أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - كريمة مكي - أيّهما أهم: دور الأنثى أم... دور الأمّ؟؟














المزيد.....


أيّهما أهم: دور الأنثى أم... دور الأمّ؟؟


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 14:07
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


دخلنا سوية الى محل الحلاقة الشاغر صباح الأحد... كلّ منّا تستعجل دورها لتُلاقي بعده أعباء يومها، استقبلتنا الحلاّقة مُرحّبة و معتذرة عن عطب في سخان الماء لكنها استسمحتنا في بعض الوقت حتى تصعد للطابق العلوي لتبحث مع صاحبة المحل عن حل.
بَدَتْ لي امرأة متميزة في بساطتها بنحافة زائدة و بملامح جميلة زادَها الحُزن حسنا!!
كانت امرأة عميقة الحزن و كنتُ عينا تستشعر الحزن من أوّل نظرة.
لم أكن قد قابلتها هنا قبلا لكن و كما لو كنت أفتح بابا للحديث قلت و أنا آخذ مجلة بيدي:" يبدو أننا من حيث أردنا ربح الوقت قد أضعناه..لِنُطالع اذن" أخذت بدورها مجلة تتصفحها و تقلب أوراقها بعصبية زائدة و فجأة انقطع التقليب و تركزت عيناها على صفحة بعينها. عدت لما بيدي بعد أن هدأت ريح أوراقها و ما كدت أنتهي من قراءة ما بدأته حتى صرخت في وجهي: " كلهم خائنون..أعرف أنهم جميعا يخونوننا..."
- من؟؟ حُكّامنا؟!
- بل رجالنا..انظري إلى حكاية هذه المرأة ..بعد أن ضحّت لأجله بعملها و عائلتها و بعد أن أشبعها وعودا و كلاما معسولا و بعد أن طلّق زوجته ليتزوجها فما عاد لها شك في حبّه..ها هي تضبطه يتبادل الغزل و الغرام مع امرأة جديدة..يا لنذالتهم!
- ليسوا كلّهم على كل حال، قلت و أنا أصبغ بلون الاعتدال كلامي.
- لا بل كلهم و اسأليني أنا عنهم.
- و هل عرفت كثير منهم؟
- بل هو واحد فقط و منه عرفت كلّ الرجال، إنهم في الخيانة سواء بل إن الخيانة تسري في عروقهم كما الدماء !!
- لا تبالغي فلكلّ و احد منا عذره رجلا كان أم امرأة.
- عذر؟ عن أي عذر تتحدثين، حقا ما أسهل عندكم التنظير!

هكذا قذفت في وجهي حِمم غضبها المستطير بنظرة حادّة متوترة لا يمكن أن تكون إلا لأنثى مغلوبة على أمر قلبها.
اعتدلت في جلستي بعد أن فاجأني نعتها الأخير. أجبت بما يشبه تهكمها : عفوا على التنظير، هلا أسمعتني صوت الممارسة؟
قالت بنفس النبرة الحادة المتوترة: "تفضلي اقرئي حكاية هذه المرأة"..قاطعتها و أنا أضع المجلة على الطاولة القصيرة " دعك من حكايات المجلات فأغلبها ملفق و مختلق من أجل الترفيه عن همومنا بهموم أغرب و أشد..هات حكايتك أنت "؟
كنت أعرف أنها إنما كانت تمهد لحكايتها بشهادة تلك المرأة فاختصرت عليها الحديث. و جاءني صوتها.. ثائرا هادرا كجرح نازف يأبى الالتئام :" لا أمر من خيانته سوى كذبه..ما أفظع الكذب حين يأتيك من أقرب قريب لقلبك و لا تعرف له داعيا واضحا...
عرفته في الشركة التي أشرف على حساباتها و كان هو أحد أهم عملائنا، كان يجمعنا اختصاص علمي واحد فقد كان محاسبا مثلي ثم جمعنا فيما بعد أجمل ما يمكن أن يجمع بين امرأة و رجل أو هكذا تخيلت....
كنت أسقط في غرامه دون وعي أو إرادة مأخوذة باهتمامه الزائد بي، بكلامه العذب الرقيق، بهداياه الجميلة و بوعده الأجمل... الوعد بالزواج ثم الزواج فعلا فهل لي أن أشك لحظة في صدق إحساسه؟
كانت مسترسلة في الحديث لا تأبه لدخول الحلاقة أو خروجها أكثر من مرة مجددة لنا اعتذارها و متمتمة بعبارات التطيّر من هذا الصباح الذي تخشى أن لا ينتهي رباح!! فهذه مساعدتها لم تصل بعد و ستعتذر لها كالمعتاد بمحنة المواصلات في إقليم تونس الكبرى و هذا سخان الماء يأبى أن يشتغل في انتظار وصول ابن صاحبة المحل التي وعدتها باستقدامه لمساعدتها في إصلاحه و بين هذه و تلك كنت في سِرّي أتمنى لو تتركنا الحلاقة لوحدنا حتى أنتهي من استيعاب تفاصيل هذه الحكاية التي أدهشتني صاحبتها وهي تتحداني بغضب حقيقي كما لو كان بيننا سابق معرفة و كما لو كانت تريدني أن أنتهي من سماعي لها مُصدّقة حتما لما تقول.
أردت أن أستوقفها حتى تعيد علي ما ضيّعه سمعي حين كنت أعطي أذنا للحلاقة لكنها كانت كقطار لا يأبه لما في طريقه حتى أني خشيت إن أنا استوقفتها أن تُنهي الحكاية في منتصف الطريق فهي من ذلك النوع الصارم الذي لا يمكنك التنبأ بردّة فعله و لم أكن لأعرف بالضبط إن كان ذلك هو طبعها أم هو فقط من أثر تلك الخيانة التي طبعت نفسيتها بالتوتر و الحدة....(يتبع)



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قليلي الأدب: انتهى في تونس وقت اللّعب!!
- حياة لم نعرف أبدا كيف نحياها!!
- لا أنتَ أهلاً...و لا أنتَ فهيمْ!
- رحلة ثورة الياسمين بعد انتظار دام تسع سنين!!
- كفى لنفسك إهمالا!!
- انحدرنا و مازلنا...
- عربيّة عليلة...و في حروفها الدواء!
- تميمة حظ... لكل كاتب!
- وَ لَكُمْ فِي الكِتَابِ آيَاتْ...
- لِمَاذَا تَهْوَانَا هَذِهِ البَلْوَى!؟!
- إلى أفيخاي أدرعي: و أنتم، بالنّووي، العاجزون!
- اصْحَ يا ابن العم: لقد انتهى عهدهم...و اليوم فجرٌجديد☼
- في تونس عِناد المعارضة... و عِناد الحكومة في اسرائيل!
- السيد أفيخاي أدرعي: و مازال في الحبر بقيّة...
- أَمِنْهُمْ سَيَخْرُج لَكَ الحظّ وَ يَأتِيكْ؟!
- لِتَسْلَمُوا: انْزَعُوا أَظْفَارَكُمْ مِنْ لَحْمِ فِلَسْطِين ...
- إلى أفيخاي أدرعي: سَلَامِي لِيَحْيَ السنوار...
- و يكتب القلم ما يُريد!!
- السيد أفيخاي أدرعي: أمازلتَ بعدُ في ضلالك القديم؟!
- إِلَيْكَ... يَا ابْنَ العَمْ: لاَ نَامَ وَ لَا اطْمَئَنْ مَن ...


المزيد.....




- طالبان تؤكد مجددا حظر عمل النساء في المنظمات غير الحكومية
- -طالبان- تحظر النوافذ المطلة على أماكن النساء داخل المباني
- “رسميا وزارة المــالية الجزائرية”.. كم سن التقاعد للنساء في ...
- تقرير عن إغتصاب جماعي وانتحار بمشروع نيوم السعودي!
- اغتصاب جماعي ووفيات غريبة.. تقرير يكشف عن الوجه الآخر لمشروع ...
- سوريا.. تصريحات الدبس حول المرأة تثير جدلا على مواقع التواصل ...
- “العمل اللائق للنساء بين اقتصاد الرعاية وآليات الحماية” في ج ...
- جدل وغضب بعد تصريح المرأة الوحيدة في إدارة سوريا الجديدة
- استفيدي من الدعم .. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بال ...
- “التسجيل مفتوح الان”.. خـطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - كريمة مكي - أيّهما أهم: دور الأنثى أم... دور الأمّ؟؟