أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - viva نيلسون مانديلا














المزيد.....

viva نيلسون مانديلا


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 7873 - 2024 / 1 / 31 - 07:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتصر نيلسون مانديلا على نظام الفصل العنصري -الأبارتهيد- مرتين، الأولى من وراء قضبان السجن المديد بعد تسع وعشرين عاما من الصمود في زنزانته مؤازرا وقائدا لنضالات وتضحيات شعب جنوب أفريقيا، التي أدت إلى انتقال في مواقف أجزاء كبيرة من الأقلية البيضاء من ضفة الاستمتاع بالمزايا التي يقدمها لها الفصل العنصري إلى ضفة الإقرار بحق الأكثرية في الحياة والحرية على أرضها، ودفعت إلى التحول التدريجي للقطاعات المؤثرة في الرأي العام العالمي من تجاهل مخاطر استمرار نظام الأبارتهيد هذا إلى التحرك الفاعل لمحاصرته والتضييق عليه حتى يذعن لحركة التاريخ العالمي الصاعد نحو التخلص من بقايا أنظمة العبودية والاستعمار.
و من ظلمات قبره انتصر مانديلا في المرة الثانية عندما تقدمت حكومة جنوب أفريقيا -الدولة التي ساهم في تأسيسها- بشكوى عاجلة إلى محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية. هنا تتجلى حكمة التاريخ وسخريته.. الدولة الأخيرة التي تخلصت من الفصل العنصري تشتكي على الدولة التي تليها في نظام الأبارتهيد المقيت.
ومن مقالب التاريخ أيضا أن اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية قد أبرمت عام 1948 بعد محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، هذه الاتفاقية التي تحمي اليهود من الإبادة الجماعية هي نفسها مرجع الشكوى التي قدمتها جنوب افريقيا لحماية الفلسطينيين من أسلاف من تعرض للإبادة الجماعية في الأربعينيات من القرن الماضي.
وليس من تعرض للعصي كمن يعدها، فلا يعي ويقدر مخاطر الفصل العنصري وأضراره أكثر من أمة عانت من نظام الأبارتهيد لعقود من السنين.
لم يأت قرار المحكمة الدولية بكل ما طلبته جنوب أفريقيا في شكواها ويبدو أنه خضع لمساومات وتسويات سيتكفل الزمن بكشف الغطاء عنها، لكنه افتتح مسار محاسبة إسرائيل على الحروب العدوانية التي تشنها على شعوب الجوار.
فمحكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل في قرارها هذا (( باتخاذ كافة التدابير لمنع جريمة الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني في غزة)) وهذا اعتراف مبطن بأن هناك أبادة جماعية وأن هناك انتهاك للوضع الإنساني في غزة، وإسرائيل هي الطرف الذي عليه منع هذه الإبادة وهذا الانتهاك.
وتؤكد محكمة العدل الدولية ((أن على إسرائيل ضمان عدم ارتكاب قواتها لأعمال إبادة جماعية)) وتأمر ((بتقديم تقرير إلى المحكمة في غضون شهر واحد مؤكدة أن الحكم يفرض التزامات قانونية دولية على إسرائيل )) وتضيف ((أنها لن ترفض قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل)).
هذا القرار لم يكن بالمستوى الذي توقعه الرأي العام المناصر لحقوق الشعوب تحت الاحتلال، ولم يرض المدافعين عن إنسانية المجتمعات البشرية في وجه الهمجية والغطرسة المصحوبة بالأسلحة الفتاكة فائقة القوة، عدا عن عدم وجود آلية لتنفيذه حتى ولو بالحد الأدنى، ولكن يبقى على الإعلام المناصر للحق الإنساني، والفكر القانوني المنحاز للتقدم البشري، ونشطاء الرأي العام المتواجدين في ساحات التظاهر اليومية في مدن العالم الحر، يبقى لهؤلاء أن يصمدوا و يسلطوا الضوء على المعاني الإيجابية في قرار محكمة العدل الدولية.
مرة أخرى تحية لنيلسون مانديلا في قبره.
كرة الثلج تتدحرج ولن تتوقف.



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غاز غزة قطبة مخفية في هذا العدوان السافر
- لجنة خاصة في الكونغرس لمواجهة الصين
- حكومة إسرائيلية متطرفة لا تستحق الفيتو الأمريكي
- لا حل للمنازعات بين الشعوب إلابالاعتراف والاعتذار
- قنوات دبلوماسية مفتوحة لمعالجة أزمة المنطاد الصيني ولكن القن ...
- سبع خطوات لفهم طبيعة الزلزال المدمر في تركيا وسوريا
- لتخطي تداعيات الحرب.. يجب إذلال بوتين في أوكرانيا
- مخاطر التخلي عن الشرق الأوسط
- الوثائق السريّة الفيدرالية وعقوبات التعامل الخاطئ معها
- نتنياهو ينهي حكم القانون في إسرائيل
- حكومة إسرائيل اليمينية ومستقبل العلاقات مع تركيا
- خطط اليمين المتطرف لتقييد هجرة اليهود إلى إسرائيل
- لا انفصام بين التنوير وحقوق الإنسان وحماية البيئة
- قصص حقيقية لقضايا اللجوء تعرضها السينما
- إيلون ماسك .. هل استحوذ على منصة تويتر بهدف انهائها؟
- إيران .. وحجابها السياسي
- في السباق الرئاسي الأميركي 2024.. هل تحقق نيكي هايلي ما اخفق ...
- هل ستبشر الانتخابات النصفيةالأمريكيةبعودة ’’الترامبية’’ إلى ...
- قمة بوتين - شي في ميزان القمم والتحالفات الجديدة
- عاش الملك .!


المزيد.....




- ترامب يكشف عن ما سيفعله مع روسيا والصين إذا فاز في الانتخابا ...
- إيلون ماسك محور جدل في أمريكا واتهامات له بالتحريض على قتل ب ...
- روسيا.. انخفاض عدد مستعمرات النحل بمقدار 500 ألف على مدى الس ...
- خسوف جزئي للقمر سيتمكن سكان مختلف مناطق العالم من مشاهدته
- Lava تكشف عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- من النصر إلى كارثة. الغرب يتناسى أنه قبل عامين احتفل بهزيمة ...
- المهندسون الروس يدرسون مبادئ عمل صاروخ هيمارس الأمريكي
- نمط غريب ومفاجئ في إدارة الحملات الانتخابية في أمريكا
- بلقاسم حفتر لـ-الحرة-: شرق ليبيا وغربها يتوافقان على إعمارها ...
- بعد -محاولة الاغتيال الثانية-.. بايدن يتصل بترامب


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - viva نيلسون مانديلا