أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - قصيدة بارمينيدس - بقية














المزيد.....


قصيدة بارمينيدس - بقية


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7858 - 2024 / 1 / 16 - 18:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٥٨ - قصيدة بارمينيدس - بقية

[ 8 ] لم يتبق لنا سوى طريق واحد لنتحدث عنه، وهو " إنه يكون-It is " . في هذا الطريق يوجد حشد من العلامات والأقوال على أن الذي يكون، هو غير مخلوق وغير قابل للفناء؛ لأنه كامل، ساكن، ولا نهاية له. لم يكن أبدا وكذلك لن يكون؛ فهو كله "يكون" الآن، دفعة واحدة، مستمر بلا إنقطاع. فعن أي نوع من الأصل سوف تحاول أن تبحث له؟ وبأي طريقة ومن أي مصدر استقى منه نموه وإزدياده ؟ لن أسمح لك أن تقول أو تفكر أنه جاء مما لا يكون؛ لأنه لا يمكن لا التفكير ولا النطق بشيء لا يكون. وإذا كان قد جاء من لا شيء، فما هي الحاجة التي جعلته ينشأ متأخرا وليس متقدما؟ ولذلك يجب إما أن يكون كليًا متجمعا مع بعضه أو لا يكون على الإطلاق. كما أن قوة الحقيقة لن تسمح لشيء آخر أن ينبثق وينشأ إلى جانبه من الذي لا يكون. لذلك، فإن العدالة لا تتخلى عن سلاسل أغلالها ولا تسمح لأي شيء أن يأتي للكينونة، ولا أن يتلاشى ولكنها تتحكم فيه وتتمسك به بسرعة. من الآن فصاعدا حكمنا يتوقف على : هل هو يكون أو لا يكون ؟ بالتأكيد حكمنا أنه يكون لأنه يحتاج بالضرورة أن يكون، لأننا أزحنا جانبا أحد الطريقين بإعتباره لا يمكن التفكير فيه أو تسميته (لأنه ليس طريق حقيقي) بينما الطريق الآخر هو طريق واقعي وحقيقي. كيف يمكن إذا لما هو كائن أن يكون في المستقبل (فكيف إذن يمكن أن يكون ما سيكون في المستقبل؟ ). أو كيف يأتي للكينونة ؟ إذا كان قد أتى إلى الكينونة، فهو لا يكون؛ ولا يكون أيضا إذا كان في طريقه لأن يكون في المستقبل. هكذا تتلاشى الصيرورة (الميلاد) ناهيك عن الفناء الذي لم يُسمع به قط. وهو غير قابل للتجزئة، إذ هو كله متساو بإطلاق، وليس هو في مكان أكثر منه أو أقل في مكان آخر، ليعيقه أو يمنعه من التماسك مع بعضه البعض، بل هو كل شيء مملوء بما هو (بكينونته). ولذلك فهو إستمرارية كاملة؛ لأن ما يكون، على اتصال بما يكون. علاوة على ذلك، فهو ساكن أو ثابت ومقيد بسلاسل ضخمة، بلا بداية ولا نهاية؛ وذلك منذ أن قُذِف بحدوث الكينونة والفناء بعيدا، وطردهم من قِبل الإعتقاد الحقيقي. إنه هو نفسه، مستقر في نفس المكان، ساكنا في ذاته. وهكذا يبقى ثابتاً في مكانه؛ فالضرورة القصوى تبقيه في قيود الحد التي تمسكه بثبات من كل جانب. لذلك لا يجوز لـ "ما يكون" أن يكون لا نهاية له؛ لأنه لا يحتاج إلى شيء. بينما لو كان لا متناهيا لأصبح محتاجا إلى كل شيء.
الشيء الذي يمكن تفكيره والشيء الذي من أجله يوجد الفكر هما شيء واحد؛ لأنك لا تستطيع أن تجد فكرا بدون شيء كائن يشبه ما عُبّر عنه. وليس هناك، ولن يكون هناك أبدًا، أي شيء غير الـ " ما يكون "، منذ أن قيده القدر ليكون كاملاً وثابتًا - ساكنا. ولذلك فإن كل هذه الأشياء ليست سوى أسماء أطلقها البشر الفانون، معتقدين أنها حقيقية - النشوء والفناء، الكينونة وعدم الكينونة، تغيير المكان ( الحركة ) وبهتان بريق الألوان. إذا وبما أن له حد أقصى، فهو مكتمل من كل جانب، ككتلة كرة مستديرة، متوازنة إنطلاقا من المركز في جميع الإتجاهات؛ لأنه لا يمكن أن يكون أكبر أو أصغر في مكان منه في مكان آخر. لأنه ليس هناك ما يمكن أن يمنعه من الانتشار بالتساوي، ولا يمكن لشيء أن يكون أكثر هنا وأقل هناك مما هو عليه، ما دام كل شيء غير قابل للإنتهاك والإختراق. فإن النقطة التي يكون منها متساويا في كل اتجاه تميل أيضا نحو الأطراف والحدود.

طريق الإعتقاد
‏هنا سأختم حديثي الذي يستحق الثقة وتفكيري عن الحقيقة. من الآن فصاعدًا، تعلم معتقدات البشر، منتبهًا إلى الترتيب الخادع (المخيب للآمال) لكلماتي. لقد عزم البشر على تسمية شكلين أو صورتين، وكان عليهم أن لا يسموا أحدهما، وهذا هو ما جعلهم يبتعدون عن الحقيقة. لقد ميزوا بينهما بإعتبارهما متناقضين في الشكل، وخصصوا لهما علامات تميزهم عن بعضهم البعض. خصص لأحدهما نار الجنة، ناعمة، لطيفة، خفيفة معتدلة مع ذاتها في كل اتجاه، ولكنها ليست مثل ما خُّّصّص للآخر. فالآخر هو عكسه تماما، ليل مظلم، جسم متراص وثقيل. عن كل هذه الأشياء، سأخبرك بالترتيب والنظام الكامل الذي يبدو محتملًا؛ حتى لا يفوتك أبدا أي فكر مما يفكر فيه البشر.

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بارمينيدس
- المجتمع الفاضل
- الثابت والمتحول عند بارمينيدس
- خليبنيكوف واللغة المستحيلة
- هاسبارا أو فلسفة إسرائيل الإعلامية -٣
- المشروع الوجودي
- جثت الكلمات المبقورة
- العنصرية والخوف من الغرباء
- هاسبارا - فلسفة إسرائيل الإعلامية -٢
- هاسبارا - فلسفة إسرائيل الإعلامية
- الذاكرة
- الرسالة الأخيرة
- جذور المقاومة والإرهاب
- مهزلة القانون الدولي ومجلس الأمن
- العسكر والإرهاب
- قريبا .. نهاية العالم
- الدولة والإرهاب
- ظاهرة الإستسقاط وعلاقة الفن بالهلوسة
- إغتيال الأمل
- العدمية الإسلامية


المزيد.....




- كاميرا منزل ترصد تصرفات منفذ هجوم نيو أورليانز أمام شقته
- عشاق الحيتان يرصدون عجل حوت قاتل حديث الولادة.. لِمَ بعث هذا ...
- الدفاعات الروسية تسقط 61 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
- مسيرة ترصد بالصدفة حادث انفجار الألعاب النارية في هونولولو ا ...
- تقرير يكشف عن أفضل الأنظمة الغذائية لعام 2025 للحفاظ على الص ...
- دهسوا بعد دقائق على نشرهم هذه الصور.. آخر لحظات مسرح الجريمة ...
- سوريا تعلن بدء استقبال الرحلات الجوية الدولية بمطار دمشق
- هل تنجح المفاوضات بين حماس وإسرائيل هذه المرة في التوصل لوقف ...
- الداخلية الألمانية: على بعض السوريين العودة لبلادهم في ظل اس ...
- بلينكن يؤكد لعبد العاطي دعم واشنطن للعملية الانتقالية في سور ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - قصيدة بارمينيدس - بقية