أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - موسى فرج - حكاية الغزاوي الذي سلبت منه دجاجته...















المزيد.....

حكاية الغزاوي الذي سلبت منه دجاجته...


موسى فرج

الحوار المتمدن-العدد: 7870 - 2024 / 1 / 28 - 16:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد محاولات متواصلة استمرت لأكثر من اسبوع تمكنت "س" الغزاوية المتزوجة في العراق من مكالمة اختها الغزاوية "ي" التي مازالت وعائلتها مرابطون بين اشجار الزيتون المنتشرة على حافات مخيم النصيرات وسط غزه، كانت مجريات تأمين المكالمة معقدة فبسبب عدم وجود شبكة الأنترنت في غزة منذ بدء الحرب وعدم توفر امكانية التواصل من خلال الاتصال الدولي للنقال بين العراق وغزه فقد تمت العملية بتوسيط الهاتف النقال لأختهما الغزاوية "ر" المقيمة في تركيا حيث تقوم الأخيرة باستخدام جهازي نقال واحد تتصل به بغزة لتوفر امكانية الاتصال الدولي من تركيا والآخر تستخدمه للاتصال بالعراق من خلال تقريب سماعته لحاكية الأول...لكن الذي حصل مخالف للمتوقع في مثل هذه الظروف تماماً فبدلاً من النشيج والآهات والدموع المتبادلة بسبب التوجع مما يمر به الأهل والغزاويين في راهن الحرب المعروف انهالت الأخت المرابطة بين اشجار الزيتون بسيل من النكات التي تطلقها على شكل رشقات وليس فرادى فكان الاستغراق بالضحك سيد الموقف وكانت الدموع تنهمر من الضحك بدلاً من التوجع ...ومن بين ما قالته:
ان احد الجيران ممن له حظوة لدى الجهات الفاعلة في المنطقة ظفر أمس بدجاجة من جمعية أو شيء من هذا القبيل وفي طريق عودته الى بيته ظافراً وهو يرسم عدد من الخيارات للتعامل مع الدجاجة بعد تأمين ما يمكن اشعاله للطهي بين أن يقطّعها الى قطع يدفع بخمسها كل يوم لزوجته كي تصنع منها مرقة للعائلة مع ما يمكن ان يتم الحصول عليه من خبز الذرة أو حتى ذلك المستخدم سابقاً كعلف للحيوانات وبين أن تطبخها كلها في نفس اليوم فيظفر منها بفخذ أو نصف الصدر، وبينما هو يبحث خياراته صادفته سيدة غزاوية ملتاعة هجمت عليه تريد سلبه الدجاجة لكنه قاومها بجهادية تحسب له فما كان منها إلا وعضت يده الممسكة بالدجاجة وغرست اسنانها بين القصبة وعظم الساعد حتى تراخت أصابعه عن الدجاجة واخذتها وهي تستدير مسرعة باتجاه بيتها لإطعام أطفالها دون أن تأبه بالفتاوى الدينية التي تعد الفعل الذي قامت به من أعمال الحرابة أو قطع الطريق...
القضية الفلسطينية منذ نشأت كانت تندرج عالميا تحت عنوان عريض اسمه "الصراع العربي الإسرائيلي" ومختلف دول العالم تنظر للأمر من هذا المنطلق، ولأن التفوق بين الطرفين من حيث المساحة وعدد السكان والثروات يميل بشكل مطلق لجهة الطرف العربي من المعادلة في كافة الجوانب المذكورة فإن معظم شعوب وحكومات العالم تتعاطف مع طرف المعادلة "الضعيف" خصوصاً وان عامة الشعوب والحكومات الأجنبية غير مجبره أن تتعمق بحيثيات الصراع ولا بمن يقف خلف اسرائيل بقدر ما تهتم بالراهن فيها الى جانب ما تتأثر به من جراء القدرة الفائقة للإعلام الصهيوني في ضخ الأكاذيب والخداع.
من جانب آخر فقد عمق كم الضجيج والصخب الإعلامي الهائل الذي كانت تضخه أجهزة الإعلام العربية الرسمية بالتهويل في قدراتها العسكرية والبشرية ونواياها في اقتلاع الكيان "اللقيط والمسخ وشذاذ الآفاق من أبناء القردة والخنازير...الخ" ورميه تارة في البحر وأخرى تذريته في الفضاء في خلق صورة الجبار العربي الهائل الذي يريد مضغ اسرائيل مثلما يمضغ جائع اللقمة وهو ما شكل أساساً مثالياً لشعوب العالم وحكوماته في الوقوف مع الطرف الأضعف وهو اسرائيل...
لكن مجريات "الصراع العربي الإسرائيلي" وعلى امتداد تاريخه الحديث من الناحية العسكرية كان مخجلاً ومأساوياً لجهة الطرف العربي الرسمي الذي كان يمهد له بالجعجعة وترافقه الأكاذيب لينتهي بـ "النكسة" و"الهزيمة" واحتلال إسرائيل لمزيد من أراضي الطرف العربي الرسمي... رافق ذلك وعلى امتداد زمن "الصراع العربي الإسرائيلي" إشاعة الخوف والرعب من قبل الحكام العرب على شعوبهم بغية احكام السيطرة عليهم لإطالة مدة حكم الحكام لمداها الأقصى حتى ان المواطن فيها بات يحسب أن زوايا بيته ومكب قمامته لا تخلو من أجهزة للتنصت عليه وعد انفاسه للتجسس عليه وضبطه متآمراً وفي نفس الوقت أشاعت تلك الأنظمة الخوف والهلع في نفوس مواطنيها وشعوبها من قدرات اسرائيل وإمكاناتها وتصوير الإسرائيلي بالسوبرمان الذي مجرد ذكر اسمه يصاب الآخر بالغثيان والهلع حتى بات الانكسار واليأس هو الطاغي وهو الحال الطبيعي والنمطي للإنسان العربي تجاه إسرائيل...
في حرب غزه الأخيرة كانت المواجهة من نمط آخر والصراع لم يعد "عربي اسرائيلي" بل "فلسطيني غزاوي اسرائيلي" وهي صورة لم نعهدها أو يعهدها العالم قبل ذلك، طرفي الصراع: أطفال ونساء وشبان غزه من جهة المكشوفين الظهر إلا من صعاليك عروه ابن الورد وسخرية الفتى الغزاوي عبود البطاح وبين اسرائيل ومن خلفها امريكا وبريطانيا وألمانيا ومعظم دول الاتحاد الأوربي الى جانب دول التطبيع العربي من جهة أخرى، وكانت المواجهة المفروضة من نمط آخر بين اهل غزة العزل إلا من بعض الأسلحة التي صنعت في ورش محلية بدائية ومجرد نساء واطفال تقتلهم الدبابات والطائرات والجوع والعطش والبرد وانعدام الوقود والدواء ومستشفيات ودور وشوارع مدمرة وبين كل امكانات اسرائيل البشرية في التجييش من استدعاء مئات الآلاف من الاحتياطي من مختلف دول العالم واشتراك فعلي لقوات امريكية في الحرب واستجلاب المرتزقة من مختلف الدول الأوربية وتوزيع السلاح بكثافة على المستوطنين ودبابات الميركافا وطائرات الـ F35 والقبة الحديدية وحاملات الطائرات الأمريكية المصحوبة بعشرات السفن الحربية وجسر جوي متصل وغير منقطع من الأسلحة والأعتدة المتطورة التي أفرغت مستودعات أمريكا وبريطانيا الى جانب عشرات المليارات من الدولارات من أمريكا وألمانيا ودول أخرى فكانت المعادلة مختلفة تماماً هذه المرة "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" وليست " الصراع العربي الفلسطيني" أهل غزه العزل ومكشوفي الظهر واسرائيل المدججة بكل اسلحة القتل والدمار وتقف بظهرها أمريكا بحاملات الطائرات وبريطانيا وألمانيا ودول أوربية أخرى فانقشعت الغمامة عن أعين العامة من شعوب وحكومات العالم وباتت تراه على حقيقته صراعاً بين طرف اسرائيلي غشوم يطلق على نفسه الدولة العظمى في الشرق الأوسط وبين أهالي غزه من أطفال ونساء وشيوخ وشبان شجعان فتمزق قناع الضحية عن وجه اسرائيل وباتت المعتدية المجرمة الغشوم التي تقتل وتدمر وتمنع الماء والغذاء والدواء وترتكب الإبادة الجماعية فتوالت الصفعات على وجه نتنياهو وكابينة حربه بدءاً من كَوتيرش الى محكمة لاهاي الى منظمة الصحة الدولية الى اليونسيف الى شوارع أوربا واسيا والشحيح من الدول العربية وكان الانتصار العسكري نسبياً مقابل الانتصار الأخلاقي القانوني الانساني المطلق والمحسوم لأهل غزه وفلسطين فكان انتصار الضحية الفعلية على العدوان الغاشم والمتجبر واللاأخلاقي...
مرحى لأهل غزه وفلسطين أولئك الذين رغم ما يواجهون من قتل وعذاب قل نظيره على مدى سفر الانسانية لكنهم ميالون للسخرية مثل عبود البطاح وهو يرشقنا بسخريته المرة عن مجريات الحرب في غزه ، وشغوفون بالنكتة مثل الغزاوية "ي" المرابطة بين اشجار الزيتون وسط غزه وهي ترشقنا بنكاتها عن جارها الذي خسر دجاجته واحبطت أحلامه في الظفر بفخذ دجاج أو مجرد جناح منها ليعلنوا للملأ ان القتيل المعذب المدمر بيته ينتصر على القاتل الغشوم المجرم إن لم يكن في تكافؤ الخسائر البشرية والمادية ففي ساحة القيم الأخلاقية والانسانية والقانونية على امتداد العالم المترامي الأطراف ليعيدوا الى الأذهان مقولة "انتصار الدم على السيف"...وبلاش من معادلة " الصراع العربي الفلسطيني" الخادعة والمضللة خليك بـ " الصراع الفلسطيني الاسرائيلي" يا زلمه....



#موسى_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا جنوب أفريقيا ولستم أنتم...؟
- شتان بين كَوتيريش وحكام العرب...
- قرار المحكمة الاتحادية ببطلان اتفاقية خور عبد الله...ينبغي ا ...
- وجدانيات...ح/6 -نعم انا يساري...
- وجدانيات...ح 2:المكتبة المهانه...
- وجدانيات...
- زعل معدان...
- قرار المحكمة الإتحاديه وعبرة أم الدشيش...
- كل الانسداد مكروه إلا الانسداد السياسي في العراق فهو حالة صح ...
- الانسداد العراقي...
- ما تطير زنبرانه الا من النجف...
- كَوّام الخضر وكَوّام العراق...
- شيوخ العشائر بين الأمس واليوم...
- الله يذكرك بالخير يا كاكا شوان...
- محاولة اغتيال الكاظمي ..الشيء بالشيء يذكر...
- لا حول ولا قوة الا بالله...
- كيف تكون اسعيّد عراقي بخمسة أيام/ 2...
- كيف تكون اسعيّد عراقي بخمسة أيام...
- إما اللقاح أو المخيط والرفسات فاختاروا ما يناسبكم...
- انعكاسات انسحاب السيد مقتدى الصدر من الانتخابات...


المزيد.....




- الخارجية الروسية: روسيا تعمل على إبرام معاهدة ثنائية واسعة ا ...
- كيف أصبح الاعتراف بإسرائيل شرطاً للحصول على الجنسية الألماني ...
- شاهد: السلطات السويسرية تتفقد الأضرار إثر عواصف رعدية وفيضان ...
- الفلسطيني مجاهد العبادي يروي تقييده فوق غطاء سيارة عسكرية إس ...
- منظمة أممية: ارتفاع حصيلة غرق قارب مهاجرين باليمن
- -حفر نفق وتجهيز ألغام وتفجيرها-..-القسام- تبث لقطات من استهد ...
- ما هي السيناريوهات الأربع المحتملة للانتخابات التشريعية الفر ...
- ماذا قالت؟.. تسريبات باجتماع مغلق لزوجة نتنياهو تثير عضبا في ...
- احتجاجات الكينيين على فرض ضرائب إضافية عليهم يثير تفاعل نشطا ...
- السودان.. ماذا وراء انفجار الأوضاع العسكرية في سنار؟


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - موسى فرج - حكاية الغزاوي الذي سلبت منه دجاجته...