أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - قرائه في كتاب المثقفون المزيفون














المزيد.....

قرائه في كتاب المثقفون المزيفون


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 7872 - 2024 / 1 / 30 - 14:53
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


المحامي علي ابوحبله
يذهلني كل أولئك المثقفين والخبراء الذين لا يتورعون عن اللجوء إلى حجج مخادعة، وعن إطلاق الأكاذيب، من أجل حصد التأييد. تبدو وقاحتهم وانعدام ذمتهم بلا حد، وتشكل ورقة رابحة، وبدلا من مقابلتهم بالاستهجان العام يقابلون بمزيد من التهليل،، هكذا يستهل باسكال بونيفاس كتابه قبل أن يشير إلى نوعين من المثقفين ممن يقصد ويسمي الفريق الأول منهم المثقفون المزيفون الذين لكي يتمكنوا من إقناع المشاهدين أو المستمعين أو القراء يلجئون إلى حجج هم أنفسهم لا يصدقونها. قد يؤمنون بقضية لكنهم يعمدون إلى وسائل غير شريفة للدفاع عنها. أما الفريق الثاني ويعتبرهم بونيفاس أسوأ من الفريق الأول فهم المثقفون المرتزقة الذين، على حد وصفه، لا يؤمنون بشئ سوى أنفسهم، ويتظاهرون بالانتساب إلى قضايا، ليس لقناعتهم بصحتها، بل لأنها في تقديرهم واعدة ولها مردود مهم وتسير في اتجاه الرياح السائدة.
ويرى المؤلف أن كلا الفريقين يدرك مخالفته للأمانة الفكرية لكنه لا يعبأ بها لأن الغاية تبرر الوسيلة ولأنهم يرون أن الجمهور العريض ليس ناضجا بما يكفي، وبالتالي يمكن توجيهه ولو بوسائل لا تنطبق عليها معايير الأمانة. كما يرى أن أعضاء الفريقين، المزيفين والمرتزقة لا تتعرض وسائلهم للعقاب، لأن الكذب لم يعد سببا لفقدان الأهلية. " فمن الحماقة عدم الاستفادة من ذلك " .
مع ذلك يؤكد المؤلف أن الجمهور في النهاية يفهم في النهاية حقيقة الأمور، ولو خدع جانب منه في البداية فإنه يفهم الحقائق في النهاية.
يستعرض باسكال بونيفاس بعض الأسباب التي سهلت ظهور فئة المثقفين المزيفين موضحا أن الإعلام بأشكاله المعاصرة يتحمل جانبا كبيرا من ذلك، و مشيرا إلى أنه في السابق حين كان أحد عمالقة الفكر مثل سارتر أو غيره يودون طرح قضية ما فإنهم كانوا يقومون بتأليف كتاب في الموضوع، أما الآن فهم يفضلون الظهور في وسائل الإعلام، بدلا من إنجاز منتج فكري حقيقي. ويرى بالتالي أن المعايير اختلفت، إذ أصبحت الصورة مفضلة على اللغة. من يبدو ظريفا ومن يجيد التعبير عن نفسه مفضلا عمن يفكر على نحو سليم ومتسق. وتزامن هذا مع الدخول القوي للأخلاق في الأجندة الدولية، بالإضافة إلى العولمة وتطور وسائل الاتصال، واعتبارا من تلك اللحظة لم يعد هدف الخبراء والإعلاميين إعلام الجمهور بل بالعكس؛ التأثير عليه لمصلحة بعض الداعمين أو الرعاة . ويصف بونيفاس ذلك بأنه خيانة جديدة وجوهرية يقوم بها المثقفون. يتحول الوصول إلى الرأي العام بالنسبة لهم إلى وسيلة لتسويق أنفسهم. فهم يستخدمون الجمهور ولا يضعون أنفسهم في خدمته.
أما الأسوأ من ذلك فهو عندما تتحول النزعة الأخلاقية إلى مكارثية حقيقية. حيث يميل البعض إلى اعتبار الخصم كائنا لا أخلاقيا، يجب محاربة حججه وحتى منعها(..) وهم بتصرفهم على هذا النحو يغادرون الجدل الفكري ليدخلوا في نوع من الإرهاب الفكري. وهناك العديد من الامثله وهو ما يمارسه من يسمون أنفسهم أو يطلق عليهم المثقفون المزيفون في أمريكا والغرب وما يمارسونه من تضليل إعلامي تجاه كل ما يخص العرب والمسلمين، بدعوى محاربة الإرهاب حيث أصبح الدفاع عن إسرائيل يمر بشيطنة الفلسطينيين والتوسع إلى شيطنة العرب والمسلمين بعد الربط بينهم وبين الإرهاب على نحو لا يقبل التفريق. والهدف أن يكف المراقبون عن انتقاد الاحتلال والقمع الذي يتعرض له الفلسطينيون وفي محاربه للرواية الفلسطينية
كما يرى أن الذين يقومون بفضح ما يسمونه الإسلام الفاشي يفعلون ذلك لنجدة مجمعات الصناعة العسكرية التي ازدهرت عن طريق تشجيع سباق التسلح لا سيما فى أثناء الحرب الباردة.
قراءة هذا الكتاب وفي حقيقة القول بمثابة قراءة موازية للواقع الإعلامي العربي على العموم ، فكل مما يذكر في الكتاب في الحقيقة يحيل على تفاصيل واقعنا الإعلامي بشكل مثير. ولعل هذا جانب كبير من أهمية هذا الكتاب، لكنه في الوقت نفسه يوضح أيضا كيف أن الأزمة الإعلامية اليوم طالت حتى أعتى الديمقراطيات في أوروبا ما يجعلنا نعيد تأمل فكرة الديمقراطية بالفعل ، ومدى حقيقة وأصالة صورة ما نطالب به اليوم من ديمقراطية، إذ كيف لديمقراطية حقيقية أن تفرز إعلاما مزيفا؟ بصياغة أخرى كيف تنقى الديمقراطية من عوامل تزييفها؟
الكتاب: المثقفون المزيفون



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوات -الترانسفير- و مؤتمر للاستيطان في غزة ؟؟ هل هو تمرد عل ...
- مخطط إسرائيلي لتصفية أعمال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
- قرار محكمة العدل الدولية: جريء ويبنى على مضمونه
- قانون الضمان الاجتماعي في ظل غياب الرؤيا ألاستراتجيه
- ما بعد المغازي ؟؟؟؟؟
- بانتظار التدابير المؤقتة التي ستتخذها المحكمة الدولية
- رفض تسلم أموال المقاصة بالشروط والقيود الإسرائيلية بالاتجاه ...
- هل سنشهد في القريب العاجل تفكك حكومة الطوارئ الصهيونية
- المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس مستهدفه لتمرير م ...
- بانتظار موقف مصري للرد على اتهامات فريق الدفاع الإسرائيلي لم ...
- استهداف وتدمير واقتحامات الجامعات والمؤسسات التعليمية سياسة ...
- الاعتقال الإداري أمر مخالف لكافة القوانين والمواثيق الدولية
- ليس من حق إسرائيل الادعاء ب-حق الدفاع عن النفس-.. وفق القانو ...
- مطلوب أولا تصويب أمريكا لسياستها في الشرق الأوسط
- أدلة قوية تدين إسرائيل بتهمة - الاباده الجماعية - وما يبنى ع ...
- بلينكن يقايض نتني اهو فهل ينجح ؟؟؟؟
- الإبادة الصامتة يمارسها جيش الاحتلال ...... ؟؟؟؟ في الضفة ال ...
- إسرائيل تخشي قرارات محكمة العدل الدولية. فما تداعيات إدانتها ...
- في يوم الشهيد - الفلسطيني-: نطالب بوضع حد لجرائم حكومة الاحت ...
- اليوم التالي للحرب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - قرائه في كتاب المثقفون المزيفون