انشاد تركيب الحرف للنقطة في الأسطر الثلاثة الآتية:
[يُركِبُها فوقه
وإلى الآن
نحن نعيش بلا نقط] ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في 10/2/2024
ثانيا : انفتاح دلالات الشغف
في هذا المحور نحاول ان نبني علائق ثلاثية ؛ بين طبيعة الدلالة , وانفتاحها التأويلي وروحية شغف المشاعر بالمبهم من الخلود, والفني من القول.نرى في قصيدة كلكامش موضوعاً يعدد الفهم عبر احتمالات التأويل , ويحافظ على التواصل الجمالي والثيمي بين الجمل الشعرية . لنتابع ذلك على النحو الآتي :
أ ـ اشكالية الغوص في التأويل
لو كانت قصة كلكامش حقيقية, فيها مبالغة مقبولة كونها فناً مع كذب مقبول ومفضوح, ماذا كُنّا سنكتب عنها ؟ لا شيء أبداً.
لو انها قصة مكتوبة بعصرنا هل ستحظى باهتمام كبير؟ حتما : لا.
إذاً زمن الأسطورة وبيئة الكتابة هما من جعل كلكامش بهذا الرقي , وبهذه الحقيقية , برغم انه مجرد قصة لأسطورة من الماضي.
السؤال المهم ـ برأينا ـ هو : هل بمقدور أحد (ما) الآن ان يكتب رواية او قصة او ملحمة شعرية؟.
نعم بكل تأكيد.
لكن يمكن التوفيق بين قوى الأسطورة الشائعة والأسطورة المخلوقة , إذ يمكن اللعب على بعض عناصر وقيم الاسطورة الشائعة (القديمة), واعطاؤها مناخاً جدياً , مثلما يحث في قصيدة كلكامش , اذ صيّر منها الشاعر واثق الجلبي قولاً, يضع الأسطورة القديمة أمام تحدِ جديد هو فرضية تغيير النهاية , وفرضية نزع الجلد الأسطوري عن كلكامش , وهما حالان يتدخلان بطبيعة الاسطورة , ثم يجذبانها نحو تأويل جديد منفتح , ينجلي عن شعرية الشاعر, يمكن توصيفه ذلك بـ /
1ـ حوار مفترض يمثل تأويلاً لمبهم صنعه الشاعر.
2ـ هذا المبهم نوع عن الأسطورة لقيمة الإخلاص الأحمق أمام رهاب مصير الموت . 3ـ المصير هذا حوَّر الإخلاص التقليدي ليصير إحساساً بالخوف وتمرداً على طاعة الإله.
4ـ يمكن للقارئ ان يستجلي المتعة الفنية في الأسطر القادمة ويخرج بحصيلة جديدة هي ؛ ان الاساطير لا يمكن ان تكون خلاصاً حتى لو تغير الزمان والمكان فيها , إنما الفن هو الذي يعطي البعد لحقيقة متخيلة من طبيعة نمطية . أقصد ان حقيقة الخوف والتمرد هما قيمة وفن كونهما صارتا دعوة لوعي وفهم جديد يخص تبعية أنكيدو.
لننظر في الأسطر الثلاثة الآتية , وقد نتأكد من صحة الفرض الذي قدمناه.
لنقرأ:
[العالم السفلي غامض جداً
حتى انكيدو
لم يسمع كلام كلكامش] ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في 10/2/2024
ب ـ رهبة المصائر
المصير الذي كان طبيعة دلالية في المحور (أ) , سيصير رهاناً بين الادعاء والسلوك ـ طبعاً هذا الفهم يتماشى مع فرضية تغيير عناصر الاسطورة من قبل الشاعر . هذا الرهان يؤلف أول خطوة أو وثبة لرهاب الخوف من المصير . انه مكمل لما ورد في المحور(أ) بأن نقل رهاب المصير من انكيدو الى كلكامش . لعل هذا المقام هو أول مقام لمقال في تاريخ الشعر , يقوض ملحمة كلكامش (اسطورة الخليقة) , وينزع عن بطليها صفتهم شبه الإلهية.
الحق ان طبيعة الدلالة في المقطع القادم تميل لإدخال كلكامش في ورطة الوجود وليس ثورية حكمة : (الخلود على الأرض هو الخلود الحق ليس الذي في أعالي الكون). اما انفتاح الدلالة فيرقى الى ان يصير متعدد التأويل , ينمو التأويل بتواتر متتال ؛ على وفق /
ـ كلكامش الذي عاش في العالم العلوي/ يقصد بهذا القول ؛ ان العيش في العالم العلوي منفتح الدلالة على (الرخاء , التحكم , الحروب , البطولات الوهمية والحقيقية , الاستحواذ على الثروات , الغرق في الملذات .. الخ .. بما لا يمكن حصره من قوى التأويل!
ـ لم يجرؤ على النزول / بمعنى انه ربما سينزل برغم الخوف , وبرغم ضعف الارادة والجرأة .. ربما لن ينزل ..
ـ يتعدد التأويل بدرجة كبيره عند ارتباط سبب عدم النزول بنتائج التأويل السابق , كون الفقرتان تؤلفان مائدة قول متضامنة.
* نتائج التأويل تعطينا الشغف فناً بطريقة فرض الابهام والجدل ومحاكمة النمط الاسطوري من جديد عند حدود اللعب بعنصري (تجريد الاسطورة من التفخيم والمبالغة , وعنصر تغيير الغايات للنهاية الاسطورية المفترضة للمتن المتصرف به في الملحمة.ج ـ تقمص الشاعر لشخصية كلكامش
يأخذ هذا المحور بالنتيجة التي عرضناها في الفقرتين (1 , 2) , كخطوة فعل ثمي تحول بكلكامش الى شخصية ـ كأنما في مسرحية ـ بحيث يتحرك كرجل عادي يتوسل الآخرين ؛ ان يغيروا دلالات تفكيرهم . صوته هذا يضعف بشكل مستمر, لأن الوعي العام لن يتقبل التحول عن الفهم النمطي لقضية الخلود , لكن الشخصية تنهض بعنف لتحطم فكرتي الحياة الخالدة , المستعارة من عشبة (العقار الدوائي) , ثم تقويض فكرة الخلود كلها , كونها ضلالة واتكالية وضياع للإرادة الحقيقية الخالقة للحياة العملية , التي وحدها من يصنع السعادة :
[بصوتٍ ضعيف
"ما زلتُ أبحثُ عن العشبة
حتى أرميها في عين الحياة
وأطوي قصة الخلود
وأوصد باب الخلود"]ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في 10/2/2024
* ولقد وقع التقمص في الامتثال لمشاعر الاحباط البشري (بصوت ضعيف), ووقع ثانية عندما جعل كلكلمش يتبرأ مما ألبسه الكاتب الأول لتاريخ الملحمة الاسطورية , بأن أعطاه الوعي الجديد الخاص بالمجد والخلود والفردية العادية لشخص كلكامشّ!.
* سنرى في الأسطر القادمة مواجهة فكرية للتضاد بين عقليتي الخلود المحال , والفعل المستحيل! .
د ـ السخرية القدرية
في الأسطر القادمة سلسلة من حلقات , كلها تقع بين الطبيعة الدلالية (المحتوى كلكامش + انكيدو + الشاعر الجلبي) , وشغف الانفتاح الدلالي المبرمج على الوجه الآتي :1ـ التسفيه, مثلما في :
[الخلود قصة مضحكة
وربما
كان كلكامش يتسلى
ليزرعها في أوروك]ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في 10/2/2024
2ـ الخيبة, مثلما في :
[عاش كلكامش إلى الآن
وهو لم يأكل العشبة]ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في 10/2/2024
3ـ المظهر حاد السخرية, مثلما في :
[ماذا سيحدث لو أكلها ؟]ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في 10/2/2024
4ـ قدرية وفنية الغامض, تأملتها عين الشاعر عبر :
[عينٌ في العالم العلوي
وأخرى في العالم السفلي
والعشبة أكلتها الحية]ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في 10/2/2024
5ـ فنية الفهم الوحيد للخلود, كما في :
[ماتت العشبة وعاش كلكامش]ـ الحوار المتمدن , موقع الكتروني في 10/2/2024
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟