نساء الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7882 - 2024 / 2 / 9 - 18:11
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
هكذا صاغت وكالات الانباء خبر سباق الماراثون في البصرة، والذي جرى اليوم الجمعة، فبعد اعداد مسبق من قبل اللجنة المنظمة للمارثون، رضخ محافظ البصرة لتهديدات رجال الدين، الذين قادوا حملة مسعورة على اللجنة المنظمة، مهددين بشكل مباشر باتخاذ إجراءات حازمة إذا تمت مشاركة النساء في هذا الماراثون، فقد عدوا مشاركتها ب "الطامة الكبرى".
المتحدث باسم رجال الدين قال بشكل صريح ما نصه:
(بعد سماعنا بأن هناك ماراثوناً للنساء في البصرة وهذه طامة أخرى يراد اقامتها لجعل نساء البصرة تخرج من عفتها وشرفها إلى الابتلاء والسقوط في مكائد الفاسدين بحجج الرياضة والانفتاح المنحرف..... وطالب بـ "إلغاء هكذا مشروع وبالسرعة الممكنة وإلا سيرون منا موقفاً آخر ولات حين مندم").
ليس غريبا هذا الموقف، فشكل الحكم في البلاد "إسلامي طائفي" خالص، والمتربعين على الحكم هم مجموعة "رجال دين"، وهؤلاء يديرون البلد بعقلية القرون الوسطى الظلامية، وحتى إذا لم يكونوا رجال دين، فهم يأخذون اوامرهم من كهوف رجال الدين.
يرسخون فهما لدى الناس بأن الفساد هو المرأة، السقوط والابتلاء هو المرأة، العفة والشرف يتحددان بالمرأة، الانحراف هو المرأة؛ هكذا يدخلون هذه المعايير السخيفة والمبتذلة والمنحطة في عقول الناس، لا يجرؤون الحديث عن مستويات الفقر في البصرة، معدلات الجريمة، تفشي المخدرات، عمليات النهب والسرقة لثروات البصرة، الخدمات السيئة، امراض السرطان، التعليم والصحة المتدنية، التلوث البيئي من النفط، عصابات الخطف والقتل، معارك الميليشيات، صراع العشائر، البطالة، المساكن العشوائية؛ كل ذلك لا يسمى انحراف او ابتلاء او سقوط في عرف رجال الدين، لكن مشاركة النساء في سباق للركض، فقط هذا الخبر يستدعي انتفاضة عارمة لرجال الدين، فأي عقول بائسة وعفنة هذه؟
حقيقة انها مشكلة كبيرة عندما تكون السلطة دينية، وتتضاعف هذه المشكلة بالنسبة للمرأة، فمأساتها تكبر يوما بعد آخر، سلطة الإسلاميين الذكورية تفرض عليها تراجعا في كل الاتجاهات، انها تسلبها كل الحقوق التي ناضلت، ولعقود عديدة لنيلها، هي اليوم في قلب الفرن الإسلامي، الذي يريد، وبكل قوة، صهرها وتذويبها وجعلها أداة طيعة، هذا هو مشروعهم وهدفهم النهائي، والا فما معنى العبارات التي استخدمها رجال الدين الظلاميين في البصرة "والا سيرون موقفا آخر ولات حين مندم".
طارق فتحي
#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟