أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - هل ساهم التخلي عن الوزن بتدهور الشعر العربي














المزيد.....

هل ساهم التخلي عن الوزن بتدهور الشعر العربي


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 18:05
المحور: الادب والفن
    


قال الرسام سيزان عبارته الشهيرة أن «الكرة، والأسطوانة، والمخروط» هي جوهر بِنْيَة الطبيعة، والتكعيبة كمدرسة في الفن التشكيلي قد نشأت عن نوع من الالتباس في فهم هذه العبارة، فلم يكن الغرض فرض هذه الأشكال الهندسية على الطبيعة، لأنها موجودة فعلا .
مخطيء من يظن بان الشعر الحر نشأ فجأة ,انه ثمرة لتراكم تحولات في البنية الشعرية منذ زمن شعراء المهجر.وكتاب الخضراء الجيوسي (الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث ....) يسلط الضوء بدقة وموضوعية على تلك التحولات .
محظوظا كنت لامتداد صداقتي وعمقها مع اهم رواد الشعر الحديث محمود البريكان .
فكنت من خلال الحوار المتواصل معه حول النشأة اوسّع من افق فهمي لتلك المرحلة .
بدأ الشعر الحر بالعراق بتجارب شكلية فلم تكن قصيدة السياب الاولى حرا بالقصيدة الجاذبة .. كانت قصائد تهتم بتغيير البنية وهو حدث تاريخي سيقود لانقلاب حاسم في الشعر .
ولم يكن الاهتمام بالشكل قد جرى منفردا فقد رافقته دراسات وبحوث مخلصة في المضمون فتم اعادة النظر بالاستعارة والمجاز والصورة الشعرية .
واندلعت معركة مريرة بين البيان والايحاء معركة بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
في النهاية انتصرت الحداثة وتراجعت البنية الكلاسيكية .
حدثني الرائد البريكان يوما عن حوار ساخن جرى بينه وصديقه رشيد ياسين حول بيت كتبه البريكان حيث استخدم فيه مجازا لم يرق لصديقه .
وذكر عبد الرزاق عبد الواحد بحوار متلفز احدى الطرائف التي صاحبت الشعر الحر في بداياته فقد القى النواب قصيدة من الشعر الحر بالحرم الجامعي ما ادى الى استخفاف مجامل مع ضحكات لدى عبد الرزاق وزملائه ما جعل السياب يحتدم , فقد قال للسياب مبتسما ( انت من اتيت لنا بهذا النهج ).
في الجهة الاخرى اهتم كتاب نازك الملائكة (قضايا الشعر المعاصر) النقدي بالاضاءة والدفاع عن الحركة الشعرية الجديدة وكانت لتخصصها الاكاديمي ومقدرتها التنظرية دور بتمكين الشعر الحديث وهو في بداية نشأته .
ان عبقرية سيزان لم تتمكن من تبطيء الحركة الفنية فقد قال بيكاسو ان الرسامين الافذاذ الاكبر عمرا منا لم يتقبلوا لوحاتنا.
فصمدت التكعيبية وترسخت المدرسة الوحوشية .
ويحدث ان يمر الادب بمرحلة ارتداد فقد مجد اليوت الشعر الميتافيزيقي وعادت مرة اخرى الرومانسية بعد تلاشيها لانكلترا .
كان على الفرد ليكون شاعرا ان يتقن الوزن ولكي تستجيب اذنه الموسيقية للايقاع يكره ان يمر بمئات الدواوين الشعرية القديمة والمعاصرة .
اما الان فلا حاجة لكل هذا الجهد ( سفّط مفردات تنتج شعرا ).
ورغم ان الموهبة عامل حاسم بتحديد هوية الفنان والشاعر فهما يحتاجان لكدح ثقافي غير محدود , استغراق بالمصنفات .
اذا اعترفنا بان التاريخ لا يجري عشوائيا نستطيع ان نهّون على انفسنا ما نرى من منشورات ادبية هابطة.
فان كان تقدم السنوات يفرز مبدعين ابدا فكيف مرت بنا الفترة المظلمة .
خلافا لتصريح ادونيس بكتابه الثابت والمتحول لم تشهد الفترة المظلمة طيلة ستة قرون أي شعر جاذب الا ما ندر . وما ندر عبارة تحوطية .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب اساس البلاغة للزمخشري
- قصة البحث عن مؤلفات البريكان بعد فقدانها ج1
- عزوف الاكاديميين عن الكتابة والنشر
- لماذا المقالات القصيرة
- الهوس بالحداثة حرمنا من سحر الواقعية
- اين سيكون مصير لوريات الاصدارات القصصية
- علاقة الشعر الفصبح بالشعر الدارج
- الجذور السيكولوجية للاهتمام ببيت شعر او قصيدة
- الشيئية في الادب البصري
- سرقة رأس جثة في العراق
- ظاهرة النقد الادبي في الفيسبوك
- مطلع قصيدة تعلل لمظفر النواب ليست له
- ذ كيم از اوفر قصة
- اشلاء القنبلة اليدوية
- مشروع لطباعة الكتب بالبصرة بسعر زهيد
- كيف تحمي طفلك من اللواط والمؤذن متهم
- بقطع ساقه صار غنيا
- الجميلات النائمات اسطورة شهوانية
- قصة موت معلن لماركيز والقدر المحتوم
- ماكنة السوس التي انقرضت في البصرة


المزيد.....




- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...
- وفاة الفنان المصري نعيم عيسى بعد صراع مع المرض
- باللغة السواحيلية.. صدور قصص عن الحرب الوطنية العظمى للكتّاب ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية بنسبة 100? على الأفلام الأجنبية. ...
- ثقافات روسيا القومية
- محاكمة مغني الراب الأمريكي شون -ديدي- كومز بتهمة الاتجار بال ...
- ترامب يعد بحماية صناعة السينما الأميركية برسوم جمركية 100%
- -ألدان- يكتسح شباك التذاكر في روسيا


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - هل ساهم التخلي عن الوزن بتدهور الشعر العربي