-حسّ فكاهة- أرنب في سطح المأساة

خوشناف خليل
كاتب وشاعر
(Khosnav Khalil)

الحوار المتمدن-العدد: 7868 - 2024 / 1 / 26 - 01:16
المحور: الادب والفن
    

سأسقط ُ من مفردات ِ العيش ِ، ومن مُفردات ِ البلاغة ِ، غيرَ السريرِ ووحدة ِ الحال وأعقاب ِ النوم ِ , والنهرِ، أنيابَ الذئب ِ وأسطوانات ِ عوائه.
وسأترك ُ، إن كانَ من حصّة ٍ للتركِ، قليلا ً من الماءِ في جمجمة ِ أرنب ٍ قتلتهُ القطط ُ دفاعا ً عن علم ِ نفس ِ الفضيحة، ولم تأخذ حسّ فكاهته بعينِة الاعتبار .
وسأسقِط ُ ، لأسبابٍ لا تخصُّ البلاغة ،َ إبرة ً،
وسأسقِطُ خيطا ً .

النص المُقدم من قلم ياسر اسكيف يُظهر عُمقاً واضحاً في البنية وفي اختزال الصور الشعرية بأسلوب يتسم بالكثافة والقوة.

أولاً، من حيث كمية الصور الشعرية التي يختزلها في نص قصير، نلاحظ استخدام اسكيف لتقنية التكثيف الشعري، حيث يكثف معانٍ عميقة ويُسلّط الضوء على تجارِب إنسانية حادّة في جملٍ قليلة. على سبيل المثال، "إبرة" و"خيط" تستعيران أفكار الدقة والترابط، لكنها هنا تأتي في سياق التساقط والانفصال، ما يجعلها صورًا شعرية محملة بدلالات متباينة.

ثانيًا، بالنسبة للرؤية العميقة والمؤلمة التي تم طرحها دون المساس بجوهر المتعة في النص، يبدع اسكيف في عرض موضوعات كئيبة مثل "أنيابَ الذئب" و"جمجمة ِ أرنب ٍ قتلتهُ القطط" بأسلوب به رشاقة لغوية وإيقاع شعرى يُضفى على النص جودة تجذِّب القارئ حتى في أكثر الموضوعات سوداوية.
أخيرًا، من نافذة ابتكار التراكيب اللغوية، نجد أن اسكيف يستخدم جُمَلاً غير مألوفة لإحداث تأثير خرافى يُزيل حدود الواقع، كإحضار "حسّ فكاهة" أرنب في سطح المأساة. هذه التراكيب تُبرِز قدرته على صِنْع مزج بارِع بَيْن رُؤى خَارِجَ إطار المأْلَوْف ومشاعِر إنسانِية جامِحَة.

#خوشناف_خليل (هاشتاغ)       Khosnav_Khalil#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات