أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - مدينة الثورة ، صدام ، الصدر النزف مستمر














المزيد.....

مدينة الثورة ، صدام ، الصدر النزف مستمر


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1747 - 2006 / 11 / 27 - 07:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الرد العملي لحارث الضاري على مذكرة القاء القبض التي أصدرتها الحكومة العراقية ضده والتي تحولت بسرعة البرق الى مذكرة تحقيق تجسد في سقوط أكثر من ( 200 ) شهيدا ، فضلا عن أكثر من ( 250 ) جريحا ، إذ تمكن تنظيم القاعدة ، هذا التنظيم الذي امتدحه الضاري بعد صدور المذكرة ، من اختراق مدينة الثورة ليزرع فيها جراثيمه القاتلة التي حولت جثث النساء والأطفال والشيوخ من أهالي هذه المدينة الى أشلاء متفرقة .
سقط أكثر من( 450 ) مواطنا بريئا بين شهيد وجريح في مدينة الثورة كما أطلق عليها مؤسسها عبد الكريم قاسم قبل أن يغير اسمها النظام السابق و( يشرفها ) باسم ( صدام ) في بداية الثمانينات ، ( التشريف ) كان ثمنه عشرات الآلاف من المعدومين ، فضلا عن ضحايا الحرب مع ايران ، أو مدينة الصدربعد سقوط النظام . ما الجديد في ذلك ؟
لا جديد في ذلك ، إذ أن يبدو أن هذه المدينة قد تعودت على سقوط أبنائها أما شهداء أو جرحى ( معاقون فيما بعد ) ، أو معدومين فهي المدينة الأكثر نزفا بالعراق ليس اليوم فحسب ، بل منذ زمن طويل ، إذ أنها نزفت كثيرا في حروب صدام ومعتقلاته ومقابره الجماعية ، وكذلك نزفت بعد سقوط النظام فقد استهدفها البعثيون والتكفيريون في مناسبات عديدة ، ومن المؤكد أن نزيف هذه الجريمة لن يكون الأخير.
كالمعتاد خرجت الأمهات تلطم على الخدود بلا صوت فقد بحت أصواتهن منذ زمن طويل ، وكالمعتاد خرجت الأصوات الدينية ، والسياسية الشيعية مستنكرة ومنددة ، أما الأصوات الأخرى فكالمعتاد أيضا خرجت مطالبة بضبط النفس والهدوء بالرغم من بشاعة الجريمة ، في حين أن هذه الأصوات نفسها تقوم الدنيا ولا تقعدها بعد استشهاد عدد لايتجاوز أصابع اليد من طائفتها وتتهم الحكومة بالطائفية والصفوية وتهدد بالانسحاب من الحكومة والبرلمان ، ليس هذا فحسب، بل أن بعضهم يهدد ويتوعد بالقصاص من الروافض والكفرة والخونة والصفويين .
بينما تلطم الأمهات على خدودهن دون صوت يستمر الطرفان ( الأحزاب الشيعية والسنية ) اللعب بأوراق الدماء التي تسيل على الأرصفة والأسواق والمساجد فهذا طارق الهاشمي الذي توعد بالأمس أهالي هذه المدينة بالقصاص منهم يطالب العراقيين بالهدوء وضبط النفس ، والأمر نفسه ينطبق على عدنان الدليمي الذي وصف الشيعة ، قبل أيام قليلة من حصول هذه الجريمة ، بالصفويين ، يطالب العراقيين بتهدئة الأمور ، أما عبد العزيز الحكيم فالكمعتاد يعزي أهالي الشهداء مثلما عزاهم في مجزرة الكاظمية ومجزرة السوق الشعبي .
مقتدى الصدر بدوره يظهر مرة أخرى بغبائه السياسي والديني مطالبا حارث الضاري بتحريم الدم الشيعي مع أنه على يقين تام أن الضاري لن يقولها مطلقا وأن حرم فانه سيقول : نحرم دم المسلم وهو بهذا لا يعني الشيعة منهم ، إذ أنه لايعد الشيعة من المسلمين فهم روافض ، كفرة حسب وجهة نظر الفكر الوهابي الذي ينتمي له . وأيضا يطلب مقتدى فتوى تصدر من الضاري تحرم الانضمام الى تنظيم القاعدة في حين أن الضاري قالها وبكل وقاحة أنه يساند هذا التنظيم ، بل ويعده تنظيما مجاهدا ضد الاحتلال الأمريكي .
المحزن في خطاب مقتدى ومطالبته الضاري لم يكن من أجل دماء الأبرياء الذين سقطوا في مدينة الثورة ، بل أنه طالبه بذلك كي يصدر بيانا يدين فيه مذكرة الاعتقال أو التحقيق التي أصدرتها الحكومة ضد الضاري ، فأية مهزلة هذه !!.
وكالمعتاد فان بعض القنوات الطائفية بالعراق وبالعديد من الدول العربية بدأت تروج أخبارا كاذبة عن حوادث حصلت في مناطق أخرى في بغداد كي تغطي على الجريمة البشعة التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء .
من المؤكد أن هذا( المعتاد ) لن يبقى الى الأبد ، وأن الاستنكارات والادانات لن تحترم الى الأبد فهؤلاء الضحايا لهم أخوة وعشائر لابد لصبرها من أن ينفذ ، ولابد لها من أن تثأر للشهداء والجرحى وحين تحين هذه الساعة سيحترق الجميع في نار لها أول وليس لها آخر .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسوأ من التكفيريين
- الدجيل مدينة حدودية مع ايران !
- متظاهرون أم ارهابيون
- الى طارق الهاشمي ، ليس حصريا : الثورة ليست مدينة ارهابية
- وثيقة مكة لن توقف النزيف
- صحوة عشائر الأنبار
- مبروك .. العراق يتأهل الى نهائيات آسيا بكرة القدم
- وثيقة عهد أم حبر على ورق
- صدام يهان مرة أخرى .. اللهم اني شامت
- الوقت المناسب للمناقشة .. متى ؟
- اجتثاث العلم البعثي أيضا
- رائحة كيمياوي أم رائحة ثوم
- تحقيق الانجازات في ظل التهديدات
- فيلم هندي : ارهابي هندي بالعراق
- رفع الصور قبل فوات الأوان
- رسائل تضامنية
- هيئة اجتثاث البعث
- العراقيون أولى بأموالهم
- اختطاف الرياضة العراقية
- الوطن بحاجة الى شهداء !


المزيد.....




- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - مدينة الثورة ، صدام ، الصدر النزف مستمر