|
فرهود وا محمّداه !
عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 7870 - 2024 / 1 / 28 - 10:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فرهود يا (محمداه) ! لذلك تركت العراق!؟ هذا المقال حرّيٌّ بكلّ مؤمن شريف يريد حُسن العاقبة بمعرفة الحق من قرائته. ألصّديق (رائد الوزير) إنتقد عمل و سياسات الأطار و الحكومة فبيّنتُ له آلتالي: دعني يا أخي كي أُلخّص لك الموقف في العراق كلّه بجملة بليغة : (ألبعث الصدامي) حَكَمَ بآلحديد و النار عبر 10 أجهزة قمعية لسرقة الناس بظل حماية الإستكبار العالمي . (ألمتحاصصون) من بعده حكموا بآلحديد و "الدّيمقراطية المُستهدفة" بآلمال الحرام و العشائر والنفاق عبر 10 مليشيات قمعية أيضاً لسرقة الناس بحماية الإستكبار العالمي. و هكذا تحول الحُكم من أيدي الكفار البعثيين إلى أيدي المنافقين المتأسلمين ..و الحال طبعا من سيئ إلى أسوء !؟ هذا هو خلاصة فلسفة و شكل الحكم في العراق لدى نهج الأحزاب و بكل عناوينهم و تلك هي الغاية من السياسة و فلسفة الحكم عندهم كما شهد العالم بذلك و السبب : فقدان الدِّين السّماوي و حتى الثقافة إلأبتدائية و الفكر الكوني و الأخلاق و فلسفة الحكم و الغاية منه في مناهج الحاكمين بكل عناويننهم, لذلك كانت الحكومات عبر التأريخ بإستثناء 5 سنوات فترة (العدالة العلوية) التي لا يؤمن بها اليوم و للأسف لا الشيعة و لا السنة ولا القوميات الأخرى لهذا قتلوا علياً و أولاده و نهجه و كل من نادى بآلعدالة و آخرهم الصدر العظيم .. الذي نادى بآلعدالة للجميع كما في حكومة الأمام عليّ(ع), حيث كانوا متساوون في (الحقوق الطبيعية) و الرواتب و الفرص و غيرها ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بآلتقوى(يعني المُتقي الحاكم: هو الذي يتقدّم و يخدم الناس أكثر من غيره و هو آخر من يستفيد), فرئيس الدّولة (الأمام) الذي لم يكن يمتلك بيتاً بإسمه ولا خدم و لا حمايات ولا قصور و كان يحكم 12 دولة وقتها لا يفرق وضعه المعيشي و راتبه و حقوقه الطبيعية من بيت المال مع الوزير و هكذا مع العامل و الموظف و القائد العسكري و حتى مع أي مواطن مسلم أو مسيحي أو يهودي أو غير عربي بل كان آخر مَنْ يستفيد و أقل منهم تمتعاً بآللباس و الغذاء و الأمكانات .. و كلهم بآلمقابل بمستوى حقوقيّ و معيشيّ واحد رغم إن (الخليفة) كان يحكم أنذاك إمبراطورية إسلامية كبيرة خضعت لها الشرق و الغرب و معظم بقاع الكرة الأرضية تقريباً !؟ و أزيدك من الشعر بيتاً, يا أخي "الوزير", و كل الناس: لأثبت لك حقيقة الوضع و إلى أين وصل الخراب و الفساد في الوضع السياسي و الفكري و الأجتماعي و الأخلاقي و الحقوقي و الصناعي و الزراعي بسبب السياسيين و البرلمانيين و القضاة الفاسدين و كلّ مسؤول شارك في الحكومات بعد 2003م برعاية الظالمين من فوق!؟ و إليكم أصل القصّة التي لها دلالات كونيّة : قبل فترة دعاني شخص لأنضم إلى كروبهم الثقافي (الأكاديمي) بحدود العام 2017م لأنّ معظمهم كانوا أساتذة جامعات و كُتّاب و جامعيون و آيات و علماء و كان عددهم من البداية اكثر من 100 شخص مثقف و مفكر و كاتب و عالم .. ضمن كروب يحمل عنواناً إسلاميّاً كبيراً (...) كإسم حزب دعاة اليوم الفاسدين(الذين كانوا أشرف الناس لكن تبيّن بعد تسلطهم بفضل الإستكبار العالمي؛ أنهم أحط الناس أخلاقياً و قيمياً و سلوكياً و شرفياً للأسف) لأن كلهم تقريباً كانوا إمّا يعملون مع الأمن و المخابرات و الحزب و الجيش الصدامي أو يخدمون ضمن مدارس البعث و جامعاته, لكن بعد السقوط أو قبله بسنوات أصبحوا ثواراً و مجاهدين خصوصا القيادات منهم لأنهم يعرفون فلسفة الأنتهازية و من أين (تُؤكل الكتف) .. !!؟ المهم بعد إنضمامي و مطالعتي لهدف آلكَروب و موضوعاته أحببت الفكرة لكون هدفها ثقافي ساميّ و فكري يسعى لتطبيق العدالة بحسب الظاهر كبديل لنهج آلأحزاب التي نشرت و تنشر الظلم و الفساد و الجهل و النفاق و الكذب لسرقة الناس بإسم (القانون) و (الأسلام) و (الدعوة) و (دولة القانون) و حتى بإسم (الحشد) وغيرها .. لكن شيئاً فشيئا إنضم للكروب المدعو العميل المنبوذ رئيس الشبكة العراقية الرسمية و كذلك وزير سابق ووو آخرين تقاعدوا بعد ما نهبوا الملايين بل عشرات الملايين من الدولارات من حق الفقراء و الأيتام و الثكلى و المتقاعدين .. إستغربت و سألت المشرف (...) : كيف قبلتم عضوية و إنضمام هؤلاء العملاء الفاسدين ... الذين نهبوا العراق ليحتلوا الصدارة مرة أخرى و جعلتموني أنا الذي جاهدت 70 عاماً كأحدهم!؟ بل و تحملت قيادة الصراع العملي في كل تلك العقود ولم أشاركهم لا في منصب و لا راتب و حرمت نفسي و عائلتي حتى الرمق الأخير!؟ فآلمفروض عليكم, قبول من يتميز بآلنزاهة و الكفاءة و له خلق و فكر بديل .. و لا يؤمن بسرقة الفقراء و تحاصص حقوقهم و قوتهم و وووو .. إلخ !؟ أ ليس هذا هو المطلوب و المتفق عليه كذلك!؟ لكنني سمعت جواباً غريباً ما معناه : [... كل الحكومات السابقة و الأحزاب و قادة المليشيات خصوصا المتحاصصة في الأطار بعد 2003م أو قبله سرقت مع سبق الأصرار بل وعطلت الحكومة سنوات و سنوات لأجل المناصب و الرواتب الحرام .. و ما زالت مستمرة بآلفساد المقنّن .. بل بعضهم جعل السّرقة في منهجه جهاداً في سبيل الله كآلمالكي و الخزعلي و البرزاني و الحمداني و الحلبوسي و الجعفري و و غيرهم .. و باتوا يكذبون بكل صدق .. و يحلفون بآلثلاث بأنهم لا يملكون ديناراً واحداً بل لا يتمكنون من تزويج أبنائهم لفقرهم ...!! و أضاف المدعو ... ضمن الكروب؛ و الآن يا إستاذنا و بعد ما تقوى عودنا و قرب إستلامنا للحكم بإذن الله نطبق العدالة(1)(كان هذا نهاية عام 2017م) !؟]. و أضاف ذلك المشرف ما هو الأغرب قائلاً : و (لماذا نطبق العدالة من دون كلّ الأحزاب و التيارات التي نهبت العراق و قد صبرنا و تحملنا كل هذا الضيم و العذاب منهم و ممن سبقهم بسبب فسادهم و تحاصصهم)]!؟ عندها قلت له (إعتذر من إستمراري معكم فدنياكم هذه لا تساوي عندي شسع نعل) .. و إنسحبت من موقعهم .. و إذا كان هؤلاء الحاملين للفكر و الثقافة و العِلم و القيم يُفكّرون و يتعاملون بهذا المستوى؛ فكيف تتأمل الخير و الصلاح و الإستقامة من أشخاص كآلجعفري و المالكي و العامري و الركابي و الخزاعي و البياتي العبسي و المرتزقة من حولهم من تطبيق العدالة و نهج الصدر و تحكيم القيم و مبادئ السلام و آلمحبة و التواضع الذي لا يعرفون حتى معناها!!؟؟ لذلك تركتهم كما تركتهم من قبل أيضاً بعد ما كنت أوّل من شهد فسادهم عندما سرقوا أموال المعرض الشخصي الذي أقمته لدعم و إطعام الدعاة عام 1981م في إيران .. و اليوم تركت بغداد أيضاً و كذا العراق الذي بات اليوم كآلذي يُذبح بآلقطن على أيادي العملاء المتحاصصون في الداخل و الأسياد بآأتفاقيات الستراتيجية من الخارج الذين لا يهمهم سوى المناصب و سرقة الأموال من منطلق (فرهود وا محمداه) , لذلك تركت العراق .. لكنه سيظل في قلبي و بين جوانجي و إن أبعدتنا المسافات, سأبقى أتذكر خصوصا الشوارع و الأماكن المقدسة التي طالما قضينا فيها أوقاتاً ممتعة كآلكاظمية و آلمتنبي و الرشيد و أبو نؤآس و الصالحية و سامراء و كربلاء و النجف و مسقط رأسي مع أؤلئك الشهداء العظام الذين كانوا حاملين أرواحهم على أكفهم وهم يقاومون فساد الناس و قسوة أجهزة القمع الصدامية, فسطروا تأريخاً حافلاً بآلقيم و المواقف التي سرقها دعاة اليوم العار بلا حياء مع مَنْ تحاصص معهم و سرق حقوقهم و تأريخهم و جهادهم لدنياً زائلة و عاقبة سيئة!؟ و صدق الشيخ الوائلي رحمه الله حين قال : بغداد يومك لا يزال كأمسهِ .. صورٌ على طرفي نقيض تجمع في القصر أغنية على شفة .. الهوى في الكوخ دمع في المحاجر يلدغ. ألعارف الحكيم عزيز حميد الخزرجي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ألعدالة في المفهوم الكوني, هي : [تساوى جميع المواطنيين في الحقوق الطبيعية و الامكانات و الفرص و أمام القانون].
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التخريب الصحي في العراق :
-
ألتخريب الصحي في العراق :
-
لماذا خُلقنا؟
-
من حكم سقراط الحكيم :
-
قصيدة من الماضي للمستقبل :
-
لماذا البشر و السياسيون خاصة حمقى!؟
-
لا مستقبل للعراق
-
لذلك تركتُ آلعراق !!
-
لماذا تركت العراق!؟
-
مسؤوليتنا أمام الأجيال القادمة :
-
مقال ممنوع
-
لا حدود لجهل البشر !؟
-
الفساد و الفوضى ليس فقط لا تنتهي ؛ بل ستتفاقم :
-
ألتعصب يودي للخراب
-
هل تتحقق (واحد حكومة)!؟
-
كيف تصبح عارفاً حكيماً ؟
-
مَنْ يصلح الملح إذا فسد؟
-
الآفات تفتك بآلعراقيين :
-
ليلى المعشوقة :
-
القاسم ألأيماني المشترك
المزيد.....
-
ما تقييم أمريكا بشأن احتمالية قيام إسرائيل بتوغل بري في لبنا
...
-
-سي إن إن-: الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح بري محدود للبنان
...
-
ضابط أمريكي سابق: الغرب يواجه مشكلة في تجهيز جنود مؤهلين للق
...
-
رئيس برلمان تركيا: انضمام بلادنا إلى -بريكس- سيفيد العالم كل
...
-
هل تؤثر الكتب الإلكترونية على صحة العين؟
-
شقيقة كيم جونغ أون: المساعدة الأمريكية لكييف هي خطأ فادح يدف
...
-
إيران تدعو لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد اغتيال نص
...
-
الظهور الأخير لأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله قبل ا
...
-
سالدو: المحققون الروس جمعوا مئات المجلدات حول جرائم نظام كيي
...
-
مصادر: نصرالله كان أكثر حذرا بعد تفجيرات البيجر
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|