لماذا أنا مسلم وراسل ليس مسيحيا 19؟؟

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 23:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

راسل: لكنى أود ان أوضح انه حتى عندما يتفق جميع الخبراء ، فقد يكونون مخطئين. إن وجهة نظر أينشتاين حول حجم انحراف الضوء عن طريق الجاذبية كانت سترفض من قبل جميع الخبراء منذ سنوات ليست كثيرة ، ومع ذلك فقد ثبت أنها صحيحة. ومع ذلك ، يجب قبول رأي الخبراء ، عندما يكون بالإجماع ، من قبل غير الخبراء لأنه من المرجح أن يكون صحيحا أكثر من الرأي المعاكس.
إن التشكك الذي أؤيده لا يرقى إلا إلى ما يلي:
(1) أنه عندما يتم اتفاق الخبراء ، لا يمكن اعتبار الرأي المعاكس مؤكدا. (2) أنه عندما لا يتم الاتفاق عليها ، لا يمكن اعتبار أي رأي مؤكدا من قبل غير خبير ؛ و (3) أنه عندما يرون جميعا أنه لا توجد أسباب كافية لرأي إيجابي ، فإن الرجل العادي سيفعل المناسب إذا لتعليق حكمه.
والأراء التي يرغب الناس في الحرب والاضطهاد من أجلها تنتمي جميعها إلى واحدة من الطبقات الثلاث التي يدينها هذا الشك. عندما تكون هناك أسباب منطقية لرأي ما ، فإن الناس راضون عن طرحها وانتظار تشغيلها. في مثل هذه الحالات ، لا يحمل الناس آرائهم بشغف. يمسكون بها بهدوء ، ويحددون أسبابهم بهدوء. الآراء التي يتم الاحتفاظ بها بشغف زائد هي دائما تلك التي لا توجد لها أرضية جيدة. وفي الواقع الشغف هو مقياس افتقار صاحبه إلى الاقتناع العقلاني. الآراء في السياسة والدين تتبنى دائما بحماس. أليس كذلك؟؟

المحاور: اذا لم اكن مخطئا انت تريد ان تتحدث عن المنطق المبهم القائم على النسبيه والأحتمالات...لكن دعنى أتسائل ماذا تعنى الأحتمالات المنطقيه حقيقه للناس؟؟..أذا قال لنا خبراء الطب ان نسبه نجاح عمليه ما لا تزيد عن 1% لكنها ضروريه اذا أردنا الحياه التى نراها مرحه وافضل من الموت المغبر...سترى الناس رغم ذلك يجرون العمليه بأمل وحسن ظن..انه الشغف فى حدوث المعجزه. , ومن حولهم يكونون كذلك...الجراح الخبير فقط هو من عليه ان يحتفظ بأعصابه فى ثلاجه ويجرى العمليه كى نرى تحقق المعجزه من عدمها...ان قضيه العمليه الجراحيه لاتمس وجوده , لكنها ألتزام أخلاقى وضمير...كذلك اذا لم يكن بدلخل اينشتاين شغفا وثقه بما قدمه من اعمال هل تعتقد انه كان بوسعه ان ينجح هذا النجاح بعد رفض الخبراء فى زمنه لما طرحه من نظريات؟؟.. الشغف النابع من نرجسيه طفوليه هو ما اشعل داخل قلبه تلك الحماسه والأراده التى لا تفتر لاثبات النجاح.....ان دفع الفتور والملل من الدوافع المؤثره فى سلوك البشر..... لكن هناك فرق بين الشغف أوالحماسه (بمعنى النشاط) وبين الغوغائيه والفوضى... فممن المفترض ان نؤدى عبادتنا الدينيه دون فتور او تثاقل وأيضا بنظام وفضيله...والقرآن حث على التفكير فى القضايا الدينيه والسياسيه بصوره فرديه او مناجاه ونقاش بين اثنين على الأكثر ... "قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَٰاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَٰدَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍۢ شَدِيدٍۢ" (46 , سبأ)...
انه يرفض الغوغائيه ومنطق القطيع المغيب... لكن بعد النقاشات والشورى مع الخبراء يجب ان يؤخذ قرار ويتم تنفيذه بالحماس الكافي...
- أما ما اعرفه عن سيد الخلق محمد (ص) فى هذا الشأن انه قد وصل فى تطبيقه المثالى فى حمل الأمانه الأنسانيه الى سموات لم يقربها انسان قبله او بعده..فالحرب حتى وأن كانت "فى حق" فهى عند الرسول آثام وأوزار لابد لها من نهايه..ورغم انه ليس هناك أحق من الدفاع عن النفس وعوده من طردوا من ديارهم وأوطانهم عنوه وبغيا كما ذكرت سيد راسل..لكن الله يعتبره قتال كره وحرب بلاء كى يختبر به بعضنا بعضا كما جاء فى الأيه الرابعه من سوره محمد (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) ....
أن الرسول لم يطلق علي معاركه الحربيه الأسماء الرنانه, التى نسمعها اليوم من صناع الحروب والمذابح البشريه, كى تدفع الناس الى محرقتهم الجهنميه مثل "أمهات المعارك" "وحروب الشرف والكرامه" "وغزوه الكعبه الأسيره" ..انه لم يلصق اى مجد او نبل بالحروب بل انها "أوزار" و"كره للمؤمنين" لكن الله يختبر بها بعضنا بعضا كما فى الأيه الكريمه...
وأذا دارت عجله الحرب فهنالك مبادئ كالثبات والصبر وعدم اقتراف الجرائم ضد الأنسانيه بل وحتى النبات كما ورد فى سنته الطاهره...
أما ما يلفت النظر حقا فهو ما جاء فى سوره محمد الأيات (2) و(5) من وعود لمن سيخوض غمار تلك الحرب من المؤمنين بالله وعداله قضيتهم..أن الله والرسول لم يعدهم السبايا والمغانم كما يزعمون , لكن الوعد الحق هو ان الله سيكفر عنهم سيئاتهم ويصلح بالهم.....
راسل : وماهو صلاح البال..
المحاور: الهدوء النفسى...
راسل: ان الحرب بما فيها من وحشيه وسفك دماء تدفع الأنسان العادى الى الأضطراب والهياج النفسى الشديد, هذا ما أثبته علم النفس , وقد ذكر لى احدهم ان الطيار الذى ألقى القنبله النوويه على هيروشيما قضى عده سنوات تحت العلاج النفسى المكثف...
المحاور : لكن الله فى قرآنه وعد هؤلاء المحاربين بالثبات النفسى والنصر ان هم نصروه وألتزموا أوامره...
راسل: وماذا عن السلام..
المحاور: اذا كانت الحرب المشروعه بالنسبه لك أوزار وكره فهى قد نشبت لأن خصمك يرفض السلام العادل...أذن هو الذى يجب ان يبدأ فى طلب السلام لأنه من كان أساسا يرفضه , أليس هذا هو المنطق السليم؟؟..ولن يحدث هذا ألا بالثبات والصبر فى الحرب كى تثخن جراح العدو وتوثق أسراه أما للفداء اومنا بعدا كما جاء فى الأيه الكريمه ...فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (محمد , 4)

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات