|
1 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 7882 - 2024 / 2 / 9 - 20:47
المحور:
القضية الفلسطينية
ننطلق في هذه المقاربة لوقائع الحرب على قطاع غزة من التسليم بأننا حيال مشروع استعماري استيطاني صهيوني مموّه علينا بالحضارة اليهودية ـ المسيحية ، في حين انه ليس مشروعا يهوديا و ليس مسيحيا ،و لكن هذه مسألة خارج نطاق البحث هنا ، فما نود قوله هو أن الصهيونية التي تشن الحرب على الفلسطينيين منذ نهاية القرن التاسع عشر ، هي محاكاة للصليبية التي تذرعت في القرن الثاني عشر بالمسيحية . تجدر الإشارة بهذا الصدد إلى ان بريطانيا تبنت الحركة الصهيونية منذ ولادتها ، و لولا ذلك لما قامت دولة إسرائيل ، و أن العباء ة الاستعمارية التي لبستها كانت الديانة اليهودية . لا يخفى أيضا أن الدول الأوروبية الغربية ، بريطانيا ، فرنسا و المانيا ، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية كانت حاضرة في جبهات القتال في جميع حروب إسرائيل ضد الفلسطينيين ، في المقابل لم تكن شبه الدولة العربية جميعها ، مؤهلة و قادرة على التصدي للمشروع الصهيوني . يحسن التذكير بأن حرب قناة السويس سنة 1956 وقعت بمشاركة فرنسا و بريطانيا ، و أن سلاح فرنسا و ألمانيا كان أداة الحرب في حزيران 1967 بالإضافة طبعا للضغوطات الأميركية السياسية و الاقتصادية ، و لم يختلف الأمر في حرب 1973 . مجمل القول أن الفرق أساسي بين اليهودية و الصهيونية . فما يجري في فلسطين و محيطها ، بل في كامل البلدان العربية هو من انتاج الصهيونية و ليس اليهود ، و الدليل على ذلك يتجسد فيما يبدو في ظاهر الأمر ، مصالحة بين التيارات السياسية اليمينية ، التي أولدت تاريخيا ، الفاشية و العنصرية و غلاة المستعمرين الاستيطانيين من جهة و بين الحركات الصهيونية ، على اختلاف المعتقدات الدينية التي يتظلل بها أعضاؤها من جهة ثانية . بكلام أكثر وضوحا و صراحة إن وكلاء المشروع الصهيوني يتواجدون في العلن أو في السر و فاعلون توازيا مع تنامي النفوذ الأميركي بوجه خاص و الغربي الأطلسي عموما . ينبني عليه ان الفلسطينيين و من معهم من الشعوب ، العربية و غير العربية ، يتعرضون للتصفية او للتطهير ، على يد الصهيونية بماهي حركة استعمارية استيطانية ، تتغطى بما يسمى الحضارة الغربية أو الحضارة اليهودية المسيحية ، و هي في جوهرها حركة عنصرية قائمة على الادعاء بفوقية الرجل الأبيض و حقه في السيادة على البشر على أساس زعم بانه مفضل على غير و أن وتطوره بلغ درجة الكمال الإنساني . يوصلنا مسار هذه المداورة في الواقع إلى استنتاجات عبثية تكاد أن تكون محبطة حيال هذا الكم من الدماء المسفوكة و هذا الدمار الهائل ، نتيجة معاودة حرب بين الفينة و الفينة لا نميز فيها أعداءنا بوضوح ، و أسباب عداوتهم لنا و غاياتهم الحقيقية ، و لا شك في أن فشلنا في إحباط مشروعهم ، عائد في جزء منه إلى جهلنا بهم و إلى عجزنا عن فهم أسباب هزائمنا و استخلاص الدروس منها . من البديهي أن المقصود هنا ، هو أن الحروب التي نتعرض لها بين و الفينة ، متشابهة أو متكاملة ، فهي لا تعدو مراحل و خطوات تنفيذية في أطار مشروع واحد . هذا من ناحية اما من ناحية أخرى فإن العدو الحقيقي الفعلي ،وراء هذه الحروب هي دول استعمارية تمسك بزمام السلطة فيها الرأسمالية الجديدة ، متمثلة بالرأسمالية الليبرالية الأميركية ،الجشعة إلى حد إبادة و افتراس كل من يعترض طريقها ، و ليس باليهود كما يزعم بعض الجهلاء ، و لكن الديانة اليهودية تستخدم بعد الحرب العالمية الثانية ، لأسباب معروفة قناعا مثلما استخدمت المسيحية في الحملات الصليبية . نكتفي بهذا الكلام لان المجال لا يتسع هنا للدخول في تفاصيل مفهوم " الحضارة اليهودية ـ المسيحية " . يبقى أن نقول في الختام ، أن الشعوب العربية التي تقدم دوريا ألاف القتلى و تهجر من أوطانها او تضطر للعودة الى الخيم ، و يمنع عنها الغذاء و الماء ، تعرف بسهولة إذا ساءلت التجربة ، أنه لا يحق لها أن تدافع عن نفسها ، و أن الحكام في بلدانها يولون مصالحهم الخاصة أهمية أكبر على حساب مصالحها و مستقبلها . و لكن الغريب في الأمر أن أعداءها يتدخلون يطرق مباشرة أو غير مباشرة دفاعا عن حكامها المهزومين أو من أجل استبدال حاكم بآخر اكثر ليونة .(يتبع )
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إعلام السرب !
-
6 الحرب على قطاع غزة, ما تظهره و ما تسمعه !!
-
5ـ الحرب على قطاع غزة ، ماتطهره و ما نسمعه |!
-
4 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !!
-
3 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !
-
2 ـ الحرب على قطاع غزة: ما أظهرته و ما أسمعته !!
-
الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و أسمعته !
-
الحلول الهمجية ـ 2ـ
-
الحلول الهمجية
-
حرب واحدة أم حربان
-
لا جديد تحت الشمس سيدي الجنرال
-
ملحوطات عن موضوع تصفية عرقية
-
عنصريتان
-
كيان استيطاني في أزمة
-
كيان أستيطاني في أزمة
-
كشف الكواشف
-
بناء الدولة الوطنية من مسافة صفر !
-
حرب النكبة 2
-
حرب النكبة
-
الذهنية القبلية و الذهنية الوطنية
المزيد.....
-
بي بي سي تلتقي -سفاح عصر الفصل العنصري- في جنوب أفريقيا
-
-القسام- تطبق تقنيات جديدة في التصنيع والتفجير عن بعد وتعرض
...
-
-كائنات فضائية دفعتها لارتكاب الجريمة-.. إسرائيلية تقتل طفله
...
-
-قصف مستوطنة جديدة لأول مرة ومبان للجنود-..-حزب الله- يعلن ت
...
-
البنتاغون: منطقة القطب الشمالي تتحول إلى ساحة مواجهة استراتي
...
-
غارتان إسرائيليتان على بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان
-
جنوب السودان تصدق على -اتفاق عنتيبي-
-
كامالا هاريس تعلق على قرار بايدن الانسحاب من السباق الانتخاب
...
-
-القسام- تبث لقطات من تفجيرها عبوة ناسفة في جرافة -D9- إسرا
...
-
هل باتت هاريس -الخيار الآمن- للحزب الديمقراطي؟
المزيد.....
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
المزيد.....
|