أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - هذا ما تريده أميركا بالضبط!














المزيد.....


هذا ما تريده أميركا بالضبط!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7880 - 2024 / 2 / 7 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالمنظور الأميركي الإسرائيلي المشترك، أهل غزة ليسوا مدنيين يتوجب على المجتمع الدولي حمايتهم في أوقات الحرب، بل حُماة حماس وحاضنتها الشعبية. هذا يعني، شرعنة قتل الأطفال والنساء والعزَّل الأبرياء في حملة همجية بربرية، تفوق بوحشيتها ما شهدته الإنسانية في حروب سابقة عليها. ولا غرابة في هذا المنطق الإجرامي اللصوصي المشترك بين أميركا واسرائيلها، فهذه وتلك قامتا بالمجازر وسفك الدم بحق أهل الأرض وأصحاب الحق. الفرق، أن أميركا الأنجلوساكسونية حققت بالقتل والإجرام الشرط الرئيس لنجاح أي الاحتلال، أي فصل التاريخ (الإنسان) عن الأرض (الجغرافيا). تمكنت أميركا من إسكات صوت أهل الأرض الحقيقيين، وهم الهنود الحمر. أما الكيان اللقيط، فقد أخفق في هذا الجانب، بل ويواجه بمقاومة متصاعدة من صاحب الأرض المسروقة، الذي بدأ يتفوق عليه على صعيد الديمغرافيا أيضًا في فلسطين التاريخية. من هنا نفهم الهدف الرئيس لجولات مسؤولي الإدارة الأميركية في منطقتنا، بعد السابع من اكتوبر، وعلى وجه التحديد وزير الخارجية "اليهودي" بلينكن. العنوان الأبرز لهذا الهدف يتمثل في حماية كيان، بدأت أميركا عن جد تقلق على مصيره. فقد زرعته بريطانيا في فلسطين، كمشروع استعماري، ثم تولته أميركا بالدعم والانحياز الأعمى، ليكون ذراعها القوي في المنطقة، القادر على هزيمة الجيوش العربية مجتمعة. لكن ملحمة طوفان الأقصى، كشفت ضعف الكيان اللقيط وهشاشته، وأثبتت أن هزيمته ممكنة، وهو لا يتحمل الهزيمة. لقد أصابته ملحمة الطوفان في أخطر نقاط ضعفه، ونعني القلق الوجودي الملازم لكيان يعي جيدًا أنه نشأ خلافًا لسنن التاريخ وشروط الجغرافيا، في منطقة ترفضه مهما حاول رعاته تخديرها. سددت المقاومة الفسطينية ضربة قاسية للكيان الصهيوني، في السابع من اكتوبر، كاد ينهار تحت وقع مفاجأتها الصادمة، لولا "فزعة" أميركا وغربها الأطلسي لإنقاذه. وما تزال أميركا القلقة على مصيره، تحاول انقاذه من جنونه أولًا، ومن غرقه في رمال غزة، ثانيًا. بعد 124 يومًا على حملة الإبادة الجماعية، أخفق الكيان اللقيط في تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة، وهي معروفة. الجيش الذي هزم ثلاثة جيوش عربية في ستة أيام، سنة 1967، يقف عاجزًا على أبواب خانيونس، حيث يتكبد خسائر كبيرة، ويُواجه بمقاومة باسلة وصمود اسطوري، رغم الكلفة الباهظة والارتكابات الإجرامية البشعة بالسلاح الأميركي. أميركا تريد وقف حملة الابادة، ولكن بطريقتها ولمصلحتها، وليس حبًّا بأهل غزة. تريد أميركا وقفًا لاطلاق النار، لا يفهم منه أن اسرائيلها هُزمت. هدف أميركا الرئيس، قبل الكيان اللقيط وباندفاع أكثر منه، هو تصفية المقاومة. لكن من الواضح أنها أدركت استحالة تحقيق ذلك أخيرًا. لذا، تحول الهدف إلى اضعاف المقاومة، وإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بقدراتها البشرية والمادية، كمقدمة ل"ترتيبات" ما بعد الحرب، موضوع مباحثات بلينكن خلال جولاته في عواصم عرب أميركا. ولعل أول ما يقفز إلى المقدمة في هذا السياق، الرطانة الأميركية في الآونة الأخيرة، عن "دولة" فلسطينية. أدركت أميركا أن ما قبل السابع من أكتوبر لم يعد قابلًا للإستمرار بعده، ولا بد من تقديم "شيء ما" للفلسطينيين، لتحقيق أهداف عدة كلها تصب في صالح أميركا واسرائيلها. الهدف الأول، استئناف حركة مسار التطبيع مع الكيان اللقيط. أما الهدف الثاني الأخطر، فهو تصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان إنشاء كيان ما تحت سيطرة الكيان الكاملة وفي خدمته، ولا مشكلة لديهم في تسميته دولة. مقصود القول وخاتمته، أميركا تسعى في تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة، وشطب مفاعيل ملحمة طوفان الأقصى، فحذارِ وألف حذارِ.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى أبناء جلدتنا الإسلامويين*
- هل كان العرب قبل الإسلام في جاهلية ؟!
- العودة المستحيلة !
- توراتهم تؤكد سفالتهم تاريخياً
- لماذا هذا الارتباك والتلعثم والخوف؟!
- 7 أكتوبر...لماذا القلق الصهيوني؟!
- كذبة تاريخية !
- عبودية العقل !
- إضاءات على أساطيرهم(7)
- إضاءات على أساطيرهم(6)
- إضاءات على أساطيرهم(5)
- إضاءات على أساطيرهم (4)
- حرب تكسير الأساطير !
- إضاءات على أساطيرهم (3)
- إضاءات على أساطيرهم (2)
- إضاءات على أساطيرهم (1)
- لماذا ألصقت التوراة الخطيئة بالمرأة؟!
- السحر !
- الوصايا العشر...أية أصابع كتبتها؟!
- سؤال بحجم الوطن العربي


المزيد.....




- سياسي بريطاني سابق يعلن انضمامه إلى المرتزقة الأجانب في أوكر ...
- تبون: الجزائر تحافظ على توازن علاقاتها مع روسيا وأمريكا
- رئيس كوبا: الضغط الأمريكي على المكسيك يهدد استقرار أمريكا ال ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يناقشون تعزيز الدفاع والإنفاق العسكري ...
- توسك يعلق على تصريحات ترامب حول فرض رسوم جمركية على السلع ال ...
- ألمانيا.. دعوات جماهيرية لاستمرار -الجدار الناري- ضد حزب -ال ...
- إعلام سوري: القوات الإسرائيلية تخلي عدة مواقع في القنيطرة بع ...
- إعلام سوري: القبض على -الذئب المنفرد- في -الدفاع الوطني-
- نائب أوكراني يكشف خطة ترامب الجريئة لإزاحة زيلينسكي
- الرئيس تبون يرد على تصريحات مارين لوبان المسيئة للجزائر


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - هذا ما تريده أميركا بالضبط!