حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1746 - 2006 / 11 / 26 - 11:08
المحور:
الادب والفن
لم يكن سوى الأمس
_هات يدك
_خذ يدي
هل سمعتني؟
هل رأيتني؟
قطعة المعدن تسقط على الفراشة
وقطعة البلور فوق النار...
تغيرت اللهجة, ومضى نصف قرن
والجدار المائل لم يسقط
أعرف من اتجاه الريح
وصوت الخشخشة التي تحدثها الخطوات
فوق العشب اليابس
وفوق العظام اليابسة
كنت هناك
نصف حالم ونصف نائم
جدّي بوذا
وأخي بوذا
والطريق القويم ذي الثماني شعاب
يمتد , ويطول, ويتعرج
لا النائم أيقظناه
ولا الميت دفناه
هات يدك....
*
ليس في اليد حيلة
الوديعة مغمضة العينين
إن حبستها تموت
وإن أطلقتها تموت
جلست العذراء الهرمة تحدث نفسها وتضحك,
والأشياء حولها تذوي وتتشتت.
على أبراج التوتر وقف الغراب
وتحت ساقه المرفوعة قوس قزح على الأرض
هل كان مريضا أم جائعا؟
لا تسأل عن فقر الرجال وعماهم
لا تسأل عن نزاهة الصراع
متهورون قساة عبروا بأقصر الطرق
ليقبضوا على الجمرة والمعنى...
*
بلا أحقاد
بلا ملامح
سحبنا الميت من تحت النار
ومددناه في حفرة جميلة
كنا جمعا من المستعجلين
نهشّ الذباب
وندفئ أيدينا بالنفخ
نبعد اللعبة واللعنة عن نظرنا
بلا أمل
أخبرنا الصديق المهاجر
وابتعدنا في الطرق السهلة
*
لست حزينا لأطلب المغفرة
تركت يدي تفتح الخصومات
وتركت لصوتي
أن يوقظ الموتى في قبورهم
أجل
كنت هنا ولا أرغب في المصالحة
*
أفكر وأضيع
الفراغ يحيط ولا يدفئ
في جلسة التأمل
خلف الباب
وبعد الموت
الطيور تضع الحدود, وتقفز
من يعرف....
هذه البصمة لك!
هذا التذكار من أجلك!
ابتعد الطريق
وعدت لوحدي
*
تمطر في اللاذقية
منذ أسابيع تمطر في اللاذقية
مطر قاتم
خشن وجارح
العصفور يهرب والعشبة تموت
أين الحب
أين الفرح
هل تسأل أم تتفاصح؟
بلا ولد أعلّق خيبتي على اسمه
بلا بنت تمسح جرح أنوثتي الغائر
كنت هنا وكنت هناك
أنتظر مطرا يرطّب عظامي
أنتظر كلمة مواساة
يا شبيهي الأعزل
يا شبيهتي في التيه والخسران
الضحك باب جديد
*
دلّني إلى بيتنا يا أخي
هات يدك
أعطني مزقة من ثوبك
أعلّقها تعويذة
أو للذكرى
ماذا جئت تفعل يا صاحبي!
هنا الألم كبير
ولا شيء يمكن نسيانه
*
هكذا إذن
كان يجب أن تموت
وكان يجب أن تصارع كي تموت
تعب الهواء من حولك
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟