أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هلال عبيدي - أماكن














المزيد.....

أماكن


هلال عبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1746 - 2006 / 11 / 26 - 06:43
المحور: الادب والفن
    


اختفى القمر بالغيوم التي أحاطت به في ساعات آخر الليل ولكنه سرعان ما تذهب عنه الغيوم ليضيء في الفراغ من جديد ، غيوم تدفعها نسمات الهواء الباردة ، القارصة ، الحادة . فيظهر تدريجياً ذلك القمر .. صوت المنادي لصلاة الصبح عبر مكبرات الصوت في القرى النائمة بجوار دجلة يكسر السكون الذي كان يغشاها .. اختفى القمر مجدداً عند هذه اللحظة تماماً ولم يظهر منه شيئاً . متزامناً مع هبوب الرياح الباردة على طراوة ذاك الجسد ، بطولها واستدارة وجهها ورقة أنوثتها التي شبهها القلب بالبركان العاطفي وكيف تجوب في مخيلته ليلاً .. ظهر القمر من مجدداً ، تدريجياً ، حتى اكتمل ظهوره .. الأضواء تكاد تصهر الظلام والريح الباردة ، لحظات الصمت والظلمة تكاد تماثل لحظات عامها حين كانت أمام أنظاره وأنظار الحاضرين ..
ألاماكن مشتاقة لك .. أيتها الغالية ، الرائعة . التي غابت بلحظة وحل العدم بعدها .. أين أنت ..؟ أين حجرتك وأشيائك ..؟ ولمن تبتسمين ..؟ وتتكلمين ..؟ انتشلي أحزان قلبي بيديك الطاهرتين .. واخذي قلبي أسيراً .. احتلي طيبتي .. وتسيدي سلطانة مشاعر الدفء التي يزخر بها صدري عبر عشرات السنين ..
أيتها الرائعة والجميلة والوديعة والطيبة ... من بعدك اعتل الجسد وتلاشت الابتسامات وغزا القلب جزن يجثم طويلاً مقابل انتشال زخات الدموع من عينان طوقتها الجدران الأربع في منفى ما .. تباطأت عقارب الساعة تطاردها لعنة الندم ومشاعر الحنين .. تطارد القلب المجروح بسكين غدر الزمان لينزف ألماً دامي حد العظم .. يترك الأثر بقلب اهترى بلهيب الحزن .. ويحمل مويجات النهر همومه على أوراق النباتات التي تسير مع مجرى النهر لترسو على طين شاطىء ما من بلد داست حبات ترابه أقدام المحتلين .. لضى الوجود ووغى لم يعف عن مغنم ذكريات فارس على جواد البراكين التي تلاشت أمامها الأغنيات .

ابحثي عني في دفاتر ماضيك ، في طفولة السنين الراحلة .. آه من لحظة الغدر ، الفراق ، وبلا وداع .. اقتلي الحسرة بسهام لقياك الذهبية وضمدي جراح القلب بحرير عشقك ، واروي صحراء يأسي برقة كلماتك التي تخرج بين حدائق ورود شفاهك .. حرري طراوة القلب بسعادة دائمة تخرج من بين ذراعيك الرائعتين وانتقيني بعد عمر طويل احترق شمعة لإنارة دروب الآخرين . امضي بحثاً عني وعني . ارسميني في لوحاتك وكلمي صوري لتقول لك بصمت الدمى لغة الشعر وأسمى معان الحب .. اصنعي من ورق دفاترك دمية تشبهني وأطلقي عليها اسمي وضعيها قرب مرآتك بجوار علبة تجميلك .. انثريني شعراً على منابر الثقافة والأدب وأمام جمهورك المحتشد . القيني محاضرة أما تلاميذك كقصة عاشق غاب خلف جبال مدينة بلده المحتل دون عودة بحثاً عن رقة قلبك . انسيني اثر قبلة على خد صديقك بصباح العيد . أو اجعلي من بحثك عني عنواناً لصحف عالمك الوردي أيتها الرائعة . أخفيني رسالة عشق بين دفاترك الجامعية تواسدني وردة حمراء . أعلنيني ثورة بيضاء ضد جبروت الفراق الدكتاتور الذي جثم على صدور عشقنا اليابسة . احكمي علي باللقاء المؤبد مدى الحياة . ازرعيني بذرة بواحة وجودك . ابحثي عني دون خوف أو ملل ، أو خجل ، أو وجل ، ابحثي عن أشيائك التي أخذتها كلها واحتواها قلبي وغطاها بحنان العالم وسعة صدر مسامح كريم . ابحثي عني وسط أوراق الأشجار المتساقطة التي غطت عرائي . اعشقيني . أحبيني . امنحيني عواطف مر سنين الماضي عليها .. ناديني : تعال . تعال إلى هنا أيها المحب الرائع .
أشرقي شمساً على أسوار صمتي ووحدتي . اسمعيني صوتاً تلاشى في امتداد البصر . اعطفي علي وردة طوقتها الأشواك بصحار تنتظرك مطراًَ تنتظرك شمساً يغذيها نور شعاعه الدافيء . اكتبيني خاطرة تؤنسك في لحظات صمتك .. اهجريني قبراً منسياً يخلو من الشاهدة . ألفيني أبجدية عشق واكتبيني على ورقة تمزقها يداك وتنثرها وسط صحراء ذاكرتك أيتها المحبة والرائعة والغالية والحنونة . أرسليني مكتوبا تخفى وسط الرسائل في صناديق البريد ، يحمل كلمات الشوق .



#هلال_عبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرة ببلاد النهرين
- -بغداد لم تسقط وانما اسقطت-
- رفقآ بالزعيم العربي
- وهل سيكون العراق موحدآ..؟؟
- متى سيكون الرجل الماسب في المكان المناسب في العراق
- الطيور المتحجرة
- ضياع شفق
- اعياد ارض اشور
- غربة الامنيات السعيدة
- ارض الرافدين
- المكونات الحية فى النظام البيئى لرواية دابادا دراسة لبيان ال ...
- فناء منديل/نص ادبى رمزى


المزيد.....




- تطورات في قضية اتهام المخرج المصري عمر زهران بسرقة مجوهرات
- RT Arabic توقع مذكرة تعاون مع مركز الاتحاد للأخبار في الإمار ...
- فيلم رعب لمبابي وإيجابية وحيدة.. كواليس ليلة سقوط ريال مدريد ...
- حذاء فيلم -ساحر أوز- الشهير يُطرح للبيع بعد 20 عاما من السرق ...
- تقرير حقوقي: أكثر من 55 فنانا قتلوا منذ بدء الحرب في السودان ...
- -وتر حساس- يثير جدلا في مصر
- -قصص من غزة-.. إعادة صياغة السردية في ملتقى مكتبة ليوان بالد ...
- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هلال عبيدي - أماكن