أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أياد الزهيري - قرائن ومشاهدات لا تصح في نسب القرآن 1















المزيد.....

قرائن ومشاهدات لا تصح في نسب القرآن 1


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7866 - 2024 / 1 / 24 - 23:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    





قرائن ومشاهدات لا تصح في نسب القرآن 1
تخرج علينا بين الفينة والأخرى دراسات جُلها غربية , تدعي بأن القرآن ما هو اٍلا خليط من التعليمات والنصوص اليهودية والمسيحية , وواحدة من هذه الدراسات قام بها المستشرق الألماني (كريستوف لكسمبورغ) , هذا المستشرق ( يزعم أن للقرآن أصولاً سريانية آرامية , ولكن لَقيَ هذا الزعم رفضاً واسعاً في أوساط المجتمع الأكاديمي)(القرآن ونقوش اليمن ص22) , ويقول هاني هياجنة أحد الباحثين في كتاب (القرآن ونقوش اليمن ص22) (والواقع أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل نقشي أو نصي في مكة أو حولها يؤيد رأيه (يعني رأي لوكسمبرغ) , وعلى كل حال فأني لست بصدد تفنيد ماقاله لوكسمبرغ بأعتبار أن بحثي هذا يتوجه بشكل خاص الى من يدعي إن القرآن يستمد أصوله من نقوش اليمن القديمة , وهذا أيضاً أدعاء آخر يناقض الأول , بأعتبار الأدعاء الأول ينحو الى أن القرآن أستمد مادته من منهل السرديات اليهودية والمسيحية , ولكن بالحقيقة أن أدعاء الأثنين معاً يهدفان الى هدف واحد , وهو أن القرآن ليس وحياً ألهياً , وأنما جاء به محمد من مصادر أخرى مدعياً أحدهم بالسريانية , حيث يقول لوكسمبرغ (فاٍن الكلمات السريانية في القرآن عُربت خلال تطور الاٍملاء العربي) (القرآن ونقوش اليمن-ص22) , والآخر باليمنية , حيث يقول (فيرنر داوم) (قصة اٍبراهيم واٍسحاق وطقوس الصيد اليمني متطابقة بنيوياً)(القرآن والنقوش اليمنيه ص256) وهي أدعاءات لا تصمد أمام البحث العلمي لأن مايقدموه من مشاهدات وقرائن لا ترقى الى مايرمون اٍليه من زعم التناص مع محتويات النقوش اليمنية , وأن تعليلاتهم تدور حول أمراً حدسياً كما يقدمه أهل الهرمنيوطيقا في فهمهم وتأويلهم للنصوص , وخاصة الدينية , فهم يقدمون أفتراضات مسبقة , ويُرجح أحداهما على الآخر , ولكن تبقى النتائج ضمن دائرة النسبية وعدم الثبات في فهمها , وهؤلاء غالباً ماتكون قبلياتهم الفكرية حاجزاً ومانعاً للفهم العيني والحقيقي للنص.
من الضروري الأشارة قبل البدأ ببحثنا الرجوع الى مايقوله الفيلسوف الأمريكي (اٍريك هيرش) من دراسته لمعيار صحة الفهم للنص , والذي يقول فيه بأن عملية فهم النص تتحقق من خلال مرحلتين:
المرحلة الأولى : هي مرحلة فهم مراد المؤلف , وهي مرحلة تعتمد الحدس في معرفة نوايا المؤلف , وهو حدس يحتمل الصدق والكذب على حد قوله .
المرحلة الثانية: يقوم بها المفسر للنص بتقيم هذا الحدس وأختبار صحته من خلال قواعد وضوابط مدروسة وبالتالي التنبؤ بالمراد الحقيقي لصاحب النص , وذلك بالأعتماد على الشواهد التي تؤيد حدسه في فهم النص , ومدى أحتمالية مطابقة الحدس الى المعنى الحقيقي التام للنص , وهذا ما أردت الأشارة اليه في الشواهد والقرائن التي ساقها هؤلاء الباحثين من نقوش يمنية أدعوا فيها بأنها هي النصوص التي أستمد منها القرآن بشكل خاص والأسلام بشكل عام أساس نصوصه الحالية , والتي لا أرى فيها صدق مايدعون , وأن أدعاءهم لا يصمد أمام ماسوف مانعرضه من مفارقات لا تثبت أي مشتركات وشواهد تؤكد مدعياتهم , وإن مايسعون اٍليه هم ,أو من يستعمل بحوثهم الغير رصينة من أجل أشاعة الشبهات وأعتباره سلاح من أسلحة الحرب الناعمة , وهي حرب تقودها مؤسسات ومراكز غربية منذ زمن ليس بالقصير , ولكن ما نقدمه من دراسة سوف تؤكد أن ما نقوله لا يدخل تحت مدعى الأيمان التام بنظرية المؤامرة , بل من خلال البحث والدراسة العلمية التي تخضع للضوابط والقواعد المعتمدة .
أن التوجه الشكي لهؤلاء الباحثين , وهو أتجاه ديكارتي هو من رسم خطتهم في البحث والدراسة والتوجه, ولا بأس في ذلك اٍذا كان هذا البحث غايته الحقيقة وأن يكون الباحث بعيد عن المسبقات الذهنية وخلفياته المعرفية و وميوله النفسية , ولكن هنا أردنا أستعارة بعض الدراسات الغربية التي قدموها في فهم النصوص كآلية ومنهج . من هذه المناهج وأشهرها ما يُدعى بمنهج الهرمنيوطيقيه الفلسفية والتي تقول ( ليس هناك فهم نهائي حتمي للنص , بحيث يتوقف معنى النص عنده) ( الهرمنيوطيقا وأشكاليات التأويل والفهم-ص94), وكما يرى اٍيرك هيرش (بأنه لايمكن للمفسر وفاهم النص أن يعثر على مراد المؤلف ويكشف نواياه بصورة قطعية)(الهرمنيوطيقا وأشكاليات التأويل-154) وعلى هذا المنهج الهرمنيوطيقي مضاف اليه ما نطرحه من مشاهدات نقارن بها النصوص والتي تكشف مدى المفارقات والمحدوسات من القناعات الغير حقيقية والتي تظهر زيف أدعاءاتهم وتهافت أفهامهم للقاريء الكريم واللبيب .
من المفيد أن أذكر ماقالته المستعربة الألمانية (أنجليكا نويفرت) وهي عالمة أسلاميات كشاهد يعيننا في فهم تهافت ما أستند عليه أصحاب نظرية التناص في محتوى القرآن , الذي يحاكي به نصوص سبقته , فتقول ( اٍن منهجه (وتعني منهج لكسمبورغ)ينتهي الى وجود طبقة سريانية كامنة خلف النص العربي)(القرآن ونقوش اليمن ص22) , وتُضيف نوبرث في ردها على لكسمبورغ (أن السريانية تزخر بالمفردات الدينية, وهذه المتوازيات في حالات كثيرة هي ببساطة نتيجة لعلاقة القرب اللغوي بين هاتين اللغتين الساميتين, ولا تعكس تواصلاً ثقافياً بالضرورة) (القرآن ونقوش اليمن ص23) , وهنا ( لايمكن أعتبار اللغة العربية التي أستعارة مفردات من لغات أخرى على أنها خليط من اللغات لأن ثمة عوامل صوتية وصرفية ونحوية هي مايؤسس العناصر الأساسية للتجمع اللغوي) هاني هياجنة (القرآن والنقوش العربية ص23) وهذا ما قاد لكسمبورغ الى نتائج خاطئة , وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه (سيرجنت) وآخرين , حيث أعتمد لكسمبورغ على التشابه اللغوي , وأعتمد سيرجنت على وجود تشابه لممارسات طقوسية , أو حدس لتشابه مواقع مقدسة كدليل قطعي على وجود تناص أو محاكات تجربة سابقة , ألتقطها كاتب القرآن كما يزعم هؤلاء المستشرقون , وهنا سوف نعرض الكثير من الممارسات المنتشرة في كثير من بقاع العالم , وهي بعيدة عن الجزيرة العربية , ولم تكن بينها صلات وصل ثقافي بزمن الرسول , ولا هو الرسول محمد (ص) يعرف عنها بالبته لكي يحاكيها ويلتقط منها هذه الممارسات , ولكن مايحدث من ممارسات مشتركة في بقاع العالم المختلفة ,هو دليل على تشابه الفطرة الأنسانية , وسليقتها المتماثلة في توجهها في التقرب الى الرب. يتبع



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصدير أسلحة الوهم
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- هكذا فهمت الرسول محمد (ص) في القرآن (1)
- (الجهل الأداة الضاربة للعدو)
- جذور الحداثة الغربية في سياقها الأخلاقي (4)
- جذور الحداثة الغربية وأنعكاسها على سياسة دول الغرب (3)
- جذور الحداثة الغربية (2)
- جذور الحداثة الغربية (1)
- مدافع الأراجيف
- الشمس لا تُغطى بغربال
- الحكومة الأنتقالية : هي المخرج للأنسداد السياسي والهدوء الشع ...
- عالم الأساطير في كتابات الدكتور خزعل الماجدي ومزاعم التناص ف ...
- في كتابات الدكتور خزعل الماجدي ومزاعم التناص في قصة الطوفان ...
- العلاقة بين الشورى في الأسلام والديمقراطية
- ( هل هناك فرص توافق بين الأسلامين والعلمانيين)
- (الأحزاب هُبل عصرنا)
- حصوننا مهددة من الداخل
- تعلموا من زيلينسكي
- لا تلبس رداءً ليس لك
- العراق وأستراتيجية النموذج الروسي


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أياد الزهيري - قرائن ومشاهدات لا تصح في نسب القرآن 1