أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبد الكريم يوسف - المساكنة في الميزان، محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

المساكنة في الميزان، محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7876 - 2024 / 2 / 3 - 12:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المساكنة في الميزان


في العقود الأخيرة، أصبحت المساكنة خيارا أكثر شيوعا ومقبولا اجتماعيا للأزواج، مما يثير التساؤل حول ما إذا كان بديلا للزواج تماما. في حين يجادل البعض بأن المساكنة يمكن أن تؤدي نفس وظائف الزواج، هناك اختلافات رئيسية بين الاثنين تجعل من الصعب اعتبار المساكنة بديلا كاملا. يوضح هذا المقال الحجج المؤيدة والمعارضة للمساكنة كبديل للزواج.

في البداية، يقول أنصار المساكنة أنها يمكن أن توفر نفس المستوى من الالتزام والحميمية العاطفية مثل الزواج. يختار العديد من الأزواج المساكنة كوسيلة لاختبار مدى توافق علاقتهم قبل الالتزام بالزواج. ومن خلال العيش معا، يمكنهم فهم عادات بعضهم البعض وتفضيلاتهم والصدامات المحتملة، مما يمكن أن يساهم في بناء أساس أقوى لمستقبلهم معا. وبهذا المعنى، يمكن النظر إلى المساكنة كبديل لفترة الخطوبة ووسيلة لضمان زواج ناجح.

بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يُنظر إلى المساكنة على أنها وسيلة لتقاسم النفقات وبناء الاستقرار المالي كزوجين. من خلال العيش معا، يمكن للأزواج توفير المال على الإيجار والمرافق والنفقات المنزلية الأخرى. علاوة على ذلك، يمكنهم إنشاء ميزانية مشتركة، وتوفير أهدافهم المشتركة، واتخاذ القرارات المالية معا. يمكن لهذا الجانب الاقتصادي من المساكنة أن يفيد كلا الشريكين ويقوي روابطهما أثناء تنقلهما في حياتهما المالية كفريق واحد.

علاوة على ذلك، يرى أنصار المساكنة أنها يمكن أن توفر درجة أكبر من الحرية الشخصية والاستقلال مقارنة بالزواج. في علاقة المعاشرة، يمكن للأفراد الحفاظ على حياتهم المنفصلة والاحتفاظ بخيار الخروج من العلاقة دون نفس الآثار القانونية والاجتماعية التي تأتي مع الطلاق. وهذا الشعور بالاستقلالية يجذب الكثيرين، لأنه يسمح لهم بتحديد شروط علاقتهم دون الالتزام بالمعايير أو التوقعات المجتمعية.

ومع ذلك، على الرغم من هذه الحجج، هناك عدة أسباب تجعل المساكنة لا يمكن أن تحل محل الزواج بشكل كامل. أولا، يوفر الزواج حماية قانونية ومزايا لا توفرها المساكنة. وتشمل هذه حقوق الميراث، والمزايا الضريبية، والحصول على الرعاية الصحية، والقدرة على اتخاذ القرارات الطبية للزوج. وبدون هذه الضمانات القانونية، قد يواجه الشركاء المتعايشون في المساكنة صعوبات وقيود كبيرة في ظروف معينة.

ثانيا، الزواج يعزز الالتزام والتفاني بين الشريكين على نحو لا تفعله المعاشرة. إن الجانب العام والاحتفالي للزواج يعزز التزام الزوجين تجاه بعضهما البعض وبمستقبلهما. هذا الإعلان الرسمي عن الحب والوحدة يمكن أن يعزز الرابطة العاطفية بين الشركاء ويوفر الشعور بالأمان والاستقرار الذي قد تفتقر إليه المعاشرة.

علاوة على ذلك، يحمل الزواج أهمية اجتماعية وثقافية لا تمتلكها المعاشرة. غالبا ما يتم الاعتراف بالزواج كمؤسسة مقدسة وعريقة في العديد من المجتمعات والأديان، مما يوفر للأزواج شعورا بالانتماء والشرعية. إن الاعتراف الاجتماعي والدعم الذي يقدمه الزواج يمكن أن يساهم في تحقيق الرضا العام للزوجين وتعزيز علاقتهما.

وأخيرا، يمكن أن تحمل المساكنة درجة من عدم اليقين وعدم الاستقرار يسعى الزواج إلى التخفيف منها. قد يواجه الأزواج المتعايشون المزيد من عدم الرضا في العلاقة، وارتفاع معدلات الخيانة الزوجية، وزيادة احتمال الانفصال مقارنة بالأزواج المتزوجين. ومن ناحية أخرى، يشجع الزواج الأزواج على العمل من خلال قضاياهم وتحدياتهم، حيث أنهم قطعوا التزاما رسميا وعلنيا تجاه بعضهم البعض.

في الختام، على الرغم من أن المعاشرة توفر بعض المزايا وقد تؤدي بعض وظائف الزواج، إلا أنه لا يمكن اعتبارها بديلا كاملا. يوفر الزواج فوائد قانونية وعاطفية وثقافية لا تمتلكها المعاشرة. علاوة على ذلك، فإن الاستقرار والالتزام والاعتراف الاجتماعي المرتبط بالزواج يجعل منه مؤسسة فريدة من نوعها لا يمكن تكرارها بالكامل عن طريق المساكنة.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنبؤات المستقبلية في قصيدة -الأرض اليباب- للشاعر ت.س. إليو ...
- الأنظمة الفاسدة القابلة للإصلاح وغير القابلة للإصلاح، محمد ع ...
- هل يمكن للغة أن تعبر عن قسوة الإنسان؟
- علاقة عدم اليقين بين سوريا والولايات المتحدة الأمريكية منذ ع ...
- النقطة العمياء في السياسة الأمريكية تجاه سوريا ، محمد عبد ال ...
- الفساد و الهرطقة في المنظمات الإنسانية، محمد عبد الكريم يوسف
- النقطة العمياء في السياسة الأمريكية تجاه الصين، محمد عبد الك ...
- النقطة العمياء في السياسة الأمريكية تجاه روسيا ، محمد عبد ال ...
- العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أثخن من الدم ، محمد عبد الكري ...
- عندما يمشي السياسيون والقادة على سطح الماء، محمد عبد الكريم ...
- الفساد والهرطقة العلمية ، محمد عبد الكريم يوسف
- الفساد وهرطقة النقابات العمالية، محمد عبد الكريم يوسف
- الصحفيون الاستقصائيون: أصدقاء المخاطر
- الصحفيون شركاءالمحن، محمد عبد الكريم يوسف
- اليهود في مسرحيات شكسبير، محمد عبد الكريم يوسف
- اليهود في أدب كريستوفر مارلو، محمد عبد الكريم يوسف
- الفساد والهرطقة الطبية ، محمد عبد الكريم يوسف
- الفساد والهرطقة التنظيمية المؤسساتية، محمد عبد الكريم يوسف
- الشرق الأوسط واستقرار عدم الاستقرار ، محمد عبد الكريم يوسف
- الحرب بالوكالة في سوريا: لا تثق أبدا بالمشهد السياسي، محمد ع ...


المزيد.....




- فرحي أطفالك مفيش زن تاني .. ترددات قنوات الاطفال 2024 الجديد ...
- فوز دونالد ترامب يتسبب في -الامتناع عن ممارسة الجنس وحلق الر ...
- فرض الحجاب في ليبيا ومنع استيراد ملابس -غير المناسبة-.. قرار ...
- تقرير أممي يعلن نسبة ضحايا حرب غزة من النساء والأطفال.. كم ت ...
- نقص المياه يفاقم معاناة النازحات اللبنانيات خلال الدورة الشه ...
- هتكوني ملكة جمال.. وصفة مذهلة لتنعيم وفرد الشعر المجعد والخش ...
- الأمم المتحدة: 70 في المئة من ضحايا الحرب في غزة من النساء و ...
- المرأة في الحرب: لمذا تدفع الثمن مرتين؟
- ريبورتاج: عاملات أجنبيات في لبنان عرضة للتشرد والاغتصاب في ظ ...
- “انــا لـولـو ما في منـي”.. تردد قناة وناسة نايل سات لمتابعة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبد الكريم يوسف - المساكنة في الميزان، محمد عبد الكريم يوسف