أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - هل أتاك حديث البطاطا التي أسلمت؟














المزيد.....

هل أتاك حديث البطاطا التي أسلمت؟


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 11:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
هل تذكرون ماذا سمع رائد الفضاء "نيل ارمسترونغ" عندما حطت مركبته الأمريكية على سطح القمر عام 1969؟ لقد سمع صوت الآذان يشحن أركان الفضاء الممتدة بلا نهاية! لا تتذاكى وتسأل لمن كان الآذان؟ صحيح...لا يُعرف أن هناك مسلمون يسكنون القمر... ولا مسلمون يجوبون درب التبانة مسافرين بين الكواكب والنجوم. لكن من يدري، فربما كان أحد الملائكة يؤذن للصلاة في جمع من بني جنسه، فهم يصلون كما نصلي. أو وربما كان الآذان رسالة إلهية ألقى بها الله من فوق على هذا المتطفل الأمريكي لعله يهتدي إلى دين الحق. من سوء الحظ أن الآذان مثل القرآن لا يترجم نصاً كي يفهمه ارمسترونغ ويتشرب معانيه. ومن سوء الحظ أيضاً أن فطرة ارمسترونغ قد عبثا بها أبواه المسيحيان منذ نعومة أظافره، فتربى نصرانياً يقدس الثالوث ويأكل الخنزير. نسي ارمسترونغ، أو ربما أنساه الشيطان الرجيم، عندما عاد للأرض ما سمعه فوق القمر. مرت عشر سنوات أو أكثر، حتى شاءت الأقدار أن يزور ارمسترونغ مصر المحروسة. هناك، وبينما كان يسير في شوارع قاهرة المعز، تناهى إلى آذانه صوت غريب سبق له أن سمعه في مكان ما وزمان ما، صوت ظل يدق بقبضته على جدران الذاكرة. آه...نعم! إنه هو ذاك الصوت الغريب وذاك اللحن الشجي الذي سمعه بينما كان يمشي على القمر. ماذا حصل بعد؟ طبعاً، لقد أسلم ارمسترونغ بلا تردد، وحسن إسلامه!!

-2-
هل أتاكم حديث يوسف؟ يوسف هذا رجل مسيحي لبناني في الأربعين من عمره. في يوم مفصلي في حياته، غاص يوسف بصحبة صديقه المسلم في مياه البحر المتوسط. هناك، وعلى عمق 42 متر تحت الأرض، وجدا الاثنان كهفاً تسبح حوله أسماك عجيبة لم يشاهدا مثلها قط. الأغرب من ذلك ما سمعاه الرجلان. أتدرون ماذا سمعا؟ آذان يأتي من جوف الكهف! مرة أخرى، ها نحن أمام النسخة المائية المقابلة لأختها النسخة الفضائية، وما بينهما آذان يمتد من أعمق نقطة في البحر ليلتقي بأعلى نقطة في السماء. أهو آذان حقيقي أم حلم شاهق يؤسس للإسلام قواعده في البحر وقبابه في السماء؟!
هل أحدثكم أيضاً عن المرجان البحري الذي تحول إلى أبجدية تنسج اسم الله أكبر على بساط الماء؟ وهل أحدثكم عن البطاطا التي تلبست اسم الله في رحم التراب قبل أن توقد الدهشة في عيون من شاهدوها؟ وهل أخبركم عن تلك الجرادة التي تروج لشهادة التوحيد على جناحيها الصغيرين كما تروج أجساد السيارات للمنتجات الاستهلاكية من حلوى وشامبوهات وأجهزة النقال؟!

-3-
نتف كثيرة تتطاير في فضاء الانترنت الرحب. كل ما تحتاج إليه هو جهاز كمبيوتر ومودم وحب عارم للإسلام لتصنع بقدر متواضع من مهارات التعامل مع الكمبيوتر وبقدر أقل تواضع من الخيال معجزة إلهية كبرى عجز عن الإتيان بها حتى نبي الإسلام ليستعيض عنها بالقرآن بديلاً. ستجد آلاف مؤلفة من زبائن من كل الأعمار والفئات تطارد السراب، وتتعاطى الوهم، وتمتهن الخرافة، وتنبذ العقل. تلتحم الأكاذيب بالإسلام، لترتقي إلى مصاف أحاديث أبي هريرة وملائكة بدر. ويغدو التشكيك في مصداقية الحكايات الغرائبية، والتشكيك أقل منزلة من التكذيب والتفنيد، مرادفاُ لهشاشة إسلام الفرد وأنيميا الإيمان! جرّب ما سيحث لك لو أنك – مثلاً – سخرت مما يحكى عن عرق النبي العطري...وعن لعابه الشافي...وعن يعفور الحمار الذي انتحر لوفاة النبي...وعن الشجرة التي جاءته مسلمة...وعن الغزالة التي حدثته عن صغارها!!!
عندما ضحكت من حكاية البطاطا "المتأسلمة" قال لي زميلي غير المتدين: "بالطبع، فأنت لا ينتظر منك أن تصدق بذلك وأنت العلماني حتى النخاع؟" ترى يا عزيزي لو جئت لك بباذنجانه على هيئة نجمة داود أو ببرتقالة على هيئة الصليب، كيف ستكون ردة فعلك؟ ربما ستنقلب على قفاك من شدة الضحك على هذا التلفيق والاستغباء، وربما ستستنجد بعقلك لتدحض يهودية الباذنجانة ومسيحية البرتقالة. ويا ترى يا عزيزي لماذا يبوح الله بأسراره لشخص واحد مثل ارمسترونغ أو يوسف دون سواهما من بلايين البشر غير المسلمين؟ أليس من شروط المعجزة أن يراها البشر كافة؟ ثم أليس من العدالة الإلهية أن يفسح المجال لكل البشر دون استثناءات لمعايشة المعجزة بالصوت والصور، حتى لا يبقى لهم أي عذر يتعكزون عليه يوم الحساب؟
مشكلة هؤلاء مع الإسلام أنهم لا يملكون ما يبهرون به العالم أو يقنعون به غيرهم لهذا يحترفون صناعة الأكاذيب وتوزيعها على أتباعهم البسطاء الذين لا يجدون سبباً للتشكيك في أي شيء حتى لو قيل لهم أن النبي محمد نزل من علياءه الفردوسية، أو تسلل من قبره ليحضر في غلالة من النور البهي مسجد الشاذلية بحي المهندسين في القاهرة!!!
مصيبة هذا العقل ليست وليدة اليوم، فالعقل الذي صدق كذبته بشأن إسلام ارمسترونغ ويوسف والبطاطا والجرادة هو ذات العقل القديم الذي وزع شهادات الإسلام على كل من النجاشي وسيف بن ذي يزن وأبي سفيان!




#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عرفنا الله بالعقل؟
- حتى الاقتصاد اختطفوه
- عندما -طاش- المعتدلون
- ثقافة العرب الشفهية: الوهم...السحر...والجهل
- وهابيات يومية
- لماذا فشلنا في كأس العالم؟
- الرأس إلى الأسفل والقدمان إلى الأعلى
- إيمان لا يبصر لكنه يقطع
- دور السياسي والديني في تخلف الثقافة العربية
- نعم...مازال الإنسان في مرحلة التعددية الإلهية
- تعالوا نشتم أمريكا
- حمائم غاندي ومانديلا أم صقور بن لادن والزرقاوي؟
- القانون في مواجهة المقدس والعرف.
- الثوابت في خطر
- يا للغرابة! أنا لا أكره الشيعة ولا أمقت النساء
- اللون الأحمر وثيران الهيئة
- عندما ينقلب السحر الدنماركي على أهله
- أحاديث كاذبة ولكنها مبجلة
- أطلقوا الله من أسره
- الفردوس.... كم هو حلم جميل!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - هل أتاك حديث البطاطا التي أسلمت؟