مثنى حميد مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 1746 - 2006 / 11 / 26 - 10:59
المحور:
الادب والفن
الكسندرا
.......
جميلة أنت الكسندرا
مرهفة ، شفيفة الفؤاد
عميقة الأغوار والأبعاد
جميلة أنت كشهرزاد
دافئة ، نقية ، كوفر الثلج على ستوكهولم
يهبط في سكون وحنان ليلة الميلاد
زرقة عينيك كما سماء بغداد
صافية ، قديمة ،أصيلة ،
رائقة كخمرة الميعاد
...
حي على النشيج والبكاء
حي على اللطم
حي على الدماء
حي على الطغاة واللصوص والأوغاد
على جمالك الساحر ياأليكسا
حي على الموت
حي على الجماجم
حي على عشتروت
تلعن جلجامش
حي على الأشلاء
حي على القبور
حي على التمائم
على أسطورة العصور.
حي على الأوتاد
...
حذار مني الكساندرا
أنامن أمةإذا ما أحفت شواربها
وأطالت لحاها
تضرب بالقندرة
كل من يخالفها
ياألكسندرا!
...
لو تدرين ياحبابة
واحدنا يعادل دبابة
حربنا حرب الشوارع
نفخخ الأسواق ، نشرب الدماء ،
نقطع الرؤوس والكوارع
...
صار النصر محبوبنا ، صار النصر
سجل ياتاريخ الزمن
أمجادنا بمي الذهب
صار النصر محبوبنا ، صار النصر
...
نعم بماء الذهب
وليس ماء السخام
نعم ، نعم
نعم ، نعم لصدام
نعم ، نعم!
...
نعم لعينيك ألكساندرا
نعم لدمع النخيل
...
نعم لعاصفة
تقلب أمريكا
رأسآ على أعقاب
نعم لزوبعة
تغير المصائر؟
تبدأ حين تنفق الضمائر
كالبقر الميت في مستنقع الأوحال
نعم لكأس واحدة
في عدة أنخاب
مترعة الهزيمة
يكرعها الطغاة والأذناب
تداول حين تنكفيء بغداد
على جروحها تلعقها في صمت وفي ألم
وسط أهازيج حاضنى القمل
من عرب ومن عجم
نعم
نعم
نعم
......
نهاية التاريخ
............
تعالي ياحبيبتي
نفترش هذاالحصير القصبي
فوق الهرم
على أرضناالأم
نشهد معآ
أنا وأنت
نهاية التاريخ
هذا العجوز الخرف
أنظري!
كيف يجلس القرفصاء
مثقل الكاهل والنفس
يعداللحظات الأخيرة
المفعمة بالشؤم
قبل أن يدلف بوابة الموت
صوب نار العدم
أن أقبلك في لحظات كهذه
أن نعانق بعضآ ونرقب
احتضار هذا العجوز الخرف
لهو أجمل من كل الهدايا التي
لك أهديت
أنظري!
لهذا الخرف النحس
مطأطيءالرأس
معبأ بالديناميت وبالشر والبؤس
يذرف دمع الوداع
دمع النهاية
هذا العجوز المثقل الكاهل والقلب
بخطايا العصور
بالام كل الشعوب
والأمم والأمهات
والأبرياء والتعساء
من ضحايا صراع الطبقات
أنظري له كيف يحشرج ويتقيآ الروح
الملوثة باليوريانيوم
كما البوم
وحيدآ يموت وهو يقبض على يد ابنه العاق
الحبيب الوحيد
الرأسمال
الابن الذي سيتبرأ منه في الحال
عندما يختم الموت حشرجته
مع الصيحة الثالثة للديك
في الفجر
كي يدفن عند الصباح
تحت قبة أوهامه
وأمجاده الزائلات
...
تعالي ياحبيبة القلب
قبل أن تبدأ الحرب
وتشتعل النار في كل حقل ودرب
تعالي نمارس طقس اختراق الزمن
وتهشيم أحجار هذا الوثن
طقس الزهور التي ليس تذبل
زهور الفرات القديم الضفاف
الفرات المبجل
................
القصيدة تتضمن بعض المقاطع من أناشيد الحرب والتدريب العسكري في زمن صدام.
الكساندرا إمرأة اسكندنافية مختصة في علم المصريات تحب مصر وتحلم بالعمل فيها لكنها مترددة ومسكونة بالخوف من الإرهاب .
القندرة هي الحذاء وقد شاعت هذه المفردة مؤخرآ في الصحف بعد تداولها في مجلس النواب العراقي.
#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟