أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - سامية ناصر خطيب - اتساع ظاهرة التحرش الجنسي بمصر














المزيد.....

اتساع ظاهرة التحرش الجنسي بمصر


سامية ناصر خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 11:55
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


استوقفني خبر نشره موقع "ميدل ايست اونلاين" حول اتساع ظاهرة التحرش الجنسي في مصر. ولانه لم يكن تحرشا عاديا، تناوله العديد من الصحف ومواقع الانترنت. يفيد الخبر بان مئات الشباب المنفلتين نزلوا الى شارع سليمان باشا وسط القاهرة في اليوم الاول والثاني من ايام عيد الفطر الاخير، وراحوا يصفّرون ويركضون باتجاه فتيات، واعتدوا عليهن بتحسس اعضائهن وخلع ملابسهن. كل هذا في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع المارّة.

بعض من رأى الاحداث اطلق عليها اسم "احداث الثلاثاء الاسود" او "السعار الجنسي في وسط البلد". وجاء في بيان "مركز الجنوب لحقوق الانسان": "ان ما حدث في وسط البلد يعتبر دليلا على مشكلات ضخمة يعاني منها المجتمع المصري بسبب الفقر والبطالة وتأخر سن الزواج وزيادة ثقافة العنف".

التحرش والانفلات هو انعكاس لواقع ينفي انسانية المواطن المصري، والدلائل على ذلك كثيرة. تفيد الاحصائيات ان عدد العوانس من رجال ونساء في مصر بلغ تسعة ملايين نسمة (على اقل تقدير). شباب ونساء تجاوزوا سن الثلاثين او الاربعين، دون ان يستطيعوا تحقيق آدميتهم، الحيوانات تعيش افضل منهم اذ تستطيع ممارسة حياة طبيعية.

38 مليون مواطن مصري (48% من الشعب) يعيشون تحت خط الفقر. وخط الفقر في مصر يبلغ 1200 جنيه سنويا، اي الف شيكل سنويا! حتى من يعمل، لا يستطيع ان يضمن قوت يومه الاساسي، الفول والطعمية، فما بالك بمن كانت البطالة نصيبه.

تشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الاحصاء فى مصر الى وجود ثمانية ملايين عاطل عن العمل، 99% منهم شباب تتراوح أعمارهم بين 15-40 عاما. ويشكل المتعلمون نحو 93% من المتعطلين فى مصر، وهذا يعني ان البطالة فى مصر هي بطالة شباب ومتعلمين بالأساس.

البطالة ترمي بالشباب في احضان الادمان والتطرف والضياع. 20% من المصريين عموما اي واحد من كل خمسة مدمن على المخدرات. النسبة بين الشباب الذكور اعلى، وتبلغ اثنان او حتى ثلاثة من خمسة. يبدأ سن تعاطي المخدرات من سن تسع سنوات، ويعتبر الشباب اكبر مستهلك للمواد المخدِّرة. وبما ان الادمان احد سبل الاجرام، ومع هذا الكم من المدمنين في مصر، يمكننا ادراك ما حدث في يوم "الثلاثاء الاسود". هؤلاء الشباب كانوا تحت تأثير المخدرات ولم يكونوا واعين لما اقترفت ايديهم.

لقد غاب هؤلاء الشباب عن الوعي حتى لا يستيقظوا على واقع الفقر، البؤس البطالة الذي يمنع الزواج والحياة الطبيعية، القمع الذي تمارسه اجهزة الامن يوميا بحقهم لانه متهم حتى تثبت براءته، "حكمة مصرية شائعة". ولذا يبقى السؤال، هل في بلد فقد الانسان فيه آدميته وفقد احترامه لنفسه يمكن ان يدرك ما معنى احترام الآخر؟ هل في "امبراطورية المخدرات" كما سماها احدهم، مكان للعلاقات الانسانية والتقدم البشري وبناء اسرة؟

أعجبني من كل التعليقات ما كتبته الاديبة والناشطة النسائية، سحر الموجي، في مقال نشرته في صحيفة "المصري اليوم"، سألت فيه المسؤولين في الحكومة: "هل منحتم هؤلاء الشباب وطنا حقيقيا، فيه التعليم والرعاية الصحية ولقمة عيش كريمة ومشروع بيت وامرأة وطفل، ام ان انتهاكاتكم لحقوقهم الانسانية هي السبب في اطلاق شياطين هذه العدوانية الخارجة عن كل الاطر الاخلاقية؟".

ما حدث ان الضحية خرجت للشارع لا لتنتفض ضد النظام المجرم، الذي سامها صنوف العذاب، بل لتبحث عن ضحية تفرغ فيها حقدها وقهرها المزمن. فقط عندما غابوا عن الوعي، كسروا الخوف من النظام فلعنوه، ولعنوا فساده المستشري في كل الوزارات واجهزة الدولة، والاهمال والاستهتار المتمثل بحوادث القطارات اللامتناهية، سقوط العمارات على اصحابها بسبب الغش والسرقة، ظواهر تسول الاطفال، الملايين الذين اتخذوا المقابر بيوتا لهم، وفوق كل ذلك اجهزة الامن التي يُقال انها تبلغ 15 جهازا يتجسس على من تسول له نفسه ان يشكو او ينتفض.



#سامية_ناصر_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصطفاف سياسي جديد لانهاء احتلال العراق
- امريكا: فشلنا في العراق
- نتائج انتخابات 2006 الاحزاب العربية: عَشرة في العزلة
- بوش ينعزل عن الواقع
- الشعب المصري لم ينتخب
- عندما تكذب الامبراطورية
- العراق غارق في حرب اهلية
- الدستور العراقي يكرّس الطائفية
- الانتخابات العراقية تكرس عدم الاستقرار
- العراق: انتخابات على الاطلال
- انتخابات بدماء الفلوجة
- دارفور مرآة لازمة السودان
- سقوط الجندي الالف يعمق الانقسام الامريكي
- ايران: السلطة الروحية ضد سلطة الشعب
- د. نوال السعداوي: لماذا يخاف الرجال من رؤوس النساء
- الانتخابات المحلية العربية في اسرائيل: انتصرت العائلية والطا ...
- امريكا تربح في العراق وتخسر في السعودية
- الحرب تعرّي الانظمة العربية
- الاسلام السياسي من المنظور الطبقي
- اسرائيل تفضح فساد السلطة للقضاء عليها


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - سامية ناصر خطيب - اتساع ظاهرة التحرش الجنسي بمصر