أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - صناعة -التجميل- وكراهية الذات بالنسبة للنساء














المزيد.....

صناعة -التجميل- وكراهية الذات بالنسبة للنساء


نساء الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7858 - 2024 / 1 / 16 - 18:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعيش الاجيال الحالية من النساء في المنطقة والعالم حقبة جديدة من القمع والاضطهاد والاستغلال والتسليع الجسدي، حيث يمارس النظام الذكوري اليوم ممارسة خطيرة، فأخر ثلاثين عاما ظهر تحول إثر على أوضاع النساء والقى على عاتقهن فصلا جديدا من التمييز المسلط ضدهن، بالإضافة الى القمع السابق، حيث أصبح التركيز في العصر الحالي على أجسادهن وجعله جسد بلاستيكي يخضع لضوابط مجتمعية تتم المتاجرة به.

فهذا الجسد يتم حقنه بمواد كيمياوية سامة من جهة، ومن جهة أخرى تقتص أجزاء منه، من اجل ان يتناسب مع معايير “جمالية" بحسب رؤية القائمين والمصدرين لمعايير الجمال والتي في غالبيتها معايير تجعل المرأة مجرد جسد بمعايير معينة، ولا بأس ان جازفت الضحية بعمليات جراحية خطرة وفقدت حياتها!
يعمل النظام الرأسمالي _ الذكوري على جعل الجسد الإنساني وبالتحديد أجساد النساء ساحة لتسويق منتجاته وتحقيق الارباح من خلالها، بغض النظر عن الطريقة المتبعة فصحة. الانسان وسلامته تأتي في نهاية اولوياته.

عندما طالبت نسويات الموجة الثانية بخروج النساء من المنزل ومشاركتهن بالعمل اسوة بالرجال تحقق ذلك، وسمح نمط الانتاج الرأسمالي بذلك؛ ليس من باب المساواة، ولكن كونهن ايدي عاملة رخيصة ستخدم انتاجه، وبالفعل استغل قوة عملهن مرتين، مرة من خلال عمل منزلي غير مدفوع الاجر مع إعادة إنتاج النوع البشري وتربية الأبناء، ومرة اخرى عبر العمل الخارجي في مصانع البرجوازية تكون حصة الأسد من الناتج لصالح الرأسمالي.

عندما تذهب النساء العاملات في الصباح الباكر الى العمل خارج المنزل اكثر ما يتم مشاهدته في الشوارع وعلى البنايات هي الاعلانات واللافتات المطبوعة لأطباء ومراكز "التجميل" الى الحد الذي يجعل عيون النساء مركزة على هذه الاعلانات، وعند عودتهن الى المنزل، سرعان ما يبدأن بإكمال تراكمات الاعمال المنزلية غير المنجزة، من رعاية الأطفال والطهي وغسيل وكي الملابس...وغيرها من الأعمال غير المنتهية، وفي نهاية يومهن اذا تسنت الفرصة لهن ليأخذن قسطاً من الراحة، بعد التعب النفسي والجهد البدني الذي يعانينه اثناء العمل خارج المنزل، يمسكن هواتفهن ويتصفحن قليلاً على وسائل التواصل الاجتماعي اخر الأخبار والقصص؛ لتنقطع فوراً مشاهداتهن بإعلانات مدفوعة الثمن لمراكز "التجميل" تتضمن عمليات (حقن الوجنات وقص الاجفان وتصغير المنخار ونفخ الشفاه وشفط الشحوم وتكبير الارداف والاثداء والمؤخرات ورفع الحاجبان والكثير من الاشياء غيرها)...

أوضاع بائسة تعتقل الفتاة منذ نعومة اضفارها عبر اقناعها بانها ليست الشكل او الجسد الذي يفضلهُ السوق والتي تجعل من انثى الانسان تكره ذاتها، وكل ما تطلعت الى المرآة تحتم عليها الخضوع لمعايير "جمالية" نمطية تفرض عليها، ومن وقت لأخر تتغير ويتم الترويج لمعايير جديدة.

سرعان ما تركض الفتيات والنساء لاهثات ليواكبن الحداثة! الى مركز القص والشد والشفط ليقتص جزءا منها ويحقن لها جزءا اخر، لتشعر بالرضا الوقتي! بعدها وقد حققت متطلبات سوق السلع والبضائع واصبحت بالمظهر المطلوب!

ولكن هل فعلاَ تجعل تلك العمليات من النساء سعيدات؟ والجواب بالمطلق هو كلا... وسرعان ما تبحث الضحية عن المزيد والمزيد من العمليات! ان المستفيد الاول من هذا الوضع هم أصحاب المال والأعمال ومحتكري الثروات بوجود نظام اقتصادي-سياسي يكرس ويديم الوضع من اجل تحقيق الأرباح، يجعل من أجساد النساء ساحات لمزيد من تراكم الثروات.

السعادة الحقيقية هي عندما تنال النساء حقوقهن، السعادة الفعلية عندما تتحقق المساواة بين الجنسين وتزول الفوارق الطبقية بين جميع شرائح المجتمع. السعادة تكون عندما تعامل النساء كذوات مستقلة ولسن كتابعات لذكور العائلة والقبيلة والنظام السياسي، بدون تمييز على أساس جنسهن في العمل والشارع والمنزل وعلى كافة المستويات والاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

السعادة الحقيقة لنا كنسويات تتحقق باستمرار كفاحنا ونضالنا المشترك واللا مشروط المناهض للذكورية والطبقية في وقت واحد، نضال نسوي جماهيري عابر للحدود من أجل تحقيق الحرية والمساواة التي تسمح بالتطور الكامل للنساء وتحررهن من كافة اشكال القهر والظلم والاضطهاد.
اسيل سامي



#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الندوة التأسيسية للمبادرة النسوية التحررية لنساء الشرق الأوس ...
- التنافس بين القوى الرأسمالية للسيطرة على افريقيا يحول بعض بل ...
- 🔸بمناسبة حملة ال 16 يوم لمناهضة العنف بالضد من المرأ ...
- مأساة النساء في غزة
- النسوية البيئية ما بين دمار الطبيعة والاضطهاد الاجتماعي
- مجرد قبلة عفوية أم معايير ذكورية عفا عليها الزمن؟
- الحرب على غزة ومعاناة النساء والاطفال
- نموذج المرأة الذي تريده السلطة الدينية
- الطلاق... ازمة اجتماعية
- نساء السودان بين مطرقة الفقر وإرهاب القوى المتحاربة
- الاجهاض، ازمة انسانية في الخفاء!
- النسوية الماركسية مقابل النسوية في الفلسفات الأخرى/ج2
- النسوية الماركسية مقابل النسوية في الفلسفات الأخرى
- حول انتاج المعرفة النقدية في العلوم الاجتماعية والدراسات الن ...
- العراق في ذيل قائمة القوى النسائية العاملة
- تحرر المرأة في العراق والمنطقة مرتبط بالتحرر من هيمنة النظام ...
- زواج المرأة
- المرأة والعمل المنزلي
- هل هناك فرق بين امرأة وأخرى؟
- يوم المرأة العالمي بالنسبة للسلطة والمعارضة، ما بين اذار الم ...


المزيد.....




- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...
- نائبة أمريكية تسعى لمنع أول امراة متحولة جنسيا في الكونغرس م ...
- نهاية مروعة لامرأة في الصين.. سحبها سلم متحرك


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - صناعة -التجميل- وكراهية الذات بالنسبة للنساء