أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خضر عكاري - محطات لا تعرف الهدوء














المزيد.....


محطات لا تعرف الهدوء


خضر عكاري

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 06:37
المحور: الادب والفن
    


محطات لا تعرف الهدوء!
بقلم: خضر عكاري
لدي متسع من الوقت لأرقد في حضنك الشجي أحطب بشرايين القلب أغصان المحبة، أرجم الغربان وأستحي وقت تمرين عاصفة من الحنين، تلفُّني كشال حول جيدها النحاسي وترميني كوردة ـ مدعوكة، بأصابع امرأة غادرها ربيع العمر وحطمها الكبرياء، وسافرت من عينيها دموع الأمل! تنتعل الصدر الغباري، وتحتويني كغزالة شاردة من صدى ضجيج البنادق، والرصاصات المموهة!
تقبلين علي كربيع يتراقص على أوتار زرياب الأندلسي، تنسيني أن الأمة، تتربع مرتاحة على شطآن مهابتها، على ضفاف الدماء المنذورة للفداء، تتوسم لحظات الشموخ، وترفرف أغنية العطاء في فضاء الفقراء المحروقين بسياط المهاجرة؟!
وقتئذ تتعجلين مجيء الزغردات، شكل المآقي المطمورة بالدموع، والأهداب المزحومة بالهواجس العابرة!
يا شعراء العالم قاطبة، تعالوا نختصر الزمان والمكان والإنسان في مدى الطلقات، ووشماً مطرّزاً محفوراً على أخمص بارودة، ودماء، صبغت بياض الخناجر الزاحفة نحونا، تقطعنا مثل قالب الكاتو على مائدة الغضب الجنوبي! وتطفئ بالضحايا الشموع في مداخل المزارات، وجرحي يرسم وهج قصيدة، يغتسل الحرمان بقوافيها، وترتبك الجداول بصدرها الملدوع بالخردق التائه! وتغار صبايا الجنوب من حداء فرسانها المترجلين من على صهوات خيول الرجولة والتفاني. لك الدماء قصيدة مزهوة على أطراف (الباروك) ومستلقية على جنبات صنِّين، ومحتمية بسياج الأناشيد المرفوعة كالحراب في ليالي صيدا الدموية!
تعالوا، نعمّر الأمة، نضمدها بالشهادة، نكللها بالضحايا، نحبو كأطفال المدارس بين سيارة العدو، نلغمها بالديناميت، نضع تحت عجلاتها المسامير! نشعلها بزجاجات النفط، نعطل مكابحها، وننقل الخبز والزيتون والتبولة والكبة النيئة إلى خنادق المقاتلين وأحراشهم! نزقُّ الماء من الينابيع المقهورة ونعبئ الزمزميات والمطرات من المياه العذبة، نبلّ عطش الشباب الذين يترقبون، ويترصدون تحركات اليهود الذين خرقوا. وشوهوا الطبيعة ومن عليها في الجنوب. ويبقى لدي متسع من الوقت للحوار، لكنني خجلت من نفسي ومن تصوراتي. لكنني..؟!
أكتب الزوايا والأشعار والخواطر والـ..، عن الجنوب، من وراء الأفق البعيد، على طاولتي، إلى جانبي الماء والسيجارة والقدح، وباقة الورد، أسمع في شريط الكاسيت أغاني الجنوب وصوت الجنوبية جوليا بطرس و(كُلٌّنْ يا جنوبْ باعوك الكلامْ)، من بعيد أعيش معكم، لست مثلكم! كتبت ملحمة شعرية، وحزنت، وفرحت وثرثرت، ونثرثر يومياً على طاولات المقاهي، ننتصر وننهزم، هكذا الشعراء يقاومون من متاريس الحوانيت، الخمارات، يرتجلون القصائد ويتسارعون إلى نشرها في صفحات الجرائد والمجلات، كلهم كتبوا، يكتبون عن الجنوب والمقاومة وأنا منهم.
ـ وتقام الأمسيات الساخنة ونقف حداداً دقائق صمت للشهداء عند كل وليمة تقام أو احتفال!
هكذا، يا جنوب نحارب بك، ونشرب من أجلك، ونبكي على شهدائك. لكن ألا يحق لنا ومن أضعف الإيمان، أن نقاتل بالكلمات أفضل من السكوت؟!
ـ وتبقين أنت وحدك الرصاصة، والقصيدة، والرمح، والوأد العصري، وباقة من غمرات حصاد الحنطة الجنوبية، وأغنية تنداح من بيارات الأمة الحانية على حواف المتوسط، المزنر بالزرقة والمسور بالرمال الشقراء، وأسراب النوارس الهائمة على جبين الخلجان المتعبة! والزوارق الغافية على أطراف الشطوط المستحمة بالزبد والدوار والرذاذ الآتي من شواطئ قبرص الفينيقية؟!
يبقى لدي متسع من الوقت للعناق الأبدي،.
أتمدد
(تلفاناً ومعسوساً من التعب ـ! وأغفو ـ منهنهاً ـ على ركبتيك، تهدهدني المواويل، أحلم برغيف يابس أرشّه بالماء وقرص من الشنكليش ـ المغمس أو الممعوس ـ بالزيت، وبصلة وصحن مجدرة ـ وطاسة من اللبن المرجوج، وبعدها كأس من المتة).
أروح هائماً لا أدري على أية جزيرة أضيع، أو على أية موجة أسافر، لكنني أصحو مذهولاً فزعاً من صدى طلقات الرشاش المركوز على طرف صخرة الجبل ها هو ذا العدو، قد بدأ الرماية، وها هو ذا دوي الأعيرة النارية الآتية من الوادي، وها هي ذي دبابات اليهود، تتقدم نحونا، ونحن في خنادقنا، نتأهب للقتال؟!



#خضر_عكاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خضر عكاري - محطات لا تعرف الهدوء