صفاء علي حميد
الحوار المتمدن-العدد: 7867 - 2024 / 1 / 25 - 13:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للاسف لا زال هنالك الكثير من اليساريين، ورغم كل التجارب القاسية، يصرون على تكرار تلك المقولة المستحيلة والساذجة:
(يجب علينا تناسي الماضي والتاريخ، لأن كل مشاكلنا وصراعاتنا بسببه)!!
نعم إنهم يتناسون، إنهم يطلبون المستحيل:
هل يمكنك تخيل أن يقال لك: (تخلى عن ذاكرتك وأنسى كل ماضيك..)
كما نعرف إن هذا مستحيل، لأن كل افكار وخيالات وسلوكيات الحاضر تنبع وتستند على الماضي.
يكفي القول بأن لغتك وعاداتك ونفسيتك هي نتاج الماضي.
نعم فالحاضر هو نتاج الماضي، والماضي يعيش حياً في الحاضر، كما تعيش جينات وموروثات الاجداد في بدن الانسان.
فكيف إذن يمكن لمجتمع أن ينتزع ذاكرته ويتخلى عن ماضيه، ويمحي جينات أسلافه؟!
للاسف هذا ما كافح اليساريون طيلة أجيال وأجيال ليحققوه في العقل والثقافة العراقية، بأسم شعارهم الشهير: (انظر الى الماضي بغضب، وتوجه بعنفوان الى المستقبل)!!
هذا ما كتبه سليم مطر وهو في الاعم الاغلب منه صحيح وما نريد التعليق عليه هو الشعار ...
إذ لا يصح ان ننظر الى الماضي بكليته واطلاق بغضب وريبه واشمئزاز ورفض ...
الحق والصحيح هو النظرة المعتدلة المتزنة القائمة على تفعيل الماضي في سبيل الارتقاء بالحاضر والمستقبل .
#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟